ليس شامبليون وحده.. يوحنا الشفتشي.. حكاية كاهن مصري ساعد فى فك رموز حر رشيد

عند ذكر صاحب الفضل في فك رموز حجر رشيد، تشير الأصابع دائما إلى العالم الفرنسي شامبليون بصفته من قام بفك لغز الحجر الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ألفي عام، لكن الذي لا يعرفه البعض إلى أن هناك كاهن قبطي كان له الفضل أيضا في التوصل إلتى فك رموز الحجر القديم، ليكون بمثابة الجندي المجهول في تلك العملية التي نسبها قادة وعلماء الحملة الفرنسية إلى أنفسهم.
الجندي المجهول.. يوحنا الشفتشي
وتمر اليوم ذكرى اكتشاف حجر رشيد من ضابط في الحملة الفرنسية، يدعى بيير فرانسوا، وذلك أثناء ترميم حصن على الرغم من اكتشافه بواسطة بوشار، إلا أن العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون هو من فك رموز حجر رشيد عام 1822، مما مكنه من فهم اللغة المصرية القديمة.
وكان دور يوحنا الشفتشي في فك رموز حجر رشيد، في قيامه بتعليم العالم الفرنسي شامبليون قواعد اللغة القبطية القديمة، وذكر شامبليون في مذكراته، أن أستاذه في مدرسة اللغات الفرنسية دوم رافائيل، قد أسدى إليه معروفًا كبيرًا إذ عرفه بقسيس قبطي جاء من مصر عام 1802، هو جيها الشفتشي (طريقة النطق الفرنسي للكاهن يوحنا الشفتشي) والذي من خلاله تمكن دوم رافائيل من التخاطب معه باللغة القبطية والتدريب عليها، فهي اللغة التي كانت بمثابة المفتاح الذي سيؤدي إلي الأبحاث المتعلقة بالكتابة المصرية القديمة.
أحمد مراد يروي: مترجم فوري متعدد المواهب
وكان الروائي والسيناريست أحمد مراد، تحدث من قبل عن يوحنا الشفتشي، مشيرا إلى أن شامبليون كان قد سمع عن مهارة الأخير في الترجمة ، قائلا: "من هنا بدأ دور (الشفتشي) الذي كان مترجما فوريًا في تلك الفترة وكان متعدد المواهب"
وأشار أحمد مراد إلى أن شامبليون عرف عن يوحنا بناء على توصية من عالم فرنسي، وتم الاستعانة به عام 1816، وبدأ الثنائي العمل على المشروع.
وتابع: "مؤرخ أن هناك 7 من أشهر علماء الحملة الفرنسية وضعوا ورقة ثناء على يوحنا لمساعدتهم في حجر رشيد، لذا فهو الجندي المجهول في فك رموز حجر رشيد".
شهادة علماء الحملة الفرنسية
ويذكر المؤرخون عن "يوحنا الشفتشي" أنه المصري القبطي المولود في القاهرة، عمل كمترجمًا فوريًا بمنطقة الجيزة وكاتبًا أول في محكمة الشؤون التجارية، كما عمل مترجمًا لبعض ضباط الحملة الفرنسيية علي مصر، وبناء علي تكليف من العالم فورييه (1768- 1830) عمل مترجما لدي القائد كليببر لجمع مواد تاريخ الحملة الفرنسية، وعندما سافر إلى فرنسا كان مقر خدمته بشارع سان روك بباريس؛ حيث قصده الطالب شامبليون ليأخذ دروسا خصوصية في اللغة القبطية، فكان بمثابة معلمًا له أصول اللغة القبطية ورموزها.
يذكر أن الراهب اليسوعي الألماني أثناسيوس كيرشرAthanasius Kircher ( 1602- 1680))، قد أكتشف وجود علاقة بين اللغة الهيروغليفية واللغة القبطية، وقد بذل جهدا كبيرا في سبيل إكتشاف هذه الصلة الوثيقة؛ غير أن جهوده لم تكلل بالنجاح، أيضًا كتب المستشرق الفرنسي المعروف ايتين كاترمير، عدة أبحاث نقدية، يكشف فيها أن لغة مصر القديمة يجب أن نبحث عنها في اللغة القبطية.

Trending Plus