"بين التجديد والحفاظ على الهوية".. الترانيم القبطية تدخل عصر الموسيقى الحديثة.. كاهن كنيسة مارمرقس: أغلب الترانيم عن المحبة والغفران والسلام ونضعها على الشاشة ليرى الجميع.. وأقباط: لابد من الحفاظ على التراث

فى هدوءٍ يليق بالكنيسة، تتسلل نغمات الجيتار والبيانو الإلكترونى لقاعات التسبيح والاجتماعات الروحية، حيث بات مشهد استخدام الآلات الغربية فى الترانيم الكنسية أمرًا مألوفًا داخل العديد من الكنائس، خاصة في اجتماعات الشباب ومدارس الأحد. مشهدٌ جديد يطرح سؤالًا مشروعًا: هل تتغير لغة التسبيح في الكنيسة؟
صعود الآلات الغربية داخل الكنيسة
في السنوات الأخيرة، أصبح من المعتاد رؤية شباب يعزفون على الكيبورد أو الجيتار خلال الاجتماعات الكنسية، بل وظهرت فرق تسبيح متخصصة، تقدم عروضًا متكاملة باستخدام آلات موسيقية حديثة، ترافقها مؤثرات صوتية وإضاءة خافتة، على غرار ما يحدث في الكنائس الإنجيلية، لكن بطابع قبطى محافظ.
من الترانيم إلى الألحان.. حدود التغيير
ورغم أن هذا التغير يبدو طبيعيًا في الترانيم، إلا أن الأمر لا يزال محلّ تحفظ صارم عندما يتعلق بالألحان الكنسية التقليدية. فالألحان القبطية (مثل "غولغوثا" و"أومونوجينيس") تُعد جزءًا لا يتجزأ من العقيدة والطقس، ولا يمكن تقديمها إلا بالصوت المجرد أو أحيانًا مع دفوف تقليدية.
الترانيم الحديثة.. لغة الجيل الجديد
ونشأ الجيل الجديد من الأقباط على الموسيقى الرقمية، ومواقع مثل YouTube وSpotify، ما جعل أسلوب الترانيم القديمة أقل جذبًا له، فبدأت فرق كنسية في تطوير الترنيمات بلحن سريع وآلات موسيقية حديثة، مع الحفاظ على الجو الروحى.
ترانيم الكنيسة
"ويقول الأب دوماديوس كاهن كنيسة مارمرقس بأٍسوان فى تصريحات خاصة لليوم السابع أن أغلب ترانيم الكنيسة عن المحبة والغفران والسلام الداخلى، ونضع كلمات الترانيم على الشاشة. الشباب يتفاعلون جدًا.
وداخل الأوساط الكنسية، تختلف الآراء حول استخدام الآلات الغربية فى الكنيسة، فريق من الكهنة والخدام يراها وسيلة ناجحة لجذب الشباب وربطهم بالكنيسة، بينما يخشى آخرون من أن تؤدي إلى "تغريب" العبادة، أو تحويل الصلاة إلى "عرض فني".
ويعتبر التسبيح في الكنيسة القبطية له جذور ضاربة في القدم، إذ تحتفظ الكنيسة بأكثر من 70 لحنًا طقسيًا باللغة القبطية، يتناقلها المرتلون شفويًا منذ قرون. ومع ذلك، فإن الكنيسة كانت دائمًا تستجيب لمتغيرات الزمن بمرونة محسوبة، بدليل إدخال العربية في القداسات، وظهور الترانيم الجديدة بعد عام 1950، ثم تسجيلها صوتيًا بعد 1970.
وذكر عدد من الأقباط أنه فى ظل هذا الواقع، يبدو أن الكنيسة القبطية تتجه نحو حل وسط غير معلن، وهو إبقاء الطقس كما هو، دون أى آلات، والسماح بالآلات فى الاجتماعات غير الطقسية، مثل مدارس الأحد، أو لقاءات الشباب، وتقديم فرق التسبيح الحديثة باعتبارها وسيلة لجذب الجيل الجديد وليس بديلاً عن الليتورجيا.
رأى البابا شنودة والأغانى الشعبية
وتسائل العديد من المواطنين الأقباط عن حكم التراتيل بأنغام الأغانى الشعبية، الأمر الذى أوضحه قداسة البابا شنودة الثالث في كتابه سنوات مع الناس.
وجاء رد قداسة البابا، أن الذين يفعلون ذلك إنما يهتمون بالمعنى فقط، ويتجاهلون تأثير الموسيقى في النفس، فإن الموسيقى تغرس في النفس مشاعر معينة، يمكن لقطعة موسيقية صامتة (بدون ألفاظ) أن تفرح الإنسان أو تبكيه أو تحمسه أو تثيره أو توقظ فيه شهوة ما، فلا يجوز أن ننسى أثر الموسيقى في النفس.
وأوضح قداسة البابا، أن الترتيلة هي أغنية روحية، ينبغي أن تكون موسيقاها روحية، وأنغامها مقدسة، فلا يصح أن نمزجها بنغمة معينة قد تثير مشاعر أخرى غير المشاعر الروحية المقدسة التي تقصدها الترتيلة.
كما أن هذا قد يذكر المرنم بالأغنية الشعبية وكلماتها، فيعيش فيها ذهنه أو قلبه أو تختلط بها مشاعره. علينا أن نتذكر يا أخوتي قول الرسول: «أية شركة للنور مع الظلمة؟

Trending Plus