تكنولوجيا الزراعة بقلب جهود التنمية بشمال غرب الصين.. وترحيب بالتعاون مع مصر

في قلب مقاطعة شينجيانج في شمال غرب الصين ، تبرز مدينة كاشجر كمركز للابتكار والتكنولوجيا الزراعية، ورغم أن المدينة، المعروفة بتاريخها الغني وتوراثها الثقافي، تقع في منطقة تكثر بها الصحراء، إلا أنها الآن في طليعة جهود الصين لتحديث قطاعها الزراعي.

ويخضع قطاع الزراعة في كاشجر لتغيير كبير، مدفوعًا بالاعتماد على التكنولوجيات الحديثة والابتكار. ومع الدعم الحكومي والاستثمار الخاص وزيادة عدد الشركات الناشئة في مجال الزراعة، من المرجح أن يكون له تأثير كبير على المجتمعات المحلية، مما يعزز الأمن الغذائي والاستدامة والتنمية الاقتصادية.

 

وبدعوة من سفارة الصين بالقاهرة لزيارة المنطقة المركزية لمبادرة الحزام والطريق في مقاطعة شينجيانج ، في الفترة من 1 إلى 8 يوليو، زارت "اليوم السابع " ، إحدى أكبر الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا الزراعية.

وتوظف الشركة وهى شركة رائدة في تكنولوجيا  الزراعة ومن بين الأفضل في الصين، أكثر من 500 عامل وتدرب سنوياً 60,000 مزارع لزيادة الإنتاج. وتشتري جميع منتجاتهم، مما يدعم الآلاف من الأسر، مع حصول المزارعين أيضًا على الأسهم، مما يساهم في تحسين الدخل المحلي.

 

وقال جيانج لينبو ، نائب رئيس الشركة في تصريح لليوم السابع على هامش الزيارة،  حول التعاون مع مصر ، إن مصر دولة كبيرة وصاحبة موقع استراتيجي مميز ، فهي ليست دولة إفريقية فحسب ، بل دولة شرق أوسطية مهمة كذلك، وتشترك في مبادرة الحزام والطريق وهناك فرصة كبيرة للتعاون معها.

ويشار إلى أن الشركة رائدة في مجال معالجة المنتجات الزراعية المحلية، وخاصة الفواكه المجففة والفواكه الطازجة والمشروبات.

ويُعد التحسين الوراثي للأصناف المزروعة، واستهداف الأنواع ذات الإمكانات التجارية العالية، من أولويات الشركة، بالإضافة إلى التصنيع وتوحيد معايير أساليب الإنتاج، مع إيلاء اهتمام خاص للجودة والبحث العلمي. في الوقت نفسه، تُركز الشركة على تعزيز قنوات التوزيع، المادية والرقمية، لتحسين تجربة العملاء وزيادة القرب من المستهلكين.

وقال لينبو إن الشركة تهدف للتوسع في أسواق آسيا الوسطى وأوروبا عبر منطقة شينجيانج الحرة. وبناء منظومة صناعية بقيمة 10 مليارات يوان، ودعم مليون مزارع.
 
ويشار إلى أن المزارعين في كاشجر يعتمدون أيضًا تقنيات الزراعة الدقيقة، التي تمكنهم من تحسين المحاصيل وتقليل استهلاك المياه وتقليل الهدر. كما أن استخدام الطائرات بدون طيار والتصوير الفضائي وتحليل البيانات الكبيرة يصبح أكثر شيوعًا، مما يسمح للمزارعين باتخاذ قرارات مدروسة وتحسين كفاءتهم العامة.

ومن ناحية أخرى توفر الحكومة الصينية دعمًا واستثمارًا كبيرًا لتعزيز التحديث الزراعي في كاشجر. وأطلقت عدة مبادرات تهدف إلى تشجيع تبني التكنولوجيات الجديدة وتحسين أنظمة الري وتعزيز البنية التحتية الريفية.

وتستثمر كذلك الشركات الخاصة بشكل كبير في قطاع الزراعة في كاشجر، مما يجلب تكنولوجيات وأشكال أعمال جديدة إلى المنطقة. وتجذب المدينة عددًا متزايدًا من الشركات الناشئة في مجال الزراعة، التي تطور حلولًا مبتكرة لتحسين المحاصيل وتقليل التكاليف وتعزيز الاستدامة.

كما أن لتبني التكنولوجيات الزراعية الحديثة في كاشجر تأثير كبير على المجتمعات المحلية. ويشهد المزارعون تحسينات في محاصيلهم ودخلهم، بينما يستفيد المستهلكون من الوصول إلى المنتجات الطازجة والعالية الجودة.

ويخلق نمو قطاع الزراعة فرص عمل جديدة ويحفز التنمية الاقتصادية المحلية. ومع استمرار المدينة في الظهور كمركز للابتكار الزراعي، من المرجح أن تلعب دورًا متزايدًا في تعزيز الأمن الغذائي والاستدامة في الصين وخارجها.