شهادات جنود الاحتلال.. قتل متعمد وجرائم حرب فى غزة

تستمر جرائم الحرب التى ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى غزة، وهناك شهادات لجنود وضباط صهاينة يعترفون بتعمد قتل المدنيين الفلسطينيين وهم يتلقون المساعدات، وهى بالطبع جرائم إبادة جماعية وتصفية عرقية، بجانب حصار وتجويع وصل إلى أن يصف المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية غزة بأنها «أكثر الأماكن جوعا على وجه الأرض، وأثارت أوامر الإخلاء الجديدة من قوات الاحتلال فى قطاع غزة غضب المنظمات الإنسانية، ونددت بالتهجير القسرى المستمر للعائلات وسط نقص شديد فى المساعدات تسبب فى مستويات كارثية من الجوع، وتفشى الأمراض والأوبئة مع منع الوقود عن المستشفيات ومحطات تحلية المياه ومعدات الصرف الصحى والاتصالات، ونقل البضائع الفعلية، وحذر المكتب من أنه إذا استمر حظر الوقود، فسوف يتوقف المزيد من هذه الخدمات الحيوية، ويؤكد أن «الوقت ينفد بسرعة كبيرة، والأرواح تُزهق كل ساعة».
نشرت صحيفة «هآرتس» العبرية تحقيقا صادما كشفت فيه جنود وضباط من جيش الاحتلال الإسرائيلى تلقيهم أوامر صريحة بإطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين، الذين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات الغذائية فى قطاع غزة خلال الأسابيع الماضية، فى انتهاك صارخ للقانون الدولى والإنسانى.
نشرت «هآرتس» تحقيقا ضمنته شهادات الجنود عن تحويل مراكز توزيع الغذاء، التى تديرها مؤسسة تم إنشاؤها بتنسيق إسرائيلى وأمريكى إلى «ميدان قتل»، حيث تتعرض الحشود التى تتجمّع حول هذه المراكز لإطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال فى أوقات مختلفة، رغم عدم وجود أى تهديد يبرر استخدام القوة المميتة، ما أدى إلى مقتل وجرح المئات من المدنيين.
يؤكد جنود الاحتلال للصحيفة أن الأوامر ليست نتيجة «أخطاء ميدانية»، بل هى سياسة متعمدة لا تقتصر على الرصاص الحى، بل شمل أيضا قذائف مدفعية ورشاشات ثقيلة تكشف عن حالة الإجرام داخل جيش الاحتلال، وكشفت «هآرتس» أن جنودا من الفرقة 252 أطلقوا النار على تقاطع كان مدنيون ينتظرون فيه شاحنات إغاثة، مما أسفر عن مقتل ثمانية، بينهم مراهقون، وقد أُبلغ قائد المنطقة الجنوبية، اللواء يانيف آسور، بالحادثة، لكنه لم يتخذ أى إجراء حتى الآن.
قال ضابط احتياط كبير آخر يقود القوات فى المنطقة: إن هذا- قتل الأبرياء- أصبح أمرا طبيعيا، يقال لنا باستمرار إنه لا يوجد مدنيون فى غزة، بما يؤكد تعمد القتل الممنهج، ما أدى لاستشهاد 549 شخصا وإصابة أكثر من 4000 آخرين قرب مراكز التوزيع منذ أواخر مايو.
وبجانب القتل المتعمد للفلسطينيين العزل فى غزة، تأتى تصريحات وزراء حكومة الاحتلال التى تضاعف من غموض الموقف، وتغييب أفق الحرب، حيث يطالب وزير الأمن القومى الإسرائيلى، إيتمار بن جفير، خلال جلسة الكابينت بحسم الموقف فى غزة دون وضع اعتبار للمحتجزين، بينما قال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش: «إن قوات الاحتلال «ما زالت فى منتصف العملية، ونعمل على احتلال غزة من جديد وتدمير العدو، فى إشارة إلى غياب أى أفق لإعلان نتائج، بالرغم من عملية الإبادة المستمرة لأكثر من 18 شهرا، وبالرغم من تكرار تصريحات الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، عن قرب التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب، وهى تصريحات سبق إطلاق بعضها من دون تحقيق أى خطوات تجاه التوصل لإنهاء الحرب، التى تتواصل بالرغم من ارتفاع وتيرة الرفض من أوروبا ومجتمعات ودول فى العالم».
مع استمرار الحرب على غزة، تتغير مواقف دول كثيرة تعارض استمرار حرب الإبادة والجرائم التى يرتكبها الاحتلال، والتى تستمر بلا أفق، مع وجود حماية وضوء أخضر أمريكى، وتناقض فى مواقف الولايات المتحدة تسمح باستمرار الجرائم ضد الأطفال والمدنيين.


Trending Plus