قد تكون فى الـ45 وكليتك 60.. دراسة توضح كيف يختلف عمرك الفعلى عن عمر أعضائك

كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة "Nature Medicine"، أن عمر الأعضاء الداخلية يمكن أن يختلف عن عمر الشخص الفعلى، وفقا لحالته الصحية، وبحسب موقع "Science news"، قد يكون عمر الشخص 45 عامًا، لكن عمر كليتاه يصل لـ 60 عاما، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بهذا العضو.
تفاصيل الدراسة
وباستخدام بيانات ما يقرب من 45,000 شخص، طور العلماء فحصًا دمويًا لتقدير العمر البيولوجي لأحد عشر عضوًا، مما يوفر مقياسًا لمدى صحة كل عضو أو تآكله، و عندما يكون لدى الشخص عضو أكبر بكثير من عمره الحقيقي، تزداد مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بهذا العضو، في المقابل تشير النتائج إلى أن الأدمغة والجهاز المناعي الشاب للغاية يرتبطان بالعمر الأطول.
في الدراسة الجديدة، ركز الفريق على آلاف المرضى من البنك الحيوي البريطاني، وهو قاعدة بيانات طويلة الأمد تتتبع صحة الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عامًا لمدة تصل إلى 17 عامًا، ومن خلال تقييم البروتينات في الدم، حدد الفريق متوسط البصمة البروتينية للأعضاء، على سبيل المثال كبد عمره 40 عامًا أو شرايين عمرها 70 عامًا.
لاحفا قام الباحثون بحساب "الفجوات العمرية" لأعضاء كل شخص، لتحديد مدى كبر أو صغر أعضائه مقارنةً بأقرانه من نفس العمر، وصُنفت الأعضاء التي تقع فجواتها العمرية تقريبًا بين أعلى 6 و7% من السكان على أنها شابة للغاية، بينما اعتُبرت الأعضاء التي تقع بين أسفل 6 و7% من السكان على أنها متقدمة في السن للغاية، كان لدى شخص واحد من كل ثلاثة أشخاص تقريبًا عضو واحد أكبر من عمره الطبيعى على الأقل.
نتائج الدراسة
وجد الفريق البحثى أن الأعضاء المُسنّة للغاية ترتبط باحتمالية أعلى للإصابة بالأمراض، على سبيل المثال، يُنبئ القلب المُسنّ للغاية بارتفاع خطر الإصابة بالرجفان الأذيني وقصور القلب، بينما تشير الرئتان المسنتان للغاية إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.
وكان التأثير ملحوظًا بشكل خاص على الدماغ، حيث يعد الأشخاص ذوو الأدمغة المتقدمة في السن أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر بثلاث مرات أعلى من طبيعى، في المقابل،كان لدى أصحاب الأدمغة الشابة ربع الخطر المعتاد فقط، وظلت هذه الاحتمالات صحيحة بغض النظر عن نسخة جين APOE التي يحملها الشخص، وهو أقوى عامل خطر وراثي للإصابة بالمرض.
كما يرتبط كل عضو مسن بالوفاة المبكرة، وكلما زادت الأعضاء المسنة، زادت احتمالية الوفاة المبكرة، لكن بالنظر إلى الأعضاء الشابة، لم يرتبط سوى الدماغ والجهاز المناعي بطول العمر.
وتضاعف خطر الوفاة تقريبًا على مدى 15 عامًا بسبب التقدم في السن في الدماغ، في المقابل انخفض خطر الوفاة بنسبة 40% لدى الأشخاص ذوي الأدمغة الشابة بشكل استثنائي خلال الفترة نفسها، وعند الجمع بين ذلك وبين جهاز مناعي شاب، انخفض خطر الوفاة بنسبة 56%.
والخبر السار هو أن عمر الأعضاء ليس بالضرورة ثابتًا، لأن خيارات نمط الحياة تلعب دورًا أيضًا، فالأشخاص الذين يدخنون أو يشربون الكحول أو يتناولون اللحوم المصنعة بكثرة أظهروا شيخوخة أسرع في أعضائهم، بينما يميل من يمارسون الرياضة بانتظام أو يتناولون الأسماك الزيتية إلى امتلاك أعضاء أصغر سنًا، لذلك فإن دمج تغييرات نمط الحياة الخاصة بالأعضاء قد يصبح في نهاية المطاف أداة فعّالة في الطب الوقائي.

Trending Plus