ملفات إبستين تفجر غضب ترامب فى وجه أنصاره.. الرئيس الأمريكى ينتقد مؤيديه الذين يعتقدون بوجود وثائق أخرى.. ويؤكد: لم أعد أريد دعمهم.. واستطلاعات الرأى تشير إلى عدم رضا أغلبية الناخبين عن أداء إدارته فى القضية

تصاعدت حدة الخلاف بين الرئيس دونالد ترامب وأنصاره بسبب ملفات جيفرى إبستين، الممول سىء السمعة الذى اتهم بتكوين شبكة إتجار جنسى بالقاصرات، وأصبح ترامب يصف هذه القضية الآن بأنها خدعة، فى الوقت الذى يطالب فيه مؤيدوه بالإفصاح عن كافة الوثائق المتعلقة بها.

وتبلور الخلاف فى الهجوم غير المسبوق الذى شنه ترامب على أنصاره المطالبين بكشف الوثائق.  وكتب الرئيس الأمريكى على منصته للتواصل الاجتماعى تروث سوشيال مساء الأربعاء، يقول: "خدعتهم الجديدة هى ما سنسميه إلى الأبد خدعة جيفرى أبستين. وقد صدق أنصارى السابقون هذا الهراء.. ( مستخدماً ألفاظ بذيئة) بكل تأكيد." وأضاف قائلا: لم يتعلموا الدرس، وربما لن يتعلموه أبداً حتى بعد أن خدعهم اليسار المجنون لثمان سنوات طويلة.

ومضى ترامب قائلا: دعوا هؤلاء الضعفاء يمضون قدما، ويقومون بعمل الديمقراطيين، لا يفكرون حتى فى الحديث عن نجاحاتنا المذهلة وغير المسبوقة، لأننى لم أعد أريد دعمهم.

وقالت أسوشيتدبرس إنه لا يوجد أدلة على أن مسئولين ديمقراطيين سابقين تلاعبوا بالوثائق أو لعبوا أى دور فى الترويج لمؤامرات حول الملفات، والتى أججها أعضاء إدارة ترامب لسنوات.

وذكرت الوكالة أن هذه اللهجة تمثل تصعيداً درامياً من الرئيس الجمهورى الذى اختلف مع بعض داعميه الأكثر ولاءً له فى الماضى، لكن لم يكن بمثل هذه الدرجة من قبل. ورغم أن ترامب لا يستطيع أن يترشح لفترة رئاسية ثالثة من الناحية القانونية، فإنه سيحتاج إلى دعم قوى من حزب موحد لتمرير أجندته التشريعية المتبقية فى الكونجرس المنقسم، وسيحتاج إلى قاعدة نشطة للمشاركة فى الانتخابات النصفية المقررة العام المقبل.

ويتركز الخلاف بين ترامب وأنصاره حول تعامل إدارته مع الوثائق المتعلقة بإبستين، الذى عُثر عليه ميتًا فى زنزانته بنيويورك فى أغسطس 2019، بعد أسابيع من اعتقاله بتهمة الإتجار الجنسى. وفى الأسبوع الماضي، أقرت وزارة العدل الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالى (FBI) فى مذكرة بأن إبستين لم يحتفظ بقائمة عملاء قدمت لهم فتيات قاصرات. كما أكدا عدم نشر أى ملفات أخرى متعلقة بالتحقيق، على الرغم من وعود سابقة من المدعية العامة بام بوندي، والتى رفعت سقف توقعات المؤثرين المحافظين ومنظرى المؤامرة.

تزايد سخط الناخبين
يأتى هذا  فى الوقت الذى كشفت فيه استطلاعات جديدة للرأى أن نحو ثلثى الناخبين الأمريكيين غير راضين عن تعامل إدارة ترامب مع ملفات إبستين، وأن الأغلبية الشاسعة من الأمريكيين يعتقدون بضرورة الكشف عن كل الملفات فى هذه القضية.

وقال موقع إكسيوس إن الرئيس ترامب أوضح أنه يريد أن تتجاوز الناس قضية إبستين، بعد أن خلصت إدارته إلى عدم وجود أدلة تشير إلى أن الممول سىئ السمعة قد تم اغتياله داخل السجن أو أنه احتفظ بقائمة عملاء فى تجارته بالفتيات القاصرات جنسياً.

إلا أن استطلاع لجامعة كوينيبياك نشرت نتائجه يوم الأربعاء، وجد أن 63% من الناخبين لا يوافقون على تعامل الإدارة مع القضية، مقابل رضا 17% فقط.

ويبدو أن الجمهوريين أنفسهم منقسمين، حيث وافق 40% على أداء الإدارة مقابل رفض 35%. فى حين كانت نسبة الديمقراطيين الرافضين 83%، و71% من المستقلين.

ويأتى هذا الاستطلاع بعد استطلاعين آخرين أشارا إلى عدم رضا الكثيرين عن تعامل الإدارة مع ملفات إبستين. الاستطلاع الأول أجرته يوجوف وإيكونوميست، وجد أن 79% من الأمريكيين يرون ضرورة الكشف عن كل وثائق القضية. وقال 67% إنهم يعتقدون أن الحكومة تتستر على الأدلة التى لديها بشأن إبستين. فى حين وجد استطلاع سى إن إن أن 50% من المشاركين غير راضين عن قدر المعلومات التى كشفت عنها الحكومة الفيدرالية فى هذه القضية.

إقالة مدعية قضية جيفرى إبستين
من ناحية أخرى، قالت مجلة بولتيكو إن مورين كومى، ابنة مدير الـ FBI الأسبق جيمس كومى، والتى كانت تتولى التحقيق فى قضية جيفرى ابستين، قد تمت إقالتها من منصبها بوزارة العدل الأمريكية، وفقا لمصدرين مطلعين على الأمر رفضا الكشف عن هويتهما.

ولم يتم الكشف عن سبب إقالتها على الفور. ورفض متحدثان باسم وزارة العدل ومكتب المدعى الأمريكى فى مانهاتن، حيث كانت تعمل، التعليق على الأمر.

وذكرت المجلة أن كومى، التى عملت فى مكتب المدعى الأمريكى لقرابة عقد، قامت بدور الإدعاء فى قضية جيفرى ابستين، الممول الذى تم اتهامه بارتكاب جرائم جنسية بحق القاصرات، وشريكته جيسلان ماكسويل.

يأتى هذا فى الوقت الذى يواجه فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ووزيرة العدل بام بوندى عاصفة من الانتقادات بسبب قراراهم عدم الكشف عن مزيد من الملفات المرتبطة بإبسيتن، الذى تم اتهامه بإدارة شبكة إتجار جنسى بالأطفال قبل انتحاره فى محبسه عام 2019. وتمت إدانة ماكسويل بالاتجار الجنسى وحكم عليها بالسجن 20 عاماً.

كما تأتى إقالة كومى فى ظل تقارير عن إجراء إدارة ترامب تحقيق مع والدها مدير الإف بى أى الأسبق جيمس كومى، الذى عاداه ترامب منذ سنوات طويلة. ويبدو أن هذه التحقيقات لها صلة بدور جيمس كومفى فى قضية التدخل الروسى فى عام 2016، وأيضا منشور له مؤخراً على انستجرام رآه ترامب وأنصاره تهديداً للرئيس.

وقالت بولتيكو أن مورين كومى كانت هدفاً لهجمات جديدة من قبل أصوات فى قاعدة ترامب اليمينية فى الأشهر الأخيرة، من بين هؤلاء لورا لومر، التى دعت بوندى إلى إقالتها فى مايو الماضى. وقادت لومر مؤخراً غضب أنصار حركة MAGA من قرار وزارة العدل بعدم الكشف عن مزيد من الوثائق المتعلقة بإبستين.