خالد دومة يكتب: لغة الشباب 2

خالد دومة
خالد دومة

الكثير من الشباب لا يبحث إلا عن الشكليات والمظاهر, ولا يعنيه من جوهر الحياة, القليل ولا الكثير, يتعلم بمقدار ما يريد أن يحقق من وراء علمه من مكاسب مادية, فلا يعينه القيمة التي يتعملها, ولا يستزيد منها لسعة عقله, ولذة في طلبها, ومتعة لروحه, فكل هذا لا ينظر إليه ولا يرمي إليه طموحه وحماسه, فكل شيء مرتبط بالمال أو الوظيفة من وراء ما يدرس ويتعلم.

 

فإن أحب العلم لذة واستزاده لروحه, وهذا في القليل النادر سخر منه المحيطين ورموه بقلة العقل وسوء العمل, فيتراجع الفتى طلبا للسلامة من ألسنة الذم والسخرية, التي تلاحقه وتقتل فيه كل أمل في المعرفة الحقة, فالجموع تتعامل مع الحياة الإنسانية بمبدأ المكسب والخسارة, فإن كان هناك مكسب مادي كان الطريق الذي يسلكه صحيحا, فالوجاهة والسلطة والمال هم قوام الحياة في نظر هؤلاء الجموع والأغلبية من الناس, وهذا دليل جهل وعدم معرفة بحقيقة الإنسان وتركيبه, وهو وزر للشباب فيه نصيب.

 

كما أن للناس فيه نصيب, مشكلة يتحمل عواقبها الشباب, كما يتحمل عواقبها الشيوخ, إن الكثير من مظاهر حياته يسير على هذا المنوال من العبث المقنن, الذي اجتمعت الناس على العمل به وجعلته قانون وشريعة, وهو من المهازل, الذي نعتز بفعلها والتمسك بها, وإنها لقسمة ضيزى, وجور عظيم لملكات النفوس, حين تجور على الملكات الكامنة من أجل الظاهرة, وتنفي الروح لتترك للجسد السبيل في تحقيق كل ما يرغب, ويري وتسعى له خادما عابدا دون إدراك لتلك الروح, التي تسكنك وبها تعلو, فكما تنشط لغذاء الجسد والرفاهية الجسدية, يجب أن تسعى لرفاهية الجانب الأخر من إنسانيتك, فتكون قسمة عادلة, ولعلها هي الأجدر.

 

وإذا جرت فلا تجور عليها, بل تعطيها حقها وافيا وأكثر قليلا, فإذا ما تعارضت الملكتان, فلها الأولوية التي تنصفك كإنسان, لا التي تهبط بك إلى مدارج الحيوان, وسوف تعلم أن النفس التي لم تعطى لها نصيبها من معرفة الجواهر ولبابها, هي نفوس فقيرة, مهما بلغت  من ثراء المال, وثراء الترف, إن هناك قيمة أرسخ من قيمة المال, وهي قيمة الشعور, حين تجعل له حساب, وله نصيب, ستعلم إنك كنت تجهل معنى الحياة الحقيقية, إذا كنت تصب اهتمامك على الشكل والمظهر, وإنك كنت تفتقد الكثير منك, وإنك جهلت نفسك جهلا مطبقا, سوف ترى مكاسب أسمى, وجمال أروع, وسلطة أفخم من ذلك الكساء المزخرف, والذي ينطوي بداخله على القبح, الذي يُعمى بصيرتك من معرفته وإدراكه.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

أعظم العسكريين بالتاريخ الفرعونى.. تمثال الملك تحتمس الثالث بمتحف الغردقة

ليلى علوى: الحمد لله أنا كويسة ومحبتكم نعمة من عند ربنا (فيديو)

مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15- 8 - 2025

مدرب شيكو بانزا السابق: اللاعب إضافة قوية للزمالك وقادر على التألق فى مركز الجناح


بيراميدز يواجه دايموند وديا اليوم استعدادا للمصري البورسعيدي

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

مواعيد عرض "بتوقيت 2028" ثانى حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور

رغم جاهزية اللاعب .. إمام عاشور خارج مباراة الأهلى وفاركو


بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص

المشدد 5 سنوات لشقيقين لحيازتهما أسلحة واستعراض القوة بشبرا الخيمة

سموتريتش: نتنياهو يدعم ثورة الاستيطان بالضفة الغربية

ترامب عن لقاء بوتين فى ألاسكا: العقوبات جاهزة إذا لم نصل لنتيجة

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

الرئيس الفلسطينى يدعو اليابان للاعتراف بالدولة الفلسطينية

ليلى علوى تطمئن الجمهور على حالتها بعد الحادث: أنا بخير وقدر ولطف

وزير خارجية بريطانيا يبلغ عن نفسه بعد رحلة صيد مع نائب ترامب بسبب "سنارة"

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

ريال مدريد يقدم ماستانتونو لوسائل الإعلام.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى