عثمان بن عفان.. عباس محمود العقاد يصف لحظة استشهاد ثالث الخلفاء الراشدين

يعتبر عثمان ابن عفان، ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد الصحابة المشهود لهم بالورع والتقوى، وقد رحل ذى النورين إثر الفتنة الكبرى التى اندلعت فى عهده.
بويع عثمان بالخلافة بعد الشورى التى تمت بعد وفاة عمر بن الخطاب سنة 23 هـ (644 م)، وقد استمرت خلافته نحو اثنى عشر عاماً، تم فى عهده جمع القرآن وعمل توسعة للمسجد الحرام وكذلك المسجد النبوى، وفتحت فى عهده عدد من البلدان وتوسعت الدولة الإسلامية، فمن البلدان التى فتحت فى أيام خلافته أرمينية وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص، وقد أنشأ أول أسطول بحرى إسلامى لحماية الشواطئ الإسلامية من هجمات البيزنطيين.
فى النصف الثانى من خلافة عثمان، ظهرت أحداث الفتنة التى أدت إلى استشهاده، وكان ذلك فى يوم الجمعة الموافق 12 من شهر ذى الحجة سنة 35 هـ، وعمره اثنتان وثمانون سنة، ودفن فى البقيع بالمدينة المنورة، وهذا التاريخ مختلف إن كان يوافق يوم 17 يونيو أو 17 يوليو من سنة 656 ميلادية.
يقول عباس محمود العقاد عن اغتياله فى كتاب ذو النورين عثمان بن عفان: وحان المصرع الأليم الذى لا نحب أن نطيل النظر فيه، فإن تريثنا بعده هنيهة فإنما نتريث لنستخرج العزاء لبنى الإنسان من الشر المركوز فى طبيعة الإنسان.
لئن كان مصرع عثمان شرًّا مطبقًا، لقد كان كجميع الشرور، ينطوي على خير يبقى بعد زوال الغاشية فى حياة فرد أو أفراد.
كان الخير فيه ذلك الحق الذى آمن به من لا يحسنونه، فأراهم أنهم أهل لحساب ولي الأمر وهو يبسط سلطانه من تخوم الصين إلى بحر الظلمات.
وكان الخير فيه ذلك الإيمان الصادق الذي صمد به شيخ للكرب المحيق به وهو ظمآن محصور في داره بغير نصير، ولو شاء لكان له ألوف من النصراء يريقون البحار من الدماء، حيث عزت قطرة الماء.

Trending Plus