ماذا يحدث فى سوريا ومصير السويداء؟.. تحليل شامل على تليفزيون اليوم السابع

فى تطور لافت على مسار الأزمة السورية، تتسارع الأحداث على الأرض بوتيرة تنذر بتحولات كبرى فى المشهد الإقليمى، حيث تشهد عدة مدن سورية – على رأسها دمشق والسويداء ودرعا – تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، مع شنّ طيران الاحتلال الإسرائيلى غارات جوية طالت مواقع عسكرية وأهدافًا مدنية، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم مدنيون وعناصر من القوى الأمنية.
وتعليقًا على هذه التطورات، قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربى للدراسات الاستراتيجية، فى مداخلة هاتفية لتليفزيون اليوم السابع، أن ما يجرى فى سوريا لا يمكن اعتباره أحداثًا معزولة، بل هو جزء من مشهد مُحكم الإعداد، تتحرك فيه إسرائيل ضمن استراتيجية مرسومة مسبقًا، وبغطاء أمريكى مباشر، يستهدف إعادة تشكيل الواقع السورى سياسيًا وديموغرافيًا وعسكريًا.
وأضاف خلال التغطية التليفزيونية التى قدمتها سارة إسماعيل أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت ضمن تنسيق واضح مع الجانب الأمريكى، واعتداء صارخ على السيادة السورية، مؤكدًا أن واشنطن لا تكتفى بالمراقبة، بل تمارس دور "المنسّق الخفي" فى العمليات الإسرائيلية، التى تخدم أجندات أبعد من مجرد الأمن الإسرائيلي.
واعتبر أن سوريا تمثل مكسبًا استراتيجيًا لليمين المتطرف فى إسرائيل، الذى يتحرك فى أكثر من جبهة فى وقت واحد، محذرًا من أن هناك سيناريو خفيًا قد تم رسمه مسبقًا، ويجرى تنفيذه على مراحل متتالية لاستنزاف البنية العسكرية السورية وإغراق الداخل فى حالة من الانقسام والتفكك.
وفى تقييمه للمشهد الداخلى، أشار إسماعيل إلى أن النسيج الديموغرافى السورى – بما يحمله من تنوع عرقى وطائفى – تحوّل بعد عام 2011 من عنصر قوة وتعايش إلى ساحة صراع وهشاشة، مؤكدًا أن المشروع السياسى الجامع لمختلف الأطياف لا يزال غائبًا، بفعل الخلافات بين قوى المعارضة وتعدد الأجندات المتضاربة.
كما حذّر من أن ما يحدث فى الجنوب السورى، وتحديدًا فى السويداء، لا يمكن فصله عن محاولات إعادة رسم خارطة النفوذ من جديد، وأن الحديث عن "ممر آمن" يمتد من الجولان المحتل إلى شرق سوريا بات أكثر واقعية من أى وقت مضى، خصوصًا مع غياب قدرة الردع، وتفكك المواقف الدولية.
وعن الموقف الأممى، قال: "الأمم المتحدة اليوم لا تمثل أكثر من ديكور رمزي.. لا دور حقيقى لمجلس الأمن، ولا أثر فعلى لميثاق الأمم المتحدة، وإذا لم تُفعّل آليات الحماية الدولية وردع العدوان، فلا جدوى من الحديث عن شرعية دولية أو نظام عالمي".

Trending Plus