الإسكندر الأكبر وضع خطة عسكرية للاستيلاء على مدية صور.. سرد المؤرخين

الإسكندر الأكبر
الإسكندر الأكبر
كتبت بسنت جميل

الإسكندر الأكبر، القائد الذى أسس إمبراطورية امتدت من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى الهند، ومات فى بابل "العراق حاليًا" عن عمر ناهز 32 عامًا، ومن بين معاركه التى نستعرضها عبر السطور المقبلة، حصاره لمدينة صور، إذ استخدم الإسكندر الأكبر فى حصاره كل ما امتلكه من إبداع ودهاء، بما يليق بقائد عسكرى لا يزال العالم يذكره حتى يومنا هذا.

ففى خضم حملاته ضد الإمبراطورية الفارسية العظيمة فى أوائل القرن الرابع قبل الميلاد، واجه الإسكندر تحديًا من نوع مختلف كيفية محاصرة مدينة جزيرية محصنة جيدًا.

الإسكندر الكبر يقرر الاستيلاء على مدينة صور

قاد الإسكندر جيشًا قوامه نحو أربعين ألف رجل إلى فينيقيا "التى تضم حاليًا معظم الأراضى اللبنانية"، وذلك بعد أن انتصر على داريوس الثالث فى معركة إسوس فى نوفمبر عام 333 ق.م. وبعد ذلك، أرسل مبعوثو مدينة صور وفدًا يعلن ولاءهم له، غير أن الإسكندر، مدفوعًا برغبته فى إنهاء السيطرة الفارسية على آخر مرافئهم البحرية، قرر الاستيلاء على المدينة، وفقا لما ذكره موقع جريك ريبوت.

يذكر المؤرخ اليونانى أريان، الذى عاش فى العصر الرومانى، أن الإسكندر كان يعلم بوجود معبد داخل المدينة مكرّس للمعبود الفينيقى ملقارت "النظير الفينيقى للمعبود هرقل"، فأبلغ سكان صور برغبته فى دخول المدينة لتقديم قربان فيه، مقابل الإبقاء على حياتهم.

لكن سكان المدينة أدركوا نوايا الإسكندر، واعتبروا طلبه خدعة لاقتحام المدينة، فرفضوا طلبه، واقترحوا عليه أن يقدّم الذبيحة في صور القديمة، الواقعة على البر الرئيسي، والتي كانت مهجورة وعديمة القيمة الاستراتيجية.

اعتبر الإسكندر هذا الرفض إعلانًا للحرب، وكان سكان المدينة يملكون أسطولًا قويًا، إضافة إلى جيش من المرتزقة، وكانت جزيرتهم تقع على بُعد نحو نصف ميل من الساحل، محاطة بأسوار شاهقة يبلغ ارتفاعها 150 قدمًا.

في يناير من عام 332 ق.م، بدأ الإسكندر حصار صور، وقد نقل خلاله النساء والأطفال إلى بر الأمان، وتحديدًا إلى قرطاج.

هنا بدأ يتجلى ذكاء الإسكندر وجرأته، فأمر ببناء جسر ضخم من الحجارة والتراب والخشب، لربط البر الرئيسي بجزيرة صور، تمهيدًا لاجتياحها. ولأجل هذا المشروع، جرى تفكيك المباني القديمة في صور البرية للحصول على المواد اللازمة للبناء.

في البداية، كان العمل يسير بسرعة، لكن مع ازدياد طول الجسر، ازداد عمق المياه إلى نحو 18 قدمًا قرب أسوار المدينة، مما صعب المهمة على البنائين، وبدأ رماة السهام من داخل صور في قنص العمال، مما أبطأ البناء.

أبراج الحصار.. تكتيك دفاعي وهجومي

عندها أمر الإسكندر ببناء برجي حصار خشبيين مغطيين بجلود مبللة لحمايتهما من الحرق، ووضعهما على طرف الجسر، وزودهما بالمنجنيقات والمعدات الحربية للرد على نيران المدينة.

لكن سكان المدينة كانوا على قدر من الحنكة والدهاء، فأعدوا سفينة نارية، ملأوها بالكبريت والمواد القابلة للاشتعال، ثم أضرموا فيها النيران بعد أن اقتربت من الجسر، وقفز البحارة إلى الماء عائدين للمدينة.

اندلع حريق هائل في الجسر، وانهارت أجزاء منه، كما أحرق الصوريون أبراج الحصار، وأمطرت سفنهم الجسر بالصواريخ من كل صوب، مما ألحق به أضرارًا جسيمة.

ووفقًا للمؤرخ الهولندي هانز يونجلينج، في كتابه "حصار الإسكندر الأكبر لصور"، فإن هذه الهزيمة المؤقتة أقنعت الإسكندر بأنه لن يتمكن من فتح المدينة من دون أسطول بحري.

وبالفعل، استدعى الإسكندر سفنًا من الحلفاء والمدن الفينيقية الأخرى، واستكمل الهجوم من البحر، إلى جانب محاولاته البرية، وبعد قصف عنيف وفتح ثغرة في الطرف الجنوبي لجدران المدينة، نسق الإسكندر هجومًا شاملًا، شارك فيه بنفسه من فوق أحد أبراج الحصار، وما إن دخلت قواته المدينة، حتى تغلبت على الحامية بسهولة، وبدأت المذبحة.

الاقتحام والنهاية الدامية

نجا من احتمى بمعبد ملقارت، بمن فيهم ملك صور، ووفقًا للمؤرخ الروماني كوينتوس كورتيوس روفوس، قتل نحو 6000 جندي داخل المدينة، كما صلب 2000 أسير على الشاطئ، وهي طريقة إعدام معروفة منذ العهد الآشوري، تبناها الفرس لاحقًا، وورثها الإسكندر عنهم.

أما من تبقى من السكان ويقدر عددهم بـ 30 ألف شخص فقد بيعوا كعبيد.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نقيب الموسيقيين يقرر شطب 3 مطربين بسبب مخالفات فى الساحل الشمالى والقاهرة

المصري يتعادل مع الصفاقسي بهدف لكل منهما في أولى ودياته بمعسكر تونس

رسميا.. آدم كايد زملكاوى لمدة ثلاثة مواسم

منتخب الشباب يكتفى بتعادل سلبى مع الكويت فى ثانى تجاربه الودية بمعسكر "الهدف"

لنقل ألف عائد سودانى.. انطلاق أولى رحلات عودة السودانين إلى بلادهم غدًا


أجراس القلعة مستمرة.. الزمالك يستعد للإعلان عن صفقة جديدة

الوطنية للانتخابات تعلن تنازل 4 مرشحين بالنظام الفردى عن خوض انتخابات الشيوخ

تشغيل قطار مخصوص لتسهيل العودة الطوعية للأخوة السودانيين وذويهم لوطنهم غدا

الداخلية تكشف حقيقة خطف طفلة فى أتوبيس نقل عام بالقاهرة

وزير التعليم: تطبيق البكالوريا لا يعنى إلغاء الثانوية العامة.. النظام الجديد يمنح الطالب فرصة تعليمية محلية بمعايير عالمية.. وعبد اللطيف: تنسيق البكالوريا بنفس معايير تنسيق نظام الثانوية العامة


محمد صلاح يشارك فى فوز ليفربول الودى على ستوك سيتى بخماسية

موعد مباراة ليفربول ضد ميلان الودية والقناة الناقلة

ريبيرو يستعجل الأهلي لتدعيم هجوم الفريق بعد اقتراب رحيل وسام أبو علي

آخر رسالة للدكتورة ياسمين فؤاد بعد استقالتها من وزارة البيئة

ألبوم آمال ماهر "حاجة غير" يتصدر التريند قبل ساعات من طرحه

مصدر بالصحة يكشف تفاصيل الحالة الصحية لوالد الأطفال المتوفين فى قرية دلجا

تعرف على موعد إجراء انتخابات مجلس الشيوخ فى الخارج والداخل

بعد قليل.. بيان هام من وزارة الداخلية

أسباب استقالة وزيرة البيئة من منصبها

حسين حجاج يهاجم سوزي الأردنية بعد ظهورها برفقة هنا الزاهد.. اعرف الحكاية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى