طفل مصري يحوّل ألم فقدان البصر إلى مشروع علمي عالمي.. من "أبو عين واحدة" إلى ممثل مصر عالميًا.. حكاية انتصار الإرادة.. أثبت أن البصيرة أقوى من البصر.. مشروع "I AM HERE" يقود طفلًا كفيفًا لتمثيل مصر في الهند

في زمن تكثر فيه التحديات وتتشابه القصص، تبرز حكاية الطالب ياسين علي كاستثناء يعيد تعريف معنى القوة والإرادة حادث مفاجئ أفقده نعمة البصر، لكن لم يستطع أن يطفئ بصيرته ولا أن يوقف حلمه، وبينما اختار البعض الشفقة عليه، اختار هو طريقا آخر وهو طريق البحث العلمي والابتكار وريادة الأعمال.
في حلقة جديدة من برنامج "من جديد"، من إعداد وتقديم أحمد إسماعيل، نسلط الضوء على تجربة إنسانية ملهمة لطفل واجه التنمر بلقب "أبو عين واحدة"، ليرد عليهم بلقب استحقه عن جدارة وهو"الخوارزمي الصغير".
رحلة من الألم إلى الأمل، ومن الرفض إلى النجاح، ومن الظل إلى صدارة المشهد العلمي قصة ياسين على ليست مجرد قصة طالب فقد نور عينه، بل رسالة لكل من يظن أن المستحيل واقع، وأن الإعاقة نهاية.
لم يكن يعلم ياسين علي، الطفل المليء بالحياة والطموح والأمل، أن لحظة عابرة ستغير مجرى حياته إلى الأبد، فكان عمره تسع سنوات فقط حين دخل غرفة تغيير الملابس بعد تمرين التايكوندو، واصطدمت عينه بأكرة الباب، حادث أليم لم تصلحها أية عمليات جراحية، ولم تعيد بصره إلى سابق عهده وتحول مصير حياته في لحظة.
مر الطفل الصغير بسلسلة من العمليات الجراحية، لكنها لم تجد نفعا، فالنور الذي أطفئ لم يعد مرة أخرى، وأصبح الظلام رفيقه الدائم، لم تكن الإعاقة البصرية هي الألم الوحيد الذى يواجهه، بل ما تبعها من نظرات شفقة وتنمر قاس من زملائه بالمدرسة الذين لقبوه بـ"أبو عين واحدة"، كان يمشي في الشارع منكس الرأس، يخشى أعين الناس أكثر من الظلام الذي ابتلع حياته كره المدرسة والذهاب إليها، وكره الناس بسبب نظرات الشفقة وأحيانا التنمر، وبدأت عزيمته تتآكل ببطء.
لكن لكل حكاية ملهمة بداية جديدة وما لم يدركه من حوله، أن داخل هذا الطفل المحطم كان هناك بطل يستعد للنهوض لم يسمح ياسين للظلام أن يبتلعه، لم يبحث عن النور في عينيه، بل أشعله في قلبه وعقله، عاد لممارسة التايكوندو وعزف البيانو، وكأن شيئا لم ينكسر، وفي خضم العزلة التي فرضها وباء كورونا، وجد ياسين شغفه الحقيقي فى البحث العلمي.
انضم إلى دورة علمية بمركز ثقافة الأنفوشي، وهناك بدأ يكتشف كنوزا دفينة في داخله، فلم يمض وقت طويل حتى بدأ يشارك في مسابقات علمية محلية ودولية، ممثلًا مصر وسط الكبار أذهل الجميع بمشروعه "I AM HERE"، وحصد المركز الأول في مسابقة IEEE-YESIST12 لفئة JUNIOR EINSTEIN، ليتأهل بعدها لتمثيل مصر عالميا في الهند.
تحول ياسين من طفل تنمر عليه أقرانه بالمدرسة، إلى صاحب لقب"الخوارزمي الصغير"، الذي تفتخر به مدارس المتفوقين وأساتذته وصار نموذجا للإرادة، وكأن الحياة أرادت أن تثبت من خلاله أن النور لا يقاس بالبصر، بل بالبصيرة.
ياسين لم يعد يخشى نظرات الناس بل صار قدوة لآلاف الأطفال، ودليلا حيا على أن الكسر لا يعني النهاية، بل بداية لقصة بطولية تروى بكل فخر.

Trending Plus