"الرجل الذى لا يموت" يعكر صفو ترامب.. رئيس النواب ينضم لدعوات "MAGA" وعدد من الجمهوريين بالكونجرس للإفراج عن "ملفات ابستين".. الديمقراطيون يستمتعون بـ"صدع نادر" بين ترامب ومؤيديه.. ودونالد يعلق: قضية "حقيرة"

يواجه الرئيس الامريكي دونالد ترامب موجة غضب بين الديمقراطيين، وتسللت الى داخل صفوف حزبه وحركة "جعل امريكا عظيمة مجددا" المعروفة بـ "ماجا" بسبب لم يكن ليتوقعه، وهو جيفري ابستين او "الرجل الذي لا يموت" كما وصفه.

يتمسك الديمقراطيون بفضيحة جيفري إبستين، مطالبين بالإفصاح عن السجلات، ومهاجمين الجمهوريين على وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج الإخبارية وفي مجلس النواب الأمريكي، في الوقت الذي يستمتعون فيه بصدع نادر بين الرئيس دونالد ترامب وقاعدته الشعبية المخلصة.

وفقا لوكالة اسوشيتد برس، نظريات المؤامرة حول وفاة جيفري إبستين في السجن والأدلة المحتملة في قضية الاتجار بالجنس، بما في ذلك "قائمة العملاء" المزعومة، كانت إلى حد كبير محط اهتمام اليمين، وهو أمر شجعه ترامب نفسه.

لكن الديمقراطيين شعروا بوجود ثغرة بعد أن أعلنت وزارة العدل الأسبوع الماضي أنه لن يتم الكشف عن أي أدلة إضافية، ورفض بعض حلفاء ترامب الأكثر نفوذاً الاستجابة لدعواته للمضي قدماً، ما دفعهم لتسليط الضوء على التحول الجذري في موقف بعض الجمهوريين، والذي أدى إلى انقسام حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" وقد يضعف قاعدة مؤيدة منتقدة لترامب.

كما أن النهج الأكثر صراحة قد يساعد الديمقراطيين على استرضاء عناصر من قاعدة الحزب نفسها، المتعطشة لمواجهة أكثر عدوانية مع الطرف الآخر.

كان النائب رو خانا، وهو ديمقراطي من كاليفورنيا ومرشح محتمل للرئاسة لعام 2028، من بين المشاركين يوم الثلاثاء حيث حاول خانا إهانة نائب الرئيس جيه دي فانس - الذي دعا سابقًا إلى الكشف عن ملفات إبستين ، وكتب خانا إلى فانس على X: "خطوة قوة لعام 2028 يا @JDVance. ما موقفك من ملفات إبستين هذه الأيام؟"

انقسام في حركة "لنجعل أمريكا عظيمة"

غضب أتباع حركة "لنجعل أمريكا عظيمة" بعد أن تراجعت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي فجأة عن فكرة وجود قائمة عملاء لإبستين من النخبة الذين شاركوا في اتجار رجل الأعمال النيويوركي الثري بالفتيات القاصرات. وصف البعض الرئيس الجمهوري بأنه "منعزل"، بينما واصل الكثيرون المطالبة بالشفافية.

حاول ترامب التقليل من أهمية قضية إبستين وطي صفحة الجدل الدائر، وصرح  للصحفيين: "لا أفهم لماذا قد تكون قضية جيفري إبستين محل اهتمام أي شخص".

وأضاف أن هناك شكوكًا حول مصداقية الوثائق، مشيرًا دون تقديم أدلة إلى أنها "مختلقة" من قبل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي والرئيسين السابقين باراك أوباما وجو بايدن، وكلاهما ديمقراطي.

يضع هذا الجدل العديد من الجمهوريين المنتخبين في موقف محرج، عالقين بين رئيس يطالب بالولاء وجزء كبير من قاعدتهم مقتنع بأن الملفات ستكشف عن مؤامرة واسعة النطاق تتستر عليها النخب.

وأصبح رئيس مجلس النواب مايك جونسون أعلى جمهوري ينشق عن ترامب بشأن إبستين، حيث قال للمذيع المحافظ بيني جونسون: "يجب أن نكشف كل شيء ونترك للشعب أن يقرر".

كما أعرب الجمهوريون المحافظون في الكونجرس عن معارضتهم لطريقة تعامل ترامب مع قضية إبستين، وهو التطور الأحدث في ثورة نادرة من نوع MAGA ضد الإدارة.

ترامب يستجيب لضغوط "MAGA"

وفي احدث تصريحاته قال ترامب ان محتويات الملفات المتعلقة بـجيفري ابستين  "مملة"، وإنه لا يفهم سر الاهتمام المستمر بالقضية، واضاف حول احباط مؤيديه من الامر: "لقد توفي منذ زمن طويل.. لم يكن يومًا عاملًا مؤثرًا في حياته.. لا أفهم لماذا قد تكون ملفات إبستين محل اهتمام أى شخص".

وتابع: "إنها مسألة مملة للغاية. إنها حقيرة، لكنها مملة، ولا أفهم لماذا تستمر .. أعتقد أن الأشرار فقط، بمن فيهم مروجي الأخبار الكاذبة، هم من يريدون استمرار مثل هذه الأمور.. لكن المعلومات الموثوقة؟ فليقدموها - أي شيء موثوق، أقول، فليحصلوا عليه".

وتحت ضغط من مؤيدي حملة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، صرح ترامب بأنه ينبغي على المدعية العامة بام بوندي الكشف عن "ما تراه موثوقًا" بشأن القضية، وعن سؤاله حول ما اذا كان اسمه ورد في قائمة عملاء ابستين، قال ترامب: "لا، لا، لقد قدمت لنا إحاطة سريعة جدًا"، واشار انه يعتقد أن الملفات من إعداد بعض خصومه السياسيين.

قال ترامب: "وبالنسبة لمصداقية الأمور المختلفة التي اطلعوا عليها، أود أن أقول، كما تعلمون، إن هذه الملفات من تأليف كومي، ومن تأليف أوباما، ومن تأليف بايدن، وكما تعلمون، فقد مررنا بسنوات من ذلك مع خدعة روسيا، روسيا، روسيا، وكل الأمور المختلفة التي اضطررنا إلى مواجهتها".

يذكر ان جيفري إبستين توفي في السجن عام 2019  أثناء انتظاره المحاكمة بتهم الاتجار بالجنس على المستوى الفيدرالي. وحكم الطبيب الشرعي في مدينة نيويورك بأن وفاته انتحار، لكن نظريات المؤامرة التي تزعم أن "إبستين لم ينتحر" انتشرت على الفور تقريبًا في أعقاب الحادث.