محلل سياسى: روسيا تقترب من حسم المعركة وترامب يراهن على انهيار جيش أوكرانيا

قال الدكتور محمود الأفندى، المحلل السياسى المقيم فى موسكو، إن الجيش الروسى بات يسيطر على مواقع متقدمة داخل أوكرانيا، بعد اختراقه الخط الدفاعى الثالث والأخير الذى كانت أوكرانيا قد حصنته منذ عام 2015 شرق نهر دنيبر.
وأوضح الأفندى، فى مداخلة عبر تطبيق "زووم" لقناة "إكسترا نيوز"، أن روسيا تمكنت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة من التقدم تدريجيًا داخل العمق الأوكرانى، وأن القرى تتساقط حاليًا تباعًا فى يد القوات الروسية، مما يشير إلى أن "الجيش الأوكرانى يواجه خطر الانهيار الكامل، لا سيما مع استمرار الحصار على مواقع محورية مثل مدينة باخموت".
وأشار إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، التى تحدث فيها عن مهلة 50 يومًا لوقف القتال، تعكس قناعة أمريكية بأن الجيش الأوكرانى قد ينهار خلال هذه الفترة، ما سيدفع أوكرانيا إلى العودة لطاولة المفاوضات، ويتيح لواشنطن لعب دور الوسيط.
وحول احتمالية حدوث تغيير فى الاستراتيجية الروسية، قال أن موسكو لا تزال تحافظ على نهجها العسكرى القائم على التقدم التدريجى، بينما تستمر كييف فى "القتال حتى آخر جندي"، رغم الخسائر الكبيرة التى تتكبدها القوات الأوكرانية ميدانيًا.
كما انتقد الأفندى ما وصفه بـ"تضليل الإعلام الغربي" فى تغطية الحرب، قائلًا أن "الإنجازات التى تروج لها وسائل الإعلام الغربية لا تعكس الواقع على الأرض"، معتبرًا أن الحكومة الأوكرانية تعتمد على إبراز هذه الانتصارات إعلاميًا للحفاظ على تماسكها الداخلي.
وفى ما يخص إعلان ترامب عن إرسال منظومات باتريوت جديدة إلى أوكرانيا، شدد على أن هذه المنظومات موجودة بالفعل منذ بداية الحرب، وأن ما يتم الحديث عنه حاليًا لا يتجاوز ثلاث منظومات نشطة، فيما لا تزال تفاصيل خطة التسليح الجديدة غامضة.
واعتبر أن إصرار بعض الدول الأوروبية على تمويل صفقات السلاح لأوكرانيا "يشكل عبئًا اقتصاديًا كبيرًا"، مشيرًا إلى أن خلافات داخلية بدأت تظهر داخل حلف الناتو، فى ظل تحركات ثنائية بين بعض أعضائه، كألمانيا وبريطانيا، ما قد يشير إلى "أزمة ثقة" فى أداء الحلف.
أكد أن "روسيا لا تسعى إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع أوروبا"، لكنها تراهن على "استنزاف اقتصادى يؤدى إلى إسقاط حكومات أوروبية معادية"، فى ظل رفض متزايد داخل الاتحاد الأوروبى للعقوبات على موسكو.

Trending Plus