روجيه جارودى.. حكاية إسلام أحد أبرز المفكرين والفلاسفة الفرنسيين

فى مثل هذا اليوم 17 يوليو 1913م ولد روجيه جارودى فى مدينة مارسيليا الفرنسية، وهو واحد من أبرز المفكرين والفلاسفة الفرنسيين في القرن العشرين، وتعد حكاية إسلامه من أبرز التحولات الفكرية التى أثارت جدلاً واسعاً داخل فرنسا وخارجها.
رحلة جارودي إلى الإسلام لم تكن فجائية، حيث إن جارودي قد اكتشف العالم الإسلامي مبكرًا، حين أسرته قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية وأودعته في سجن الجلفة بالجزائر، وهناك تلامس لأول مرة مع الحضارة الإسلامية عن قرب، ولم يكن ذلك مجرد احتكاك ثقافي، بل صدمة حضارية تركت أثرًا عميقًا في نفسه، وقال لاحقًا: "كنت أبحث عن معنى للحياة، ولم أجده إلا في الإسلام".
تحول هذا اللقاء الأول إلى مسار طويل من التأمل والاقتراب، حتى أعلن إسلامه في التسعينيات، وبدأ في إعادة قراءة العالم من خلال القرآن، وتأثر كثيرًا بالتصوف الإسلامي، خصوصًا بابن عربي، وكتب عن الإنسان الكامل، لا كفكرة صوفية فحسب، بل كأفق للعدالة والحرية والحب.
ما ميز جارودي بعد إسلامه لم يكن مجرد دخوله في الدين، بل منهجيته الفريدة في تفكيك الخطاب الصهيوني، وفضح الأساطير التي بني عليها المشروع الاستيطاني في فلسطين.
روجية: أظهر الإسلام شمولية كبرى فى استيعابه لسائر الشعوب
كما قال روجيه عن الإسلام فى كتابه "الإسلام دين المستقبل": أظهر الإسلام شمولية كبرى فى استيعابه لسائر الشعوب ذات الديانات المختلفة، فقد كان أكثر الأديان شمولية فى استقباله للناس الذين يؤمنون بالتوحيد وكان فى قبوله لأتباع هذه الديانات فى داره منفتحا على ثقافاتهم وحضاراتهم والمثير للدهشة أنه فى إطار توجهات الإسلام استطاع العرب آنذاك ليس فقط إعطاء إمكانية تعايش تماذج لهذه الحضارات، بل أيضا إعطاء زخم قوى للإيمان الجديد: الإسلام، فقد تمكن المسلمون فى ذلك الوقت من تقبل معظم الحضارات والثقافات الكبرى فى الشرق وأفريقيا والغرب وكانت هذه قوة كبيرة وعظيمة له، وأعتقد أن هذا الانفتاح هو الذى جعل الإسلام قويا ومنيعا.
أبرز مؤلفاته بعد إسلامه
بعد إسلامه كتب العديد من الكتب التي أثارت جدلاً واسعاً منها "وعد القرآن" يناقش فيه رؤيته للإسلام كمشروع حضاري إنساني، و"حرب الحضارات" رد فيه على أطروحة صموئيل هنتنجتون، و"الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" 1996" كتاب شهير سبب له مشاكل قانونية واسعة في فرنسا، واتهم بإنكار الهولوكوست.
ورحل روجيه جارودي في 13 يونيو 2012، عن عمر 98 سنة، بعد حياة طويلة شملت تحولات فكرية عميقة.

Trending Plus