الأدباء والصيف.. مقهى بترو يجمع الكتاب بقيادة نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم

أحب الأدباء منذ زمن بعيد الجلوس في المقاهي فكانت عادة عند أغلبهم ولم يكن الجلوس على المقاهي للكتابة فقط وإنما للقاءات والمناقشات والجلسات وفى زمننا الحالي لا يخلو رأس كاتب من مقهى يفكر في الجلوس فيه لكن كتاب اليوم رضوا بالمقهى القريب وتلك المقاهي التي تقع في نهر الطريق بينما كانت العادات مختلفة في الماضى فنرى الأدباء يختارون مقاه معينة للجلوس فيها واللقاء بها وقد كانت لها عدة مواصفات أهمها ان يكون المقهى هادئا وان يقع بعيدا عن الزحام وأن يكون محتفيا بالثقافة والفن والمثقفون والفنانون وهي صفات يصعب توفيرها اليوم.
الإسكندرية ..مقهى بترو
ولم تخل جلسات الأدباء من البحر والصيف والمصيف فأحبوا اللقاء في الإسكندرية بل إن مجلسا عقد لهم هناك وكان محله مقهى "بترو" فى الإسكندرية الذى لا نبالغ إن قلنا إنه تحول لمنتدى ثقافى فى أشهر الصيف رواده هم كبار أدباء مصر وفى مقدمتهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وثروت أباظة وعبد الرحمن الشرقاوى وعبد الحميد جودة السحار وحسين فوزى.
كتب نجيب محفوظ في جريدة الأخبار عدد يوليو عام 1987 مقالا ذكر فيه التالى عن المقهى وكيف اكتشفه وجلس فيه لأول مرة:
تعرفت بالأستاذ توفيق الحكيم عام 1947 بعد صدور روايتى "زقاق المدق" ووقتها قال لى الأستاذ محمد متولى مدير الأوبرا إن توفيق الحكيم يريد أن يلتقى بك أنه يجلس في المقهى المواجه للبنك الأهلي.
رحت أقابله، سألنى.. أنت بتروح الإسكندرية؟ قلت له: نعم، قال: إنه يقعد في مقهى في سيدى بشر، وفى طريقى اليه في مقهاه، مررت في طريقى بمقهى هادئا اسمها بترو، بينما مقهاه كانت على الرصيف الآخر الشديد الازدحام.
قلت له أنا شفت مقهى معزولا وهادئا تستطيع أن تخلو فيه مع نفسك ومع أصحابك، ومنذ ذلك الحين بدأنا الجلوس على مقهى بترو، وبذلك أنا الذي اكتشف بترو، وبعد الثورة اكتشفها الباشوات وأصبحت مقرهم.

Trending Plus