فصل جديد في العلاقات المصرية الأفريقية

مصر فى ظل الجمهورية الجديدة تكتب فصلاً جديداً في تاريخ العلاقات المصرية الأفريقية، وهذا ما تجسد بقوة خلال مشاركة الرئيس السيسى في قمة الاجتماع التنسيقى بدورته السابعة بالاتحاد الأفريقي في غينيا الاستوائية، وما نود أن نشير إليه في مقال اليوم، أن هذا التوجه والمساعى لم تأت من فراغ، وإنما من خلال استراتيجية واضحة ومكتملة، تبنتها الدولة وأجهزتها خاصة من قبل الدبلوماسية الرئاسية والتقليدية، وذلك عبر حزمة من مسارات التعاون على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والاستراتيجية كافة، وذلك لموازنة واحتواء ومجابهة أي مخاطر وتهديدات.
نقول هذا، خاصة أن العلاقات المصرية الأفريقية مرت بمراحل متفاوتة شهدتها العلاقات بدأت بدور محوري قوى بوصفه قوة داعمة لحركات التحرر في الستينيات، ثم تحولت إلى لاعب دبلوماسي ذي نفوذ، ثم تراجعٌ وغيابٌ غير مسبوق قبل 2014، ليطلب الجميع إعادة الدور المفقود، والغياب الذى كلف مصر الكثير، لتأتى مصر 30 يونيو، وتكتب فصلا جديدا نراه فى جهود التكامل والاندماج القاري، وسبل تحرير التجارة البينية في القارة، ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية بما لها من تأثير على التنمية في القارة، فضلاً عن سبل تعزيز السلم والأمن بالقارة، ما يؤكد أن مصر نحو استعادة ريادتها في القارة السمراء بامتياز، بعد أن تحركت عبر ملامح رئيسية ثلاثة؛ بين تعاون، وبناء تحالفات، ومجابهة أي تهديدات محتملة.
إذن.. نستطيع أن نقول، إن الحضور المصري المتصاعد ليس من فراغ، إنما وفق رؤية استشرافية، تكللت عبر تقديم مساعدات وخبرات في مجال البنى التحتية، وتفعيل أدوار التعاون وبناء التحالفات، في ظل تنامي التهديدات ومحاولات الهيمنة العالمية على القارة السمراء، وهو ما نأمل استمراره مستقبلا، خاصة أن مصر ذات ثقل سياسىى واستراتيجى وبوابة أفريقيا ما يحقق لها نجاحات وفرص واعدة في القارة مهنا تعاظم النفوذ وزادت أدوار وطموحات بعض الدول، لكن تبقى مصر ذات الهوية الأفريقية حاضرة بقوة مهما كانت التحديات والأخطار..

Trending Plus