نزار الأكحل يكتب من واشنطن: كيف نجح إينزاجي في جعل لاعبى الهلال يصعدون أعالى إيفريست

"وكأننا صعدنا إلى أعلى قمة جبل إيفريست دون أوكسيجين" كانت هذه أبرز كلمات قالها الايطالي سيموني إينزاجي مدرب الهلال السعودي بعد الفوز التاريخي للهلال على مانشستر سيتي في ثمن نهائي النسخة الأولى من كأس العالم للأندية. إينزاجي العائد إلى الحياة بعد صدمة خماسية نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان , شكك الناقدون في قدرته على العودة وإحياء نفسه كمدرب حقق نتائج رائعة مع انتر ميلان في السنوات الأخيرة. إينزاغي اعتقد البعض أنه سيكون أمام تحد صعب وربما مستحيل قد يقسم ظهره مبكرا لكن الرجل دخل معركة مواجهته لغوارديولا بكل ثقة رغم غياب أبرز لاعبيه عن مواجهة مانشستر سيتي وهما سالم الدوسري والصربي إليكسنر ميتروفيتش و وبرسم تكتيكي ارتكز على دعم خط الدفاع الذي عرف بعض الهنات في دور المجموعات , تمكن سيموني إينزاجي من إيجاد توليفة بين السينغالي كوليبالي والبرتغالي روبن نيفيز ينضاف إليها سد منيع متمثل في الحارس ياسين بونو الذي صد لوحده 10 فرص محققة بكل براعة مبقيا على كامل حظوظ فريقه في تحقيق هذا الفوز.
سيموني اينزاغي قال إن السر وراء هذه الانتصار كان اللاعبون والقلب والروح التي اكتسبوها على الملعب. "كنا نعلم أنه سيتعين علينا القيام بشيء استثنائي أمام فريق مثل مانشستر سيتي. “كنا استثنائيين في كل شيء. في الاستحواذ، في المراحل الدفاعية، في الإدارة التكتيكية. لم يكن الأمر سهلاً أمام فريق قوي مثل سيتي "
ومما زاد في نجاح خطة مدرب الهلال اختيارته التكتيكية والتغييرات التي قام بها خلال الشوط الثاني والأوقات الإضافية وعرف كيف يوقف مخططات غوارديولا الذي لعب كامل اوراقه أو تلك التي ابقاها على دكة البدلاء معتقدا أن المباراة سهلة , لم ينفع دخول فوديل وبن شرقي ومرموش في دك دفاع الهلال الذي أوقفهم جميعا وهاجمهم بسلاح المرتدات.
هكذا كان فوز الهلال السعودي فوزا على عديد الأصعدة فوز تاريخي يمكن له أن يمتد أكثر في سجلات هذه البطولة عندما يقابل فلوميننسي البرازيلي في مباراة مفتوحة على جميع الاحتمالات لكن الثقة التي اكتسبها زعيم القارة الآسيوية قد تجعل له اليد الطولى في هذه المواجهة ولن يخشى بالتأكيد العمر الجديد الذي يلعب به البرازيلي تياغو سيلفا باربعين ربعيا ولا الحارس فابيو ب44 ربيعا , الهلال قد يسترجع سالم الدوسري ويسترجع معه سلما قد يصعد به لنصف النهائي. أما سيموني إينزاغي فقد يواصل كتابة ملحمة جديدة على أراضي العالم الجديد وهو الذي جاء مثخنا بجراح مقهورة , سلاحه هذه المرة ثأر من كل من يشكك فيه رغم أنه جامل غوارديولا عندما قال عنه إنه أفضل مدرب في العالم في الوقت الحالي لكن يبدو وأنه في مخيلته يتحاشى التفكير في لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الذي قد يواجهه في احتمال وحيد هو الدور النهائي لهذه النسخة الأولى من كأس العالم للاندية في الولايات المتحدة الأمريكية.

Trending Plus