جبال ووديان ومعابد.. سرابيط الخادم بسيناء وجهة من ذهب على خريطة السياحة العالمية.. الأهالي يتسابقون لاستقبال السائحين فى المخيمات.. الزوار يعيشون تجربة العزلة بين الجبال.. ويستمتعون بالمعالم الطبيعة وحياة البدو

منطقة "سرابيط الخادم" كنز أثري وطبيعي، لا يُكشف سره إلا لمن يخوض مغامرة الوصول إليه. هنا، في هذا الركن البعيد من الجبال، يتحول التاريخ إلى حكاية حية، والطبيعة إلى مسرح مفتوح يستعرض ألوانه الصامتة وحكمته القديمة، والبدو إلى رُواة وقادة تجربة لا تُنسى.
لم تعد سرابيط الخادم التي تتبع مدينة ابوزنيمة بجنوب سيناء، مجرد اسم على خريطة الآثار الفرعونية، بل أصبحت وجهة سياحية نادرة تجمع بين السياحة العلمية والثقافية والبيئية، حيث يندمج الزائر في تفاصيل المكان: معبد حتحور، مناجم الفيروز القديمة، الوديان المنحوتة بعرق الأجداد، وطبيعة لم يمسسها الزمن.
في ممرات الوديان وبين طيات الجبال، تجد أهل المكان في انتظار زوارهم. بابتسامة صادقة، ومبادرات تلقائية، ينطلق البدو نحو ضيوفهم، يقودونهم في جولات بين الجبال، ويعرفونهم على أسرار الصخور، وسحر السماء ليلاً، ويقيمون لهم مخيمات بيئية تحافظ على هوية المكان وتعكس أصالة الحياة البدوية.
تحدث المكان بمشاهدة الخلابة وروي سكانه والقائمين على خدمة السائحين لـ "اليوم السابع" تفاصيل قد تكون منسية للباحثين عن وجهات سياحية جديدة تغذي الروح والعقل وتنقل الزائر لها فى أحضان طبيعة صحراوية خلابة بكر.
جمعة أبو بركات، أحد منظّمي الرحلات وصاحب أحد ر المخيمات البيئية في المنطقة، يقول: "بنينا مخيم بيئي في قلب الطبيعة، كل غرفة فيه تحمل اسمًا من تراث سيناء: (وادي مكتب، جبل حزبر، معبد حتحور.. وغيرها )، حتى يعيش الزائر الأجواء الحقيقية، ونقدم له الأكل البدوي والحرف اليدوية، ونوفر له دليلًا بدويًا ليعرف المكان بروحه."
ويؤكد جمعة أن دعم الدولة المستمر عبر البنية التحتية وفتح الطرق وسهولة الوصول عبر الإنترنت، سهّل عليهم استقبال الزوار وتقديم تجربة متكاملة. بل يطمحون الآن إلى ربط مسار الرحلات الجبلية بمشروع "التجلي الأعظم" في سانت كاترين، ما سيحدث نقلة نوعية للسياحة في المنطقة.
ما يقدمه أهل سرابيط الخادم للزائر ليس فقط مشهدًا بصريًا مدهشًا، بل رحلة شعورية وروحية. "نجلس على الرمل، نُشعل النار، نُعد القهوة على الطريقة البدوية، ونحكي عن تاريخ الجبل"، هكذا يصف ربيع بركات سليم فكرته التي اطلقها قبل سنوات لجذب السياح ووجدت إقبال وإهتمام خصوصا من الأجانب.
أسّس ربيع مخيمًا قرب آثار معبد حتحور، صمم واجهته بلوحة طبيعية من صخور سيناء، وزوّد غرفه بملح صخري "للطاقة الإيجابية"، كما يقول. وفي واجهة المخيم وضع "رحى" بدوية لطحن الحبوب، ليشاهد السائح بأم عينه كيف يعيش البدو، وكيف يطبخون ويأكلون وينامون.
في الداخل، المقاعد البدوية، وسائل التدفئة الطبيعية، صور المعبد، وأسماء الزوار العالميين الذين زاروا المكان، كلها تفاصيل صنعت من هذا المخيم تجربة لا تُنسى.
في رحلات السير وسط الجبال، يكون حضور الحكّاء البدوي أمرًا لا غنى عنه. هنا يلمع نجم صالح عيد سليمان نصر، من قبيلة العليقات، يبلغ من العمر 70 عامًا، ويمتلك كنزًا من الحكايات.
"من النجوم نعرف الطرق، ومن الصخر نقرأ التاريخ، نحكي عن مواسم الوسوم وعددها 75 يومًا، وعن كيف كان أجدادنا يعيشون في هذه الأرض"، يقول صالح، بينما يرافق مجموعات من السياح الأوروبيين والأجانب في جولات تمتد بين 4 و12 يومًا داخل الصحراء.
يُحب السياح الاستماع إليه، يقولون له "نحن نبحث عن البادية المفقودة"، وهو يرد بقلب مفتوح: "أنا أنقل لكم الحقيقة التي ورثناها جيلًا بعد جيل." الصدق هو الرابط الذي يجعلهم يعودون مرة بعد أخرى.
لا تتوقف جاذبية المكان عند المعبد أو المخيمات، بل تمتد إلى تجربة حياتية متكاملة: الرمال العلاجية، الأكل الصحي من زيت الزيتون والقمح الجبلي، ألبان الإبل والأغنام الطازجة، وحكايات الفيروز والمنجنيز. يقول جمعة: "من يزور سرابيط يعود إلى الطبيعة من جديد. هنا لا ضوضاء، فقط جبل، ونجمة، وقلب مفتوح."
صالح، ينهي حديثه بجملة تتردد بين أبناء سيناء: "نحن لا نقدم سياحة، نحن نفتح للناس بابًا ليعرفوا أنفسهم من جديد".
رسميا توضح بيانات محافظة جنوب سيناء أن هذه المناطق من أهم وجهات السياحة الأثرية والتاريخية بجنوب بسيناء ،أبرزها سرابيط الخادم قرب رأس أبو زنيمة حيث يوجد معبد الالهة "حتحور" من العصور الفرعونية فوق قمة إحدى الهضاب العالية وحولها بقايا مناجم الفيروز والنحاس التي استخدمها المصريون القدماء في عصر الدولتين الوسطى والحديثة قبل الميلاد وبالقرب من سرابيط الخادم توجد منطقة المغارة بما بقى من نقوشها الأثرية وتعد سرابيط الخادم مقصداً مهما للسياح المهتمين بمواقع الآثار.
ومن بين معالم المكان وادي الغرندل وتكثر بها الواحات والطيور البرية والحيوانات الصحراوية. ويمتد الوادي بطول 75-85 كم ويمتاز بكثافة الغطاء النباتي فيه وينتشر بطول الوادي المياه العذبة الآتية من العيون الطبيعية والمتدفقة طوال أشهر العام ويصلح الوادي لإقامة المنتجعات السياحية البدوية ورحلات السفاري التي تمتد إلى ثلاثة أيام وروض العير تقع على مسافة قريبة ١,٥ كم جنوب غرب سرابيط الخادم وبها نقوش ورسومات حجرية فرعونية من العصرالفرعونى، الأسرة الوسطى والحديثة (1900-1200 ق.م.) الطريق القديم ، ومناجم أم بجمة بها ترسبات كثيفة من المنجنيز، و وادى خارج وهو موقع قديم لمناجم النحاس، ووادى نصب ويوجد به أكوام ضخمة من الناتج من سبك النحاس، يقدر بحوالى 100,000 طن، والذي تم استخراجه في العصرالفرعونى كأحد أهم المناجم.

افكار-للجذب-السياحي

الاستراحة-في-الطبيعة

التقاء-البل-بالرمل

الحكاء-البدوي-صالح

المخيمات-من-الطبيعة

تكوينات-خلابه

تناغم-بين-الطبيعة-والراحة

جمال-تكوين-الجبل

خلال-رحلات-السفاري-السياحية

دليل-سياحي

رحلات-بين-الجبال

سائحون-اجانب--يركبون-الجمال-في-رحلات-طويلة

سائحون-يمارسون-اليوجا

لوحة-من-صخور-سيناء

إطلاله-علي-المشهد

Trending Plus