حزب الجبهة الوطنية يستعد لخوض الانتخابات البرلمانية بثقة وتخطيط مدروس.. اجتماع لبحث أسماء المرشحين فى انتخابات مجلس الشيوخ.. قاعدة شعبية ملحوظة منذ جمع توكيلات التأسيس.. ورئيس الحزب: طموحات الشعب المصرى أولوية

يخوض حزب الجبهة الوطنية سباق الانتخابات البرلمانية 2025 بثقة وتخطيط مدروس، واضعا نصب عينيه أن يكون صوت المواطن الحقيقى وشريكا فعالا فى صياغة مستقبل سياسى يعزز استقرار مصر ويقودها نحو تنمية شاملة.

ويعقد حزب الجبهة الوطنية اجتماعا اليوم برئاسة د. عاصم الجزار رئيس الحزب لمناقشة وبحث أسماء المرشحين فى انتخابات مجلس الشيوخ؛ ومدى مطابقتها لمعايير وضوابط الترشيح التى كان قد أقرها الحزب على مدار الاجتماعات الماضية فى إطار الاستعداد للانتخابات.

يأتى الاجتماع فى أعقاب مؤتمر الهيئة الوطنية للانتخابات وتم خلاله إعلان الجدول الزمنى لانتخابات مجلس الشيوخ؛ والتى سيتم فتح باب الترشح فيها السبت المقبل.

ويحضر الاجتماع كبار قيادات الحزب، وقال السيد القصير الأمين العام لحزب الجبهة أن الحزب بصدد طرح مرشحين فى بعض الدوائر الفردية بعدد من المحافظات؛ وفقا لمعاييره فى اختيار المرشحين؛ بالإضافة إلى طرح الحزب عددا من المرشحين فى القوائم وذلك تنسيقا مع الأحزاب الأخرى.

وفى هذا الإطار قد أكد النائب سليمان وهدان، عضو مجلس النواب وأمين لجنة الشئون البرلمانية بحزب الجبهة الوطنية، أن الحزب يحرص على الدفع بشخصيات لها قبول كبير فى الشارع السياسى بانتخابات مجلس الشيوخ المرتقبة حتى تسهم فى تجدد العملية السياسية داخل مجلس الشيوخ، لافتا إلى أن الحزب يهتم بالكيف وليس الكم حيث أنه سيدفع بكفاءات سيكون لها دور مهم ومحورى فى البرلمان القادم ولها تأثير كبير.

وكان قد شدد الدكتور عاصم الجزار رئيس حزب الجبهة على ضرورة أن يتضمن البرنامج الانتخابى للحزب أهداف كبرى تعبر عن طموحات الشعب المصرى وبرامج تعكس الاحتياجات الجغرافية المختلفة، مشيرا إلى أن الحزب سيقدم برنامجا معاصرا يهدف للحصول على ثقة المواطن المصرى فى ظل ظروف وتحديات إقليمية صعبة ومتغيرة، وكلف قيادات الحزب بضرورة العمل على رفع الوعى المجتمعى والتواجد بين الناس والتعبير عنهم بقيم ومبادئ حزب الجبهة.

وأكد السيد القصير الأمين العام، على أهمية أن يتضمن البرنامج الانتخابى مطالبة أمناء المحافظات ببحث القضايا والموضوعات ذات الاهتمام بالمحافظة حتى يكون البرنامج معبرا عن رغبات وطموحات المواطنين فى المحافظات المختلفة والتى من الطبيعى أنها تختلف من محافظة إلى أخرى.

وأضاف أنه سيتم اختيار مرشحى الحزب من خلال معايير واضحة ومعلنة تعبر عن مبادئ الحزب وقيمه وترسخ صورته الذهنية عند المواطن.

ومن جانبه أكد النائب أحمد رسلان أمين أمانة التنظيم المركزى أن الحزب يسير بخطى واضحة نحو التمكين السياسى والتوسّع القاعدى عبر العمل الميدانى الفعّال والمؤسسى، استعدادًا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مشددا على قدرة تشكيلات الحزب فى احتواء كل الكوادر سواء فى الأمانات النوعية أو المحافظات والمراكز، مشيرا إلى أنه سيعقد عدة اجتماعات تنظيمية بالمحافظات الفترة المقبلة لمتابعة سير العمل الحزبى.

وفى ذات السياق قال ضياء رشوان، إن البرنامج الانتخابى سيتضمن مشروعات وأهداف محددة يستطيع المواطن تقييمها لأن المسؤولية تحتم خوض الانتخابات ببرنامج مفصل يحمل طموحات وحلول لتحديات الناس.

فيما أشار المستشار علاء فؤاد، إلى أن الأمانة الفنية ستساهم فى اعداد البرنامج الانتخابى خلال قطاعاتها المختلفة، موضحا أن الانتخابات المقبلة تحدى أمام كوادر وقيادات الحزب لإثبات أحقيتهم بتمثيل المصريين فى البرلمان.

وقال الدكتور محمود مسلم، إن الحزب اشتبك مع كافة القضايا الجماهيرية، مثل قانون الإيجارات وغيرها بطرح حلول وهناك اقبال على عضوية الحزب يجب استثمارها فى الانتخابات المقبلة، من خلال مؤتمرات مثلما حدث فى الشرقية وغيرها من المحافظات.

وفى ذات السياق، يشجع حزب الجبهة الوطنية الشباب على المشاركة فى الانتخابات، سواء كناخبين أو مرشحين، إيمانًا منه بأهمية دورهم فى تعزيز الديمقراطية وتحقيق التغيير المنشود. ويعمل الحزب على توفير الدعم اللازم للشباب الراغبين فى خوض الانتخابات، من خلال تقديم الاستشارات والتدريب اللازمين.

أما عن حضور الحزب على أرض الواقع وفى الشارع المصرى فقد برزت مؤشرات أولية على حصوله على قاعدة شعبية ملحوظة، تجلت بشكل واضح فى مرحلتين محوريتين وهما عملية جمع توكيلات التأسيس وعقد المؤتمر الشعبى الأول بمحافظة الشرقية.

أولًا: جمع توكيلات التأسيس

يتطلب تأسيس أى حزب جديد فى مصر جمع توكيلات من 5000 مواطن ممن يحق لهم التصويت موزعين على 10 محافظات على الأقل بواقع 500 توكيل من كل محافظة وقد نجح حزب الجبهة الوطنية فى جمع العدد المطلوب من التوكيلات بسرعة فاقت التوقعات.

يُعد تجاوز هذا العتبة القانونية، خاصة بسرعة وكفاءة، أول مؤشر ملموس على وجود قاعدة شعبية للحزب وقدرته على حشد الدعم بين المواطنين فى محافظات متعددة. ويعكس هذا رغبة شريحة من المصريين فى خيار سياسى جديد وثقتهم فى رؤية الحزب الوليد.

ثانيًا: المؤتمر الشعبى الأول بالشرقية

تحت رعاية النائب البرلمانى أحمد فؤاد أباظة نائب الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية عقد الحزب مؤتمره الشعبى الأول الكبير فى محافظة الشرقية وقد دعا الجماهير للحضور واستجابت أعداد كبيرة لدعوته، حيث شهد المؤتمر حضورًا جماهيريًا كثيفًا قُدر بالآلاف من أبناء المحافظة، وهذا الحضور تجاوز بكثير الحضور المعتاد فى فعاليات الأحزاب حديثة التأسيس، وقد حضر المؤتمر كافة أعضاء الهيئة التأسيسية وقادة الحزب البارزين، مما أضفى عليه طابعًا مؤسسيًا
وركز المؤتمر على تقديم الرؤية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحزب، والاستماع لمطالب ومشكلات أهالى المحافظة، فى محاولة لتأكيد انطلاق الحزب من القاعدة الشعبية واهتمامه بالهموم المحلية.

ومما لا شك فيه أن نجاح جمع التوكيلات بسرعة وحجم الحضور فى الشرقية يُظهران قدرة الحزب، على حشد المواطنين وتنظيم الفعاليات الكبيرة، واختيار الشرقية والتى تعتبر من أكبر محافظات الوجه البحرى وأكثرها سكانًا ووزنًا سياسيًا، للمؤتمر الأول وحجم الحضور فيها يشير إلى أن الحزب يركز على بناء قوته فى هذه المناطق الحيوية، وقد وجد صدى أوليًا فيها.

بناءً على الحدثين الرئيسيين - جمع توكيلات التأسيس بنجاح وسرعة، والمؤتمر الشعبى الكبير بالشرقية بحضور جماهيرى كثيف - يُظهر حزب الجبهة الوطنية مؤشرات أولية قوية على شعبية ناشئة واعدة. يبدو الحزب قادرًا على حشد الدعم والتواجد بقوة والرغبة الشعبية فى تجديد المشهد السياسي.