نوران مهدى: مسرح الروبوت يفتح الباب لإعادة التفكير فى معنى الحضور المسرحى

قالت الدكتورة نوران مهدى، المدرس المساعد بقسم الدراما والنقد بكلية الآداب جامعة عين شمس، إن التطورات التكنولوجية المتسارعة دفعت المسرح المعاصر إلى تجاوز مركزية الممثل البشري، ودمج الروبوتات والذكاء الاصطناعي في بنية العرض المسرحي، في سياق ما بعد الإنسانية.
وأكدت نوران مهدى، خلال ندوة "الإبداع بين الإنسان والآلة"، التي أقيمت ضمن المحور الفكري للمهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثامنة عشرة، أن المسرح الياباني كان من أوائل التجارب التي اقتحمت هذا المجال، مشيرة إلى تجربة المخرج أوريزا هيراتا في مسرحية "سايونارا"، والتي قدم فيها ممثلة بشرية تتفاعل دراميًا مع روبوت شبيه بالإنسان (جيمنويد إف)، في عرض يتناول ثنائية الحياة والموت، والهوية البشرية والآلية.
وأضافت الدكتورة نوران مهدي: "هيراتا لا يستخدم الروبوتات لأغراض جمالية فقط، بل يعيد طرح أسئلة فلسفية حول العلاقة بين الإنسان والتقنية، ودور الروبوت في مستقبل ما بعد إنساني قد يشهد تراجع الوجود البشري لحساب حضور آلي أكثر استقرارًا".
وتابعت الحاصلة على جائزة الدولة التشجيعية في الفنون عام 2024: "مسرحية سايونارا تمثل منعطفًا فارقًا، حيث تتحول الروبوتات من أدوات تقنية إلى كيانات درامية تحمل مشاعر إنسانية مُبرمجة، ما يعكس تغير النظرة المجتمعية للآلة".
وأشارت نوران مهدى إلى أن الروبوتات المستخدمة، كـ"جيمنويد إف"، تم تطويرها بالشراكة بين الفنانين والمهندسين، في نموذج تعاون فني/علمي يهدف لاكتشاف جوهر الإنسان من خلال محاكاته.
كما تناولت الدكتورة نوران مهدي في ورقتها البحثية، تأثير التكنولوجيا على مفاهيم الهوية والحرية في ظل تصاعد هيمنة الذكاء الاصطناعي، مستشهدة بأفكار المفكر فرانسيس فوكوياما حول مخاطر "ما بعد الإنسانية"، مؤكدة ضرورة إعادة التفكير في حدود هذا التقدم.
واختتمت الدكتورة نوران مهدي قائلة: "نحن أمام تحول جذري في مفهوم المسرح والتمثيل والحضور، حيث لم يعد الممثل البشري هو المركز الوحيد، بل بات الروبوت شريكًا كاملًا في صناعة المعنى والمشهد".

Trending Plus