سقوط القدس فى أيدى الصليبيين.. مذابح الحملة الصليبية الأولى

عرفت الحملة الصليبية الأولى بأنها واحدة من أبشع الحملات التى شهدها العالم، وتمر اليوم ذكرى سقوط بيت المقدس فى يد الصليبين أثناء الحملة الصليبية الأولى، وذلك في 15 يوليو عام 1099، وظلت القدس لمدة أشهر عديدة تعاني من آثار الوحشية التي فعلت الحملة الصليبية من قتل وتخريب ودمار.
جرائم الصليبيين في حق المسلمين
حسب ما جاء في كتاب الحركة الصليبية "ج1" من تأليف الدكتور سعيد عاشور: الصليبيون لم يتركوا مسلماً فى الطرقات أو البيوت أو المساجد إلا قتلوه واستباحوا دمه، دون أن يفرقوا بين رجل وامرأة وطفل، ولم يرع الصليبيون حرمة المسجد الأقصى فأجهزوا على كل من احتمى به من المسلمين وعددهم ما يزيد على سبعين ألفا منهم جماعة من أئمة المسلمين وعلمائهم وعبادهم وزهادهم، ممن فارق الأوطان وجاور بذلك الموضع الشريف، ومهما يكن فى هذا الرقم الذى ذكره المؤرخون من مبالغة، فإن جميع الدلائل تشير إلى وحشية وعظم الجرم الذى اقترفه الصليبيون فى بيت المقدس.
شهادات المؤرخون عن مجازر الصليبيين
ولم يحاول المؤرخون الصليبيون أنفسهم إنكار الحقيقة، فذكر وليم الصورى أن بيت المقدس شهد عند دخول الصليبيين مذبحة رهيبة حتى أصبح البلد مخاضة واسعة من دماء المسلمين أثارت الرعب والإشثمزاز، كذلك ذكر مؤرخ صليبى حضر تلك الأحداث أنه عندما زار الحرم الشريف غداة المذبحة الرهيبة التي أحدثها الصليبيون فيه، لم يستطع أن يشق طريقه وسط أشلاء المسلمين إلا في صعوبة بالغة، وأن دماء القتلى بلغت ركبتيه".
ولعل هذا مما دفع بعض المؤرخين الأوربيين المحدثين إلى الاعتراف بأن مذبحة يوليو سنة 1099 كانت وصمة عار فى تاريخ الحملة الصليبية الأولى، وإذا كان المسلمون قد تطرفوا أحيانا - فيما بعد - فى معاملة الصليبيين، فإن هذا التطرف لم يكن إلا رد فعل لمذبحة بيت المقدس سنة 1099، وهى المذبحة التي ظلت تشكل جرحا داميا فى قلوب المسلمين حتى طرد الصليبيين نهائياً من الشام.

Trending Plus