السير عكس الاتجاه نزيف مستمر على الأسفلت.. جهود مكثفة لضبط المخالفين وتحرير 2274 مخالفة لسيارات النقل والأجرة.. أجهزة حديثة لتوثيق الأحداث على الطرق السريعة.. والقانون يسمح بحجز المركبة لحين الفصل بالمخالفة

متهم بالسير عكس الاتجاه
متهم بالسير عكس الاتجاه
كتب محمود عبد الراضي

تواصل الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية جهودها الحثيثة للحد من حوادث الطرق من خلال شن حملات مرورية مكثفة تستهدف أخطر المخالفات التي تهدد سلامة المواطنين، وعلى رأسها السير عكس الاتجاه، وهي الظاهرة التي باتت تمثل تحديًا حقيقيًا للأمن المروري في الشوارع والمحاور الرئيسية.

ففي إطار خطة الوزارة لتكثيف التواجد الأمني وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء، شنت الإدارة العامة للمرور خلال الأشهر الستة الماضية حملات موسعة أسفرت عن ضبط 2274 مخالفة سير عكس الاتجاه، وهو رقم يكشف عن مدى انتشار هذه السلوكيات الخطرة، ويدق ناقوس الخطر بشأن استهتار البعض بأرواحهم وأرواح الآخرين.

متهم بالسير عكس الاتجاه (1)
متهم بالسير عكس الاتجاه 

 

ولا تكمن خطورة هذه المخالفة فقط في كونها انتهاكًا للقانون، بل في العواقب الكارثية التي تترتب عليها، حيث تسببت عشرات الحوادث المؤلمة في فقدان أرواح بريئة كان يمكن إنقاذها لو التزم المخالفون بالقواعد الأساسية للسير.

وتعد الطرق السريعة والمناطق الحيوية مثل الطريق الدائري والمحور الأوسطى من أبرز المواقع التي تشهد هذه المخالفات، ما يزيد من احتمالات وقوع حوادث تصادم وجهاً لوجه تكون نتائجها مميتة في كثير من الأحيان.

متهم بالسير عكس الاتجاه (2)
متهم بالسير عكس الاتجاه 

 

وفي واقعة حديثة تؤكد جدية التحرك الأمني في هذا الاتجاه، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط عدد من قائدي السيارات أثناء قيادتهم عكس الاتجاه بالطريق الأوسطى في دائرة قسم شرطة حلوان بمحافظة القاهرة، معرضين حياتهم وحياة المواطنين للخطر.

وبمواجهتهم، أقروا بارتكابهم الواقعة بدافع اختصار الوقت، دون إدراك لحجم الجريمة التي يرتكبونها بحق أنفسهم والمجتمع.

وقد تم التحفظ على السيارات واتُخذت الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم، في رسالة واضحة بأن القانون سيُطبق بكل حزم على من يستهين بالأمن العام وسلامة المواطنين.

متهم بالسير عكس الاتجاه (3)
متهم بالسير عكس الاتجاه 

 

ويرى خبراء أمنيون أن هذه الوقائع لا يمكن التصدي لها فقط من خلال العقوبات والملاحقات الأمنية، بل يجب أن تكون هناك معالجة شاملة تشمل التوعية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز ثقافة الالتزام بقواعد المرور.

وفي هذا السياق، قال اللواء خالد الشاذلي، الخبير الأمني، إن حوادث الطرق أصبحت سببًا رئيسيًا في نزيف الأسفلت نتيجة الأخطاء البشرية، مشيرًا إلى أن مخالفات السير عكس الاتجاه تُعد من أخطر هذه الأخطاء، لأنها غالبًا ما تؤدي إلى حوادث مميتة بسبب المفاجأة وعدم قدرة السائقين على تفادي الاصطدام.

وأضاف الشاذلي، في تصريحات خاصة لصحيفة "اليوم السابع"، أن البعض يظن أن اختصار الطريق لبضع دقائق يبرر ارتكاب مخالفة جسيمة مثل السير عكس الاتجاه، غير مدركين أنهم يضعون أنفسهم والآخرين في مواقف قاتلة.

متهم بالسير عكس الاتجاه (4)
متهم بالسير عكس الاتجاه 

 

وأكد أن جهود وزارة الداخلية في استخدام أنظمة المراقبة المتطورة والتقنيات الذكية قد ساعدت بشكل كبير في رصد هذه المخالفات وضبط مرتكبيها في أسرع وقت، إلى جانب التواجد الميداني المستمر لرجال المرور في المحاور الرئيسية والشوارع الحيوية.

وأشار إلى أهمية التوعية المجتمعية بخطورة هذا السلوك، مؤكدًا أن السير عكس الاتجاه ليس فقط مخالفة مرورية، بل هو بمثابة انتحار علني، لأنه أقصر طريق إلى القبر، بحسب وصفه.

وأوضح أن هناك حاجة لتعزيز البرامج التوعوية التي تستهدف السائقين، خصوصًا فئة الشباب، من خلال وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لتغيير الثقافة السائدة بأن "التحايل على الطريق" أمر مقبول أو لا يضر.

ومن الناحية القانونية، تنص المادة 76 مكرر من قانون المرور على توقيع غرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد عن ثلاثة آلاف جنيه على من يقود عكس الاتجاه، بالإضافة إلى سحب الرخصة لمدة لا تقل عن شهر.

وفي حالة التكرار أو التسبب في حادث، يجوز إحالة السائق إلى النيابة العامة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات جنائية، خاصة إذا ترتب على المخالفة إصابات أو وفيات.

متهم بالسير عكس الاتجاه (5)
متهم بالسير عكس الاتجاه

كما أن القانون يسمح بحجز المركبة لحين الفصل في المخالفة، وهو إجراء رادع تسعى الدولة إلى تفعيله بصرامة للحد من هذه الظاهرة.

ويتضح من خلال ما سبق أن السير عكس الاتجاه لم يعد مجرد مخالفة عابرة يمكن التساهل معها، بل أصبح تحديًا أمنيًا ومجتمعيًا يتطلب تضافر جميع الجهود لمواجهته.

فالحل لا يكمن فقط في العقوبة، بل في بناء وعي جماهيري بأن احترام قواعد المرور ليس خيارًا بل ضرورة حياتية. ومع استمرار الحملات الأمنية وتطوير البنية التكنولوجية، تبقى المعركة الحقيقية هي معركة الوعي، لأن كل سائق ملتزم هو شريك في الحفاظ على الأمن والسلامة في الشارع.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

صفقات فى مرمى الشائعات الكروية.. أبرزهم بركات وشيكو بانزا وإيفونا

تامر حسنى يطرح أغنية بعنوان "يالا يا كداب" من ألبوم "لينا معاد"

ليفربول يرفض عرض بايرن ميونخ الرسمى لضم لويس دياز

بداية ارتفاع درجات الحرارة وأمطار.. تفاصيل حالة الطقس والظواهر الجوية حتى الأحد

موقف الزمالك إيه ؟.. بيراميدز يعرض 40 مليون جنيه لضم صبحي وناصر


مصطفى قمر لـ اليوم السابع: حبيت أبارك لـ عمرو دياب على ألبومه بخفة دم

المصري يطير إلى تونس السبت المقبل للدخول في معسكر مغلق

لطفى لبيب لـ اليوم السابع: أنا كويس وخارج يوم الجمعة

الرئيس السيسى: مصر تقدر حرص الرئيس ترامب على التوصل لاتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد الإثيوبى

20 سيارة و62 توك توك و15 تروسيكل.. تفاصيل حريق حضانات السيارات بالإسكندرية


تعرف على شروط نظام البكالوريا الجديد والتحويل للثانوية العامة

نتنياهو يفتح النار على الأجهزة الأمنية بسبب 7 أكتوبر مع تجدد التهديدات لحكومته

الأخير فى 2025.. الشمس تتعامد على الكعبة المشرفة فى ظاهرة فلكية بديعة

الأهلى يرفض التراجع فى ملف رحيل وسام ويؤكد: العقد شريعة المتعاقدين

تنسيق الدبلومات الفنية..75% حد أدنى لطلاب المدارس الفنية المتقدمة بالتنسيق

موعد ظهور نتيجة الثانوية العامة 2025.. و"اليوم السابع" ينشرها بالدرجات

محمد صلاح أفضل لاعب أفريقى فى تاريخ الدورى الإنجليزى

وزارة العمل: فرص عمل فى لبنان بمجالات الزراعة براتب 500 دولار شهريا

اليوم.. صرف مساعدات تكافل وكرامة عن شهر يوليو 2025 بالزيادة الجديدة 25%

وزارة العمل تواصل استقبال طلبات التقديم على فرص عمل فى تأمين محطات المترو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى