عصام عبد القادر يكتب: عن العلاقات المصرية السعودية: علاقات متجذرة ومتينة.. شعوب متآخية ومحبة.. قيادات تشترك في الرؤية والطموح والرشد.. ما بين الهرم والحرم وصال أبد الدهر

تاريخيًا وجغرافيًا وعقائديًا ما بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية نسيج من الروابط والمحبة والأخوة، تأصلت، وتجذرت وغرست، في وجدان كل مصري وسعودي دون استثناء؛ فهناك علاقات لا نصفها فقط بأنها وطيدة، بل، غائرة؛ لذا هناك ما يسمى بالكيمياء المشتركة بين الشعبين المتحابين المتضافرين المشتركين في رؤى المستقبل والنهضة التي تنتظر أجيالًا تحمل راية الإعمار وتدحض كل فكرٍ يستهدف النيل من مقدرات أوطان أخذت على عاتقها استكمال نهضتها لترقي بحياتها وتعيش في سلم وسلام وطمأنينة مع العالم أجمع.
العلاقات الرسمية المصرية السعودية تؤكد على أصالة ورقي التعامل المتبادل على المستوى الرسمي في كافة الملفات والمجالات التي تشكل اهتمامًا مشتركًا فيما بينهما؛ ومن ثم تزداد يومًا تلو الآخر صور الاستثمارات التي تعود ثمرتها على هذين البلدين الذين يعدان رمانة ميزان الشرق الأوسط قاطبة من حيث الفاعلية والتأثير ونبل التعامل وشرف واحترام الكلمة والمواثيق والسير في طريق السلام وتعزيزه ونبذ كل صور العنف والفكر المشوب ودحر الجماعات المتطرفة التي لا تشكل فقط خطورة على البلاد، بل، تستهدف النيل من المنطقة وتحويلها لدار حرب لا تبقى ولا تذر.
الرئيس عبد الفتاح السيسي دومًا لسانه الرطب بالكلم الطيب لا يذكر السعودية وقيادتها الحكيمة إلا بكل خير، بل، يؤكد على حسن العلاقات وقوتها ومتانتها، ويعترف بفضل التعاون البناء من أجل استقرار المنطقة والعمل على تنميتها لتصبح واحة للسلم والسلام والأمن والأمان؛ ومن ثم فسيادته في وئام وتواصل مع جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في كافة ما يتعلق بشئون منطقتنا التي تُحدق بها التحديات وتتفاقم فيها صراعات تضير بالبشر والحجر.
نوقن أن النسيج المصري السعودي صعب المنال على كل من يحاول تفكيكه أو الإضرار به، سواءً أكان ذلك من جماعات مغرضة تود الإفساد، أو من خلال من لديهم مصالح ضيقة لا ينظرون بعين البصرية إلى فلسفة العلاقة الأصيلة بين الشعوب أولًا وبين الحكام الذين يترجمون الرأي الجمعي لمجتمعاتهم التي تربت على المحبة وحسن الجوار والتكافل والتضافر من أجل تحقيق حياة مفعمة بالأمل يسودها مناخ الاستقرار وتتوافر فيها مقومات جودة الحياة التي يستحق أن يعيشها الشعبان المتحابان المترابطان.
مصر والسعودية بلدان يشتركان في ايدولوجية وسطية تنبذ الطائفية وتدحر كل محاولات الجماعات المغرضة التي تعمل على تكريس الفكر المشوب والإرهاب الأسود والعنف الذي يدحض كل صور التنمية والارتقاء بالمجتمعات المحبة للسلام؛ ومن ندرك أن من يحاول المساس بالعلاقات المصرية السعودية إنما هو مغرض، ويستهدف النيل من كليهما، وأن توظيف وسائل التواصل الاجتماعي سريعة الانتشار لهذا الغرض الخبيث لن يؤثر على صلابة ومتانة وقوة العلاقات بين الأخوة، ولا نصف ذلك إلا بالخسة والنذالة.
البلدان الشقيقان يحملان هموم المنطقة وبينهما تفاهمات حول قضاياها ويبذلان جهود مضنية من أجل القضية الأم؛ حيث المحاولات المضنية والجهود المتواصلة حيال إيقاف إطلاق النار في القطاع المكلوم؛ فهناك تواصل واتصالات مكثفة حول هذا الأمر، بل، اجتماعات تعقد على مدار الساعة، ناهيك عن محاولات إنفاذ المساعدات الإنسانية والعمل على تبني سيناريوهات الإعمار لقطاع غزة وفق شراكة بناءة بين الجميع وفي القلب من ذلك مصر والسعودية باعتبارهما بلدان كبيران تقع على كاهلهما مسئوليات أخلاقية.
تنشرح الصدور حينما نرى فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تشاور وتفاهم تام ترصده الشاشات وتؤكد عليه نتاجات الغرف المغلقة، بما يدل على أن ما بين الهرم والحرم وشائج المحبة والوداد، وهذا ما يؤرق المغرضين ممن لا يريدون استقرار الدول وتعضد العلاقات الطبية فيما بينها؛ إنما يبغون التشكيك وبث الشائعات المغرضة التي تستهدف تكريس الكراهية بين القادة والشعوب، وهذا لن يحدث على الإطلاق في بلد الأمن والأمان والبلد الأمين.
المتابع والمهتم بالشأن العربي يرصد حالة الترقب والاهتمام والتواصل والاتصال المشترك بين مصر والسعودية عبر دبلوماسيتاهما النشطة من أجل مناقشة الكثير من الموضوعات التي تخص الشأن العربي سواءً أكان في ليبيا الشقيقة أو سوريا أو السودان؛ فجميعها بلاد العرب وشعوبها أخوة يفرحنا ما يسعدهم ويحزننا ما يسوئهم، وهذا يؤكد على صدق وتوحد الرؤى بين البلدين الكبيرين في كافة المجالات وعلى سائر الأصعدة.
القاهرة والرياض بينهما انسجام تام وملفات لا حصر لها وتقدير المكانة لكليهما وتأثيرهما الفاعل يثير غضب الأعداء في كل مكان؛ لذا يحاول جرذان هذا العصر عبر المنصات الرقمية والفضاء المنفلت أن يحقنوا الأذهان بسموم الشائعات المغرضة التي لا تستهدف فقط الإضرار بمصالح الدول والشعوب، بل، تريد تأليب الشعوب على قادتها المخلصة التي تمتلك الرؤية الاستشرافية لمستقبل الأوطان والتي لا تبتغي إلا الرقي والنهضة والازدهار ورفع راية البلاد عالية خفاقة؛ لتصبح ذات ريادة مستحقة في مكانها وجغرافيتها.
ندرك أن استراتيجية الأمن والأمان المشترك بين مصر والسعودية فاعلة، ولدى البلدان المقدرة على ردع كل من تسول له نفسه النيل من مقدراتهما أو الإضرار بهما، كما أن التناغم السياسي جلي في التصريحات الرسمية التي تتمخض عن البلدين الشقيقين، ناهيك عن اقتصاد يتنامى من فترة لأخرى واستثمارات تزاد من الحين للآخر، وهذا كله يشير إلى صدق المسيرة وثبات الخطى التي يستحيل المساس بها من قبل قلة تحمل الضغينة لمصر والسعودية أو لكليهما.
نؤكد على أن ما بين الهرم والحرم وصال سيستمر أبد الدهر، وأن العلاقات المصرية السعودية لن تشوبها شائبة، ولن يغير صورتها أو مسارها كلام غير مسئول، ولن تحدث الشائعات الخبيثة أثرها الدنيء؛ حيث إن الأواصر قوية ومتينة واللقاءات الرسمية على قدم وساق، والشعوب متحابة منذ فجر التاريخ، وبناء على ذلك نقول إن القلب المصري بداخلة المملكة العربية السعودية، وقلب السعودية يحتضن جمهورية مصر العربية.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

Trending Plus