"أرواح تحرس الجبل".. قصة مقامات الأولياء في وديان أبو زنيمة بسيناء.. "الشيخ حشاش" و"سليمان أبو خضرة" و"حبوس".. حكايات يتناقلها الناس ويتبركون بها.. موالد صامته تنحر فيها الذبائح للإطعام والدعاء.. صور

الاهالي حريصين على خدمتها
الاهالي حريصين على خدمتها
سيناء ـ محمد حسين

قباب بيضاء صغيرة في قلب الطبيعة الصامتة، ليست بيوتًا، لكنها تشبهها. ليست معابد، لكنها تُزار بخشوع.. إنها مقامات الأولياء في عمق جبال مناطق أبو زنيمة بجنوب سيناء، والذين تقول الروايات إنهم لم يغادروا الجبل، حتى بعد أن غادروا الحياة وحيث الصخر الأحمر يعانق زرقة السماء، وتغفو الوديان على أسرار منسية.

كل مقام هنا يحكي حكاية، وكل ضريح له رواية، يتناقلها الناس كما تُنقل الوصايا، ويمضون إليها مشياً على الأقدام أو بسيارات الدفع الرباعي، لا لطلب حاجة دنيوية، بل طمعًا في البركة، أو وفاءً لعهد، أو وفاءً لذكرى رجل صالح.

"اليوم السابع" وصل لهذه المقامات وسمع من القائمين على خدمتها وسكان مناطقها روايات توثق أسباب وجودها.
في وادي الصهو، بين ممرات جبلية وعرة، يظهر مقام "الشيخ حشاش"، ضريح صغير تقف عنده أشجار السيال، وتلوّح القباب البيضاء فوق سفوح الجبال المتوشحة بلون الطين.


هنا، حيث لا تُسمع إلا همسات الرياح، يُقام كل عام ما يُعرف بين القبائل بـ"زوارة الشيخ حشاش"، وهو مولد سنوي يعقد في سبتمبر، يجتمع خلاله أبناء قبيلة الحماضة  يستقبلون سكان المنطقة والضيوف من كل سيناء وخارجها، يقضون ليلتين من الذكر والدعاء، ويقدّمون الذبائح على نية أن تكون "لقمة لوجه الله" وبدون مظاهر أخري كما يؤكدون.


يقول سالم مسلم جمعة، من قبيلة الحماضة وأحد المتطوعين لخدمة المقام: "الناس تؤمن بأن الشيخ حشاش كان وليًا صالحًا عاش في سانت كاترين، وعند وفاته، طار كفنه بالريح  من هناك حتى استقر في هذا الوادي، و دُفن".ويتابع: "حول مقامه، دُفن رجلان آخران معروفان بصلاحهما، هما الشيخ الهمشري وأبو حريرة من  قبيلة الحماضة، وشيّدنا مقامات صغيرة لهما أيضًا. الزيارة هنا لا تشبه أي احتفال، فلا موسيقى، ولا طقوس خارجة. فقط دعاء، وذبح، وطعام يُوزّع على الزائرين".


في محيط المقام، بُني مسجد بسيط بالجهود الذاتية، وإلى جواره عرائش تقليدية من الخوص والخشب، يقيم فيها الزائرون وقت الزوارة أو خلال زياراتهم المتقطعة. ويضيف سالم: "لكل أسرة عريشة، فيها أدوات طهي وأوانٍ من المعدن والفخار، يستخدمها الزوار بحرية. وهناك عريشة رئيسية تُعرف باسم مجلس حشاش، هي أشبه بقلب المكان."

بعيدًا عن وادي الصهو، في قلب المدينة التي تحمل اسم أبو زنيمة، لا يعرف كثيرون أن اسمها نفسه مشتق من مقام قديم لولي يُدعى "الشيخ أبو زنيمة".
يقول صالح عيد، أحد السكان المحليين من قبيلة العليقات وناقل للتاريخ الشفاهي: "المقام كان موجودًا قبل أن تُبنى المدينة من الأساس.. حوله نشأت التجمعات الأولى، وصار اسمه هو اسم المدينة.. وهذا ليس الوحيد، فكل وادٍ هنا له مقام، وكل مقام له قصة."


في وادي النصب، يقع مقام آخر يُعرف باسم "الشيخ سليمان أبو خضرة"، ويُقال إنه من قبيلة العليقات أيضًا يضيف صالح: "يُعرف بصلاحه وكراماته، وكان الناس يتوافدون عليه من مختلف مناطق جنوب سيناء، خاصة في الأزمات. الآن لا تزال الزيارة مستمرة، والدعاء لا ينقطع."


في قرية الرملة، يذكر الناس مكانًا اسمه "رملة القري"، لا يوجد فيه مقام فعلي، لكنه موقع مُقدس له قصة متوارثة.
تقول الرواية الشعبية: "حاول بعض اللصوص سلب إبل كانت ترعى هناك، فلما اقتربوا، تحولت الإبل إلى صخور. وعندما ضرب أحدهم الصخرة بسيفه، نزف منها دم! ومن يومها صار المكان مباركًا، يُزار، ويُدعى فيه."
باتجاه نهاية منطقة الرملة، يقع مقام الشيخ "حبوس، ويُعتقد أنه من أبناء عشيرة الجريرات  قبيلة السواركة بشمال سيناء، ويقال إنه عُرف بالصلاح، ومن يزوره يقول: "طلبنا البركة".


كما يوجد مقام آخر له يُعرف بـ"حبوس الأخضر"، ويرتبط بالاعتقاد السائد بأن زيارة المكان تطرد العين وتبث الراحة في النفس.
من بين كل ما قيل، يبقى المثل الشعبي السيناوي الذي يتناقله أهل هذه المناطق: "تحنّن القبور ولا تحنّن الصدور"، بمعنى أن زيارة قبر ولي صالح قد تأتي بفرج ودعاء مستجاب، أفضل من أن تطلب من الناس من دون فائدة.
بين المقامات والجبال، وبين الضريح والعرائش، يبدو المشهد كأن الأرواح لم تغادر المكان، وكأن الأولياء الصالحين يحرسون الجبل حتى بعد رحيلهم.


مقاماتهم مفتوحة على مدار العام، زياراتهم لا تحتاج إلى مواعيد، وذكراهم باقية على الحيطان، في قطع القماش البيضاء، وفي آيات كتبت على ألواح الخشب، وفي روائح البخور التي تملأ الوديان مع كل نسمة هواء.

استراحات-حول-المقامات
استراحات-حول-المقامات

 

الاهالي-حريصين-علي-خدمتها
الاهالي-حريصين-علي-خدمتها

 

المقامات-بين-الجبال
المقامات-بين-الجبال

 

ضريح-في-الجبال
ضريح-في-الجبال

 

عرائش-استراحات-تحيط-مقام-حشاش
عرائش-استراحات-تحيط-مقام-حشاش

 

قبر-ولي-
قبر-ولي-

 

مشاهد-لمقامات-
مشاهد-لمقامات-

 

مقامات-في-جبال-سيناء
مقامات-في-جبال-سيناء

 

من-المقامات
من-المقامات

 

من-تكوين-المقامات
من-تكوين-المقامات

 

يزور-الاهالي-المكان
يزور-الاهالي-المكان



 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

4 عادات صباحية تحسن صحة الأمعاء

4 عادات صباحية تحسن صحة الأمعاء الإثنين، 15 ديسمبر 2025 07:00 ص

الأكثر قراءة

الأهلى يدرس غلق ملف تمديد تعاقد أليو ديانج.. اعرف التفاصيل

الطقس اليوم.. أجواء باردة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

المغرب والإمارات في صدام ناري بنصف نهائي كأس العرب 2025

مواعيد مباريات الجولة الثانية في كأس عاصمة مصر


الاحتلال الإسرائيلى يصدر قرارا عسكريا بهدم 25 مبنى بمخيم نور شمس بالضفة

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

المستندات المطلوبة لإحلال التوكتوك فى الجيزة.. كل ما تحتاج معرفته

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة


العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

تعرف على بدائل يزن النعيمات لتدعيم هجوم الأهلى فى يناير

محاميه طلب البراءة.. الجنايات تكشف سبب عقوبة المعتدى على الطفل ياسين؟

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى