ما هو "الأكل العاطفي" وكيف يؤثر سلبا على الصحة؟

في بحث علمى، كشفت الدكتورة رحاب عصمت، الباحثة بقسم بحوث الأغذية الخاصة والتغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، تفاصيل مفهوم "الأكل العاطفي"، موضحةً أسبابه وآثاره السلبية على الصحة.

و يكشف هذا المفهوم كيف يتحول الطعام، في كثير من الأحيان، إلى ملاذ وهمي للراحة في مواجهة الأزمات العاطفية، مما يؤدي إلى نتائج سلبية خطيرة.

هل تبحث عن الراحة في الطعام؟ 
 

تشير عصمت إلى أن بعض الأشخاص يلجأون إلى الطعام كوسيلة لتخطي المواقف الصعبة والأزمات العاطفية، وغالبًا ما تكون هذه الوجبات سريعة التحضير، ذات سعرات حرارية عالية، وقيمة غذائية منخفضة، مثل المخبوزات، المعجنات، الحلويات، الآيس كريم، وأنواع المكرونة والمقرمشات ذات النكهات الصناعية.

وأثبتت الدراسات أن هناك استجابات لإشارات معينة في الدماغ تحدث عند المرور بمواقف عاطفية، تدفع الجسم للحصول على احتياجاته من الأغذية الغنية بالسكريات والدهون. يشعر هؤلاء الأشخاص بالراحة المؤقتة بعد تناول هذه الأطعمة، معتقدين أنها تعويض عن التحديات أو الضغوط التي يواجهونها.

وحذرت الباحثة بشدة من أن تناول هذه الأطعمة ليس حلاً لمواجهة أي ظرف، بل على العكس قد يكون السبب الرئيسي في زيادة وزن الجسم وما يتبعه من سمنة ومضاعفات صحية خطيرة، فالسمنة تُعد نقطة البداية للعديد من الأمراض مثل أمراض القلب والشرايين، ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، صعوبة التنفس، وحدوث الجلطات، كما أن زيادة نسبة السكريات في الجسم قد تؤدي إلى زيادة الالتهابات.

وأكدت على ضرورة نشر الثقافة الغذائية والتوعية بالفرق الجوهري بين الجوع الفيزيائي والجوع العاطفي.

الفروقات الجوهرية: الجوع الفيزيائي مقابل الجوع العاطفي

الجوع العاطفي: يكون الإحساس بالجوع مفاجئًا، والرغبة في الإشباع تكون فورًا. الشهية تكون موجهة نحو الأكل المريح، وغالبًا ما يستمر الشعور بعدم الشبع حتى بعد امتلاء المعدة.

الجوع الفيزيائي: يكون الشعور بالجوع تدريجيًا. يستطيع الشخص الصبر على تجهيز الطعام، ويمكنه اختيار الأغذية الصحية، ويتوقف عن الطعام عند الشعور بالامتلاء.

الأكل العاطفي لا يقتصر على المشاعر السلبية

تصحح الدكتورة رحاب فهمًا خاطئًا شائعًا بأن الأكل العاطفي يحدث فقط عند الشعور بمشاعر سلبية. فالحقيقة هي أنه يمكن أن يحدث أيضًا عند الشعور بـمشاعر إيجابية وسلبية على حد سواء.

أمثلة على المشاعر السلبية: الخوف، الانزعاج، الملل، الغضب، العصبية، الإحباط، والضغوط.

أمثلة على المشاعر الإيجابية: السعادة، الحب، الحماسة، الرضا، والقناعة.

كسر دائرة الأكل العاطفي: أنشطة بديلة لحياة صحية

تبدأ دائرة الأكل العاطفي بالشعور بالجوع نتيجة أي من المشاعر (مثل الملل)، مما يدفع الشخص لتناول وجبات غنية بالطاقة (سكريات ودهون)، فيشعرالإنسان بالتحسن المؤقت، يتبع ذلك إحساس بالذنب ولوم الذات، وهي مشاعر سلبية تدفع الشخص للعودة إلى الطعام بحثًا عن الراحة، وهكذا تستمر الدائرة.

لكسر هذه الدائرة مارس أنشطة أخرى تصرف الانتباه عن الأكل، مثل:

ممارسة التمارين الرياضية (حتى لو بشكل غير احترافي) مثل اليوجا والتأمل.
رياضة المشي والخروج من المنزل.
الاستماع إلى الموسيقى.
ممارسة الهوايات المفضلة.
التواصل مع المقربين والتحدث معهم.