هبة مصطفى تكتب: جرس إنذار.. ملحمة شعب أوقف اختطاف الدولة

يأتى يوم 30 يونيو ليظل ذكرى لا تُمحى فى ذاكرة المصريين، يومًا مشؤومًا على جماعة الإخوان وأعداء الوطن، وكل من ظنّ أن مصالحه الخاصة يمكن أن تعلو فوق مصلحة مصر.
لقد توهّم هؤلاء أن الدولة ستظل أسيرةً لمطامعهم، وأن الشعب لن يثور على استغلالهم وتخبطهم ومحاولاتهم السيطرة على مؤسسات الدولة، لكن الحقيقة أن إرادة الملايين أسقطت هذا الوهم إلى الأبد.
لقد برهنت أحداث ذلك اليوم أن العزيمة والإصرار، حين تتجسدان فى شعب كامل، لا يقدر أى عدو أو متآمر على الصمود أمامهما، ماذا سيفعل أعداء الوطن أمام ملايين خرجت لتقول بصوت واحد: "مصر لن تختطف"؟ لقد كانت هذه رسالة قاطعة لكل من يخطط لابتلاع الدولة أو تقسيمها تحت أى ستار.
ويكفى أن ننظر حولنا لنأخذ العبرة مما جرى فى دول عربية شقيقة مثل سوريا وليبيا والسودان، حيث أدى الانقسام والتآمر على الأوطان إلى الحروب والدمار والتشريد، لقد كنا قريبين من المصير نفسه، وما زلنا حتى اليوم نعانى آثار تلك المرحلة الخطيرة سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا.
إن أخطر ما يواجه الوطن بعد 30 يونيو ليس الأعداء الخارجيين وحدهم، بل أيضًا الطابور الخامس ومخلفات الماضى، الذين لا يتوقفون عن بث الشائعات وتشويه الحقائق عبر قنوات الشر والإعلام المأجور، هؤلاء لا يعيشون إلا على الفتنة، ويسعون دائمًا لتزييف وعى الناس وزرع الإحباط.
لهذا، عليناجميعًا أن نتكاتف حول وطننا وقائدنا، وأن نغلق الطريق أمام المزايدين والانتهازيين، فالتاريخ لن يرحم من يفرط فى أمن بلاده أو يستهين بتضحيات شعبه.
عزيزى المواطن، كلمة من القلب لا تلتفت للشائعات وأكاذيب الطابور الخامس، وتمسك بالثقة فى القيادة ومؤسسات الدولة الوطنية، ربِّ الأجيال الجديدة على وعى حقيقى بما حدث حتى لا يتكرر، واعلم أن هناك حروبًا أخطر من النووية، هى الحروب الباردة، وأن للأخطبوط أذرعًا كثيرة تحيط بنا، والتهديدات الداخلية أشد خطرًا من التحديات الخارجية.
ودائما وأبدا نتذكر أن فى احتفال 30 يونيو، سيبقى يومًا يذكّر كل عدو أن إرادة المصريين لا تُقهر، وأن مصر ستظل وطن الفؤاد وعزّه رغم الحاقدين، ولن تُحكم أبدًا إلا بمن اختاره شعبها الأبى، الذى نزل ليفرض كلمته على العالم بأسره.

Trending Plus