مواجهة سلوك «التوك توك».. العشوائى ليس شخصا ولكن طريقة تفكير!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص

عندما تواجه المجتمعات أزمة أو مشكلة، فإنها تنتبه وتسعى لمواجهتها أو التعامل معها، وعلاجها، وربما يكون أهم عمل للحكومة أو المسؤول، معالجة المشكلات وإدارة الأزمات، لأنه لو كانت الأمور تسير بشكل طبيعى وبلا منغصات، فلا حاجة بنا للمسؤولين ولا للحكومة، وبناء عليه، نحن بالفعل خلال الفترات الأخيرة واجهنا، ولا نزال، بعض المشكلات والأزمات، سواء حوادث الطرق المتكررة، أو أزمة البلطجة والتوك توك أو الميكروباص وسيارات النقل، وبقدر ما نرى أسباب الحوادث وضرورة حلها بتطبيق القانون بحسم ومساواة ومن دون تفرقة، وتدعيم التكنولوجيا والكاميرات، هناك أيضا أسباب ترجع إلى سوء سلوكيات، وربما نقص التربية وغياب الوازع، بجانب طبعا عدم الخوف من العقاب.

والحقيقة أن تعاطف البعض مع المتهمين، أحيانا، ممن يحتاجوا إلى العمل من صغار السن والمراهقين، يقود إلى مصائب وتكرار الجريمة، أكل العيش لا يبرر السير عكس الاتجاه أو الاعتداء على المارة والسيارات وتهديد المواطنين علنا، وقد أشرنا إلى أن ما فعله «شهاب من الجمعية» أو أى نموذج يشبهه، أو طفل المرور الذى هو من وسط  مختلف، فالكثير يرتكبوا نفس الأفعال، وهناك عشرات ومئات الحالات يوميا من الاحتكاك والتهديد والترويع، بل وأحيانا مظاهر إغلاق الطرق بسبب زفة أو فرح، يتحول إلى بلطجة وضجة وتهديد وتعطيل، وهناك فيديو لزفة أغلقت الطريق ومنعت سيارات الإسعاف من المرور، كل هذا يجعل شهاب ليس شخصا ولكن نموذج لآخرين، بعضهم بحاجة إلى العقاب بحسم القانون، والبعض الآخر بحاجة إلى دراسة وعلاج لظواهر تمثل تهديدا للمجتمع كله. 

أعود هنا إلى عدد من المبادرات الرئاسية التى نجحت فى علاج بعض المشكلات المزمنة فى المجتمع، وأخطرها كانت العشوائيات التى كانت تنتشر بالقاهرة والمحافظات، وبشجاعة وإخلاص وإنفاق ضخم تم إنهاء العشوائيات ونقل سكانها إلى مجتمعات حضارية، وأعتقد أن العشوائيات كانت مركزا للكثير من الأخطار،  وتم علاجها جذريا، وبتغيير فى ثقافات الأطفال والأجيال، ونذكر هذا ربما لنعيد التأكيد على أن العشوائية ليست فى الأحياء، لكن فى السلوك، ولا تتعلق بسكان مناطق مزدحمة، بل توجد لدى قطاعات تنتمى إلى فئات أعلى، ولعل بعض مشاجرات الساحل وسلوكيات الفئات الثرية تكشف عن عشوائية سلوكية، تتطلب معالجات متنوعة، وهو رد على بعض التحليلات التى لا تخلو من طبقية وعنصرية.

أقول هذا للتأكيد على أن ما يثيره سلوك سائق التوك توك هو أمر يستحق دراسات اجتماعية وإنسانية لمراكز أبحاث ومتخصصين، وهو دور وزارات التضامن أو مراكز البحث والمجتمع الأهلى لدراسة وتعديل السلوك والبحث عن مواجهة بالقانون والتعديل السلوكى، لأن تزايد هذا النوع من السلوكيات يمثل قنابل موقوتة تهدد المجتمع، وتدخل ضمن مهام المؤسسات الاجتماعية، فدراسة حالات الأسر المعيلة، التى بلا دخل فى المناطق الشعبية، يمكن أن تعالج هذا ضمن برامج «تكافل وكرامة».

أما تعديل السلوكيات فهو أيضا أمر مهم يتعلق بعلاج أزمات صغيرة، تكبر وتتحول إلى إهمال أو جرائم، بالمخدرات أو البلطجة أو كلاهما، نحن أمام مجتمع متشابك وأعداد تتزايد وتتطلب انتباها، وهى مسؤولية لا تقع على عاتق الداخلية فقط، لكن على جهات دورها اجتماعى وإنسانى ومدنى، وهنا نستعيد دور مبادرات رئاسية مهمة، فالرئيس السيسى هو الذى دعم فكرة التحالف الوطنى للعمل الأهلى، ومن أدواره دراسة المجتمع واحتياجاته والعمل على تلبيتها، والاهتمام بالمناطق الأولى بالرعاية، منها المجتمعات التى تضم أسرا محتاجة، أو أمهات معيلات، أو أسر بلا عائل، لأن الحفاظ على المراهقين والأطفال يمثل حماية ووقاية المجتمع.


اليوم السابع

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى