الصالح نجم الدين أيوب يتولى حكم مصر.. كيف تناولت الكتب سيرته؟

نجم الدين ايوب
نجم الدين ايوب
كتب عبد الرحمن حبيب

تحل، اليوم، ذكرى تولى الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن العادل حكم مصر، وهو سابع سلاطين الأيوبيين فى مصر وقد حكم من عام 1240 إلى 1249 ويُعتبر من أفضل الملوك الأيوبيين، وأنشأ المماليك البحرية في مصر كما تؤكد كتب التاريخ.

ولد في القاهرة عام 1205 وتوفي في المنصورة في 22 نوفمبر 1249، ولُقب بأبي الفتوح ودخل في صراعات مع الملوك الأيوبيين في الشام وواجه الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا وتوفى أثناء احتلال دمياط من قبل الصليبيين.

 

شجر الدر تخفى موته 

وورد في كتاب إتحاف أبناء العصر بتاريخ ملوك مصر لـ أمين واصف وعبد العزيز محمود، أنه تولى الحكم بعد موت أخيه سيف الدين، وفى مدته سنة 647 هجرية أخذ الإفرنج دمياط، تحت قيادة لويس التاسع ملك فرنسا، وهو المعروف عند مؤرخي الإسلام باسم "فرنسيس"، فمات بالمنصورة فأخفت زوجته شجر الدر موته، وصارت تعلم بعلامته سرًّا، وحُمل إلى القاهرة ودفن هناك، وأرسلت إلى ابنه "توران شاه"، فحضر وكان بديار بكر، فحارب الفرنج وأسر ملكهم لويز التاسع السالف الذكر في واقعة فرسكور، وسجنه بالمنصورة بمحل يعرف بدار لقمان، ووكل بحفظه طواشي يقال له صبيح، وبقي أسيرًا إلى ولاية شجرة الدر، وقتل "توران شاه" المذكور بعد أن حكم شهرين، فقامت بالأمر بعده شجرة الدر، وكانت تحسن التدبير عن زوجها، وجعلت عز الدين أيبك التركماني نائبًا عنها، وأطلقت لويز من السجن بعد اتفاق بينها وبين الفرنج، وسلموا دمياط إلى المصريين، ودفعوا أموالًا جسيمة، وتركوها بعد أن أقامت بيدهم أحد عشر شهرًا، ثم تزوجت بنائبها المذكور، وبعد ذلك اتفق الأمراء على تولية الملك الأشرف موسى ابن الملك الصالح، وأشركوا اسمه مع شجر الدر، وذلك سنة 1251 ميلادية، وفي ذلك الوقت عظم أمر المماليك البحرية، وتسلطنوا على مصر، وكانوا ألف مملوك، قد اصطفاهم الملك الصالح لخدمته، وأسكنهم بالقلعة التي بالروضة، وكان لهم على شطوط النيل مراكب مشحونة بالسلاح، ومهمات الحرب، ولهذا كانوا يسمون المماليك البحرية.

 

نجم الدين أيوب في مصر

وجاء في كتاب مصر والشام بين دولتين للدكتور جمال الدين الشيال: كانت الحوادث تَتابَع في مصر، ونور الدين دائم القلق على جيشه فيها، ويشغله الجهاد فى الشام، والنضال ضد سلاجقة الروم وأمراء الجزيرة، فلا يستطيع السفر إليها على شدة شوقه إلى ذلك، غير أنه كان كلما أحرز نصرًا وكلما خطا قائده صلاح الدين خطوة في سبيل القضاء على الدولة الفاطمية في مصر، يُبادِر بالكتابة إلى الخليفة العباسي في بغداد مُبشِّرًا ومُهنِّئًا، وأدرك الخليفة أن الحوادث تخدمه من حيث لا يدري، فتأتي على بنيان الخلافة الفاطمية التي تُنافِس خلافته ولا تعترف بها، فأحبَّ أن يُعجِّل نور الدين فيقضي عليها وهي في سكرة الموت، قبل أن تُتاح لها فرصة جديدة فتصحو وتُفيق، فأنشأ يبعث الرسالة تِلو الرسالة يطلب من نور الدين ويُلِح في الطلب أن يُسرِع فيقطع الخُطبة لبني فاطمة ويُعيد الخُطبة في مصر لبني العباس، ووافَق هذا الطلب هوًى في نفس نور الدين؛ فقد كان سنيًّا مُغاليًا في سنيته، يكره الشيعة ويود لو استطاع أن يقضي على دولتهم، فأرسل إلى صلاح الدين يُبلِّغه هذه الرغبة ويحثُّه على تنفيذها، ولكن صلاح الدين كان حريصًا شديد الحرص، أدرك ببصيرته أن هذه الدولة المريضة وإن كانت تحتضر حقًّا، فإن لها أعوانًا ورجالًا؛ بعضهم يُخلِص لها حبًّا فيها، وبعضهم يُخلِص لها لما كانت تُدِر عليه من رزق، فتردَّد ولم يُقبِل، وأرسل إلى نور الدين يعِده ويستمهله.

ولكن نور الدين لم يقتنع، فدعا نجم الدين أيوب ورغِب إليه أن يسير إلى مصر، ليحمل ولده صلاح الدين على قطع الخُطبة للفاطميِّين والدعوة لبني العباس.

وخرج نجم الدين وأبناؤه وأهله من دمشق قاصدًا مصر، فلما وصلها خرج الخليفة العاضد بنفسه في موكبه الفخم يصحبه وزيره الشاب البطل صلاح الدين إلى خارج باب الفتوح لاستقبال نجم الدين، وخرجت العامة راجِلِين وراكبِين بموسيقاهم وطبولهم، وزُيِّنت القاهرة ورُفِعت الأعلام احتفاءً بقُدوم والد الوزير، فلما وصل رحَّب به الخليفة، وأنعم عليه، وأرسل إليه من القصر الألطاف والتُّحَف والهدايا ولقَّبه بالمَلك الأفضل.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى