الشعب المرجانية أحدث ضحايا "تغير المناخ" فى العالم.. موجة الحر تتسبب فى "ظاهرة التبيض".. 35% نسبة خسائر الجفاف فى 2035..76% من الأنهار الجليدية معرضة للاختفاء.. ودمى عملاقة تتجول لتعكس التأثير على الحياة البرية

يواصل تغير المناخ تهديد العالم من موجات الحر والجفاف، بالإضافة إلى اختفاء بعض الأنهار، والعديد من التغيرات المناخية التى أصبحت تهددها بشكل مباشر، مع خسائر تصل للمليارات خلال السنوات المقبلة.
ووفقا لصحيفة لاراثون الإسبانية فإن الشعاب المرجانية تتعرض لتهديد موجات الحر البحرية، التي تتسبب في ابيضاضها، وهو وضع يهدد بقاءها، ولكن يمكن عكسه، وبحسب دراسات، فقد تسبب تغير المناخ بالفعل في ابيضاض 84% من الشعاب المرجانية في العالم، فهل لا يزال من الممكن إنقاذها؟
ووفقا للخبراء، فإنه منذ يناير 2023، تنتشر ظاهرة تبيض المرجان عالميًا، وهذه هي رابع حالة عالمية مُسجّلة، مما يُهدد صحة الشعاب المرجانية وبقائها بشكل خطير، في أبريل الماضي أعلنت الوكالة الوطنية الأمريكية لرصد المحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن 83.9% منها قد تأثرت بهذه الظاهرة الهائلة، وهي ملاحظات أكدها علماء في NOAA ومبادرة الأبحاث الدولية (RIIC)، المكلفة برصد الحالة الصحية للشعاب المرجانية.
وتُفسر هذه الظاهرة بمزيج من الاحتباس الحراري وظاهرة النينيو الطبيعية، التي تفاقمت بفعل موجات الحر البحرية ذات الشدة الاستثنائية، نشرتُ مؤخرًا دراسة تحذر من هذه الأزمة الصامتة، لفهم آلياتها وعواقبها، واقتراح سبل العمل.
وأوضحت الدراسات أن موجات الحر البحرية هي موجات حر تحت الماء ترتفع خلالها درجة حرارة سطح الماء بشكل غير طبيعي (عادةً ما بين درجة وخمس درجات مئوية أو أكثر). تستمر هذه الموجات ما بين عدة أيام وعدة أشهر، وتمتد أحيانًا لمئات الكيلومترات.
تحدث هذه الظواهر عادةً عندما تصل درجات حرارة الغلاف الجوي إلى أقصى قيمها؛ حيث تكون طبقات اختلاط المحيط، وهي الجزء السطحي من المحيط حيث تختلط الرياح والأمواج بالماء، ضحلة ومتدرجة، وتضعف الرياح بشكل غير طبيعي.
يضاف إلى ذلك ظواهر مناخية عالمية أخرى، مثل تذبذبات النينيو الجنوبية، وتقلبات الضغط الجوي، والتذبذبات العقدية للمحيط الهادئ، أو التذبذبات متعددة العقود للمحيط الأطلسي، وهي تقلبات في درجة حرارة سطح المياه. تؤثر هذه الظواهر على المناخ (درجات الحرارة، هطول الأمطار، الأعاصير، الجفاف) ويمكن أن تزيد من حدة موجات الحر البحرية.
تضاعف الخسائر بسبب الجفاف
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة الإكونوميستا فقد تضاعفت الخسائر الناتجة عن الجفاف حتى أنها ستزيد ينسبة 35% بحلول عام 2035.
ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تتفاقم الآثار الاقتصادية لهذا الاضطراب المناخي كل عام، مما يؤثر بشكل خاص على الزراعة، حيث تجاوزت الخسائر بالفعل المليارات، وتتكرر حالات الجفاف بشكل متزايد، وتستمر لفترات أطول، وتزداد حدتها بسبب تغير المناخ، مما يعرض الأمن المائي للخطر ويزيد الضغط على السكان والطبيعة والاقتصادات.
ووفقا للتقرير فإن عواقبها متعددة، وتتراوح بين انخفاض الإنتاج الزراعي والقيود المفروضة على إمدادات الطاقة والنقل النهري، وتدهور المناظر الطبيعية والتأثير المباشر على سبل العيش، و تستمر آثارها وتكاليفها في الارتفاع.
في هذا السياق، يحلل تقرير "توقعات الجفاف العالمي" الصادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كيف يمكن للدول تحسين قدرتها على الاستجابة لهذه الظواهر المتطرفة، مع التركيز بشكل خاص على التأثير الاقتصادي للجفاف على بعض الصناعات.
ونظرًا لأن ندرة المياه تحد من القطاعات بأكملها وتعطل التجارة، تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن يكون متوسط الجفاف في عام 2025 أعلى بمرتين على الأقل من عام 2000. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تكون التكاليف أعلى بنسبة 35% على الأقل من التكاليف الحالية بحلول عام 2035.
والزراعة هي القطاع الأكثر تضررًا، حيث يمكن أن تنخفض غلة المحاصيل في السنوات الجافة بشكل خاص بنسبة تصل إلى 22%. في حين أن مضاعفة مدة الجفاف يمكن أن تقلل من إنتاج المحاصيل الرئيسية مثل فول الصويا والذرة بنسبة تصل إلى 10%.
وبيّنت دراسة حديثة أن الأنهار الجليدية أكثر عرضة للتغير المناخي مما كان يُعتقد سابقا، محذرا إلى أن ثلاثة أرباع كتلتها قد تختفي في القرون المقبلة إذا لم يتغير شيء، وهو ذوبان ستكون له عواقب وخيمة.
تتميز هذه الأنهار الجليدية العملاقة بأهمية كبيرة في تنظيم المناخ، وتؤدي دورا محوريا في توفير المياه العذبة لمليارات البشر. غير أن ذوبانها الذي يُغذيه ارتفاع درجات الحرارة العالمية الناجم عن الأنشطة البشرية، يُعرض هذه الموارد للخطر، ويُفاقم ارتفاع مستوى سطح البحر، مُهددا بذلك عددا كبيرا من السكان.
تأثير أزمة المناخ على الحياة البرية
ومن ناحية أخرى، فقد ظهرت دمى عملاقة على هيئة أفيال وأسود وغوريلا ، تتجول فى شوارع أفريقيا وأوروبا فى عرض فنى سلط الضوء على تأثير أزمة المناخ على الحياة البرية من هجرة الحيوانات، ليحكي قصة هجرة رمزية للحيوانات التي نزحت بسبب التغيرات المناخية.
صُنعت هذه الدمى من مواد صديقة للبيئة مثل الورق المقوى والخشب المعاد تدويره، بواسطة فريق مكوّن من 35 فنانًا، بما في ذلك خبراء من مجموعة الدمى الأوكواندا في جنوب إفريقيا.
وفي محطتها البارزة بمدينة البندقية هذا يوليو، ستلتقى الدمى العملاقة بـ16 راقصًا من كلية بينالي دانزا، في أداءٍ بقيادة المصمم أنتوني ماتسينا، الذي وصف العمل بأنه "صرخة استغاثة من كوكب في خطر، واحتفال بإيقاع الطبيعة الذي يجب أن نحميه تكلفة الباهظة للجفاف.

Trending Plus