تمارا حداد: الاحتلال يعيد رسم جغرافيا غزة لخدمة أهدافه السياسية

قالت الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية، إن ما يجري في قطاع غزة من انتهاكات إنسانية وقتل للمدنيين وعمليات نزوح متكررة، يرقى إلى جرائم حرب موثقة، ورغم إحالة ملفات متعددة إلى محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، إلا أن غياب الإرادة التنفيذية وضعف أدوات الضغط الدولي يجعلان من العدالة أمرًا غائبًا حتى اللحظة.
وأضافت حداد، خلال مداخلة على قناة "إكسترا نيوز"، أن الشعب الفلسطيني يواجه عدوانًا ممنهجًا وليس مجرد حرب، مشيرة إلى أن عمليات القصف والتهجير القسري طالت السكان أكثر من 20 مرة، ما يعكس حالة من إعادة التهجير والتقسيم الجغرافي المتعمد لقطاع غزة.
واعتبرت أن المجتمع الدولي يتحدث كثيرًا دون اتخاذ خطوات حقيقية لوقف العدوان، مرجعة استمرار الحرب إلى غياب آليات الضغط وفرض العقوبات على إسرائيل، وسط هيمنة الفيتو الأمريكي على قرارات مجلس الأمن، وهو ما اعتبرته تكريسًا لحالة "شريعة الغاب" بدلًا من سيادة القانون الدولي.
وأشارت إلى أن إسرائيل تمارس سياسة القصف المفتوح في غزة وفي دول مجاورة ضمن ما وصفتها بـ"الحروب المتقطعة"، وسط صمت دولي لافت، مؤكدة أن قرار وقف إطلاق النار لا يزال مرهونًا بإرادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يخضع لضغوط من اليمين المتطرف ولأزمات داخلية أبرزها قانون التجنيد.
وفيما يتعلق بتصريحات المبعوث الأمريكي عن وجود أجواء إيجابية في مسار المفاوضات، شككت حداد في واقعيتها، قائلة إن عدد الشهداء في غزة يتزايد يوميًا، وأي حديث عن انفراجة لا يتوافق مع مجريات الأحداث الميدانية.
وأكدت أن ما يجري حاليًا هو محاولة لإعادة هندسة القطاع جغرافيًا وديموغرافيًا بما يخدم مخططات الاحتلال، من خلال تقسيم المناطق بين شمال وجنوب، وإنشاء محاور جديدة مثل "كيسوفيم" و"فيلادلفيا"، وفرض شروط سياسية وإنسانية تُطرح على أنها خطوات إنقاذ، لكنها في حقيقتها تهدف إلى إخضاع المقاومة الفلسطينية وتمرير واقع جديد تفرضه إسرائيل تدريجيًا.
واختتمت حداد بالتأكيد على أن الاحتلال يناور سياسيًا لكسب الوقت والضغط على حماس للموافقة على اتفاق بشروط إسرائيلية، مشيرة إلى أن الخرائط الإسرائيلية الجديدة تشير إلى تقليص التواجد العسكري من عمق 3 كيلومترات إلى 1.2 كيلومتر فقط، لكن دون رد واضح من حماس حتى الآن.

Trending Plus