حفيدة الشيخ الدرزى مرهج شاهين تكشف تفاصيل وفاته حزنًا على حلق شاربه فى سوريا

أثار مقطع مصوّر انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب واسعة في سوريا، بعد أن ظهر فيه الشيخ الدرزي المسنّ مرهج شاهين، محاطًا برجال بزيّ عسكري، بينما يقوم أحدهم بحلق شاربيه قسرًا أمام منزله في قرية "الثعلة" غرب مدينة السويداء.

الواقعة التي اعتُبرت مهينة بشدة في العُرف الديني والاجتماعي للطائفة الدرزية، جاءت في أعقاب دخول القوات الحكومية إلى السويداء، عقب اندلاع اشتباكات عنيفة الأحد الماضي بين مجموعات مسلحة محلية وأخرى من العشائر البدوية.

ويُظهر الفيديو الشيخ مرهج، البالغ من العمر 80 عامًا، عاجزًا بينما يطالبه أحد الجنود بتسليم السلاح، ويسأله آخر عن صناديق ذخيرة فيجيب بأنها تعود لحفيده. وأكدت حفيدته كريستين شاهين، وهي صحفية مقيمة في بيروت، أن المقطع نُشر بعد ظهر الثلاثاء، فور دخول القوات إلى البلدة.

وفيما بدا المشهد صادمًا، أعلنت العائلة نبأ وفاة الشيخ بعد ساعات من الواقعة، إثر اتصال هاتفي من جهة مجهولة. وأفادت شبكة "السويداء 24" بأن الشيخ توفي متأثرًا بالحزن والانكسار الذي أصابه جراء الحادث، خاصةً أنه التزم منزله ولم يغادره منذ لحظة اقتحامه.

كريستين كتبت على فيسبوك: "جدي استُشهد... شيخ أبيض الذقن، عمره ما انمدّت إيدو على حدا، والناس كانت تفوت على بيته متل بيوت أهلها".

الواقعة لم تكن معزولة، إذ تداول ناشطون مقاطع مصورة أخرى توثق عمليات إذلال مماثلة، شملت حلق شوارب رجال آخرين عنوة. وقد تعهدت الرئاسة السورية بمحاسبة المتورطين، فيما لا تزال التوترات مشتعلة في المحافظة.

وبحسب آخر إحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات التي بدأت الأحد في السويداء إلى 248 شخصًا، بينهم 64 مسلحًا درزيًا و28 مدنيًا، قُتل 21 منهم بإعدامات ميدانية نُسبت إلى عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية. كما قُتل 138 عنصرًا من القوات الحكومية و18 من العشائر البدوية.

وفي تطوّر خطير، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على مواقع في السويداء ودرعا، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، فيما أفادت وسائل إعلام سورية بأن انفجارًا هزّ مقر هيئة الأركان في العاصمة دمشق، وسط تصاعد المخاوف من توسّع رقعة المواجهات.