باحث في العلاقات الدولية: سوريا تواجه خطر التقسيم ما لم يُطرح مشروع وطني جامع

حذر الدكتور محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، من أن سوريا تتجه نحو التقسيم إذا لم يتم التوصل إلى صيغة سياسية عاجلة توحد مكونات الشعب السوري ضمن مشروع وطني شامل، مشيرًا إلى أن انسداد الأفق السياسي يُغذي الصراعات والانقسامات، خاصة في الجنوب والشمال الشرقي.
وقال عثمان، خلال مداخلة عبر قناة "إكسترا نيوز"، إن بعض القوى الإقليمية وعلى رأسها إسرائيل تسعى إلى تأجيج الانقسامات الداخلية، معتبرًا أن "الاحتلال الإسرائيلي" يتبع هذا النهج لضمان أمنه وتوسيع نفوذه. وكشف أن تل أبيب تسعى لتنفيذ ما وصفه بـ"محور داوود"، وهو مشروع يربط مناطق النفوذ الدرزي والكردي داخل سوريا بكردستان العراق، وصولًا إلى الحدود الإيرانية.
وعن البيان العربي المشترك بشأن سوريا، وصفه عثمان بـ"المسؤول"، مؤكدًا أنه يعبّر عن حرص عربي على إبقاء الملف السوري داخل الإطار العربي، ورفض التدخلات الإسرائيلية والانقسامات الطائفية، مشيدًا بدور مصر والأردن ودول الخليج في هذا التوجه.
وفي تقييمه للتطورات الأخيرة في محافظة السويداء، أشار إلى أن الصراع الطائفي هناك يشهد تصعيدًا جديدًا، حيث وقعت عمليات انتقامية من قبل مجموعات درزية ضد القبائل البدوية السنية، ما أدى إلى موجات تهجير وقتلى من المدنيين، وتسبّب في تعبئة قبلية مضادة في درعا وشمال سوريا.
واختتم عثمان حديثه بالتأكيد على أن استمرار غياب مشروع وطني شامل سيقود سوريا إلى مزيد من التمزق، محذرًا من انهيار مفاهيم المواطنة والوحدة الوطنية في ظل التوترات المتفاقمة.

Trending Plus