أثر العابرين.. يوسف السباعي فارس الرومانسية وجبرتي العصر

واحد من أبرز الأدباء في القرن التاسع عشر، لقب أيضًا بجبرتي العصر ورائد الأمن الثقافي، إنه الأديب الكبير الراحل وزير الثقافة الأسبق، يوسف السباعي، هو الأديب الكبير وفارس الرومانسية يوسف السباعي، وعبر سلسلة "أثر العابرين" والتي نستعرض من خلالها سيرة ومسيرة العديد من الشخصيات التي تركت أثرًا واضحًا على الواقع الثقافي والفكري في مصر نستعرض لمحات من حياة فارس الرومانسية.
يوسف السباعي
ولد السباعي في القاهرة.. والده هو الأديب محمد السباعي، الذي كان متعمقًا في الأدب العربي والفلسفة الأوربية؛ ساعده في هذا اتقانه للغة الإنجليزية.. كان يوسف ملاصقًا لوالده، فهو أكبر إخوته،وكان يذهب بمقالات والده إلى المطبعة لجمعها، ويعود بها إليه للتصحيح والمراجعة، مِما أدى إلى تعلقه بالأدب، فحفِظ أشعار عمر الخيام، التي ترجمها والده إلى الإنجليزية.
درس يوسف السباعي في مدرسة شبرا الثانوية، وكان يجيد كتابة القصة والمقال والزجل والشعر، وامتدت مواهبه إلى الرسم والكاريكاتير، وبدأ يعد مجلة يكتبها ويرسمها، تحولت إلى مجلة للمدرسة بعد أن أعجبت بها الإدارة، وأصبحت تصدر باسم "مجلة مدرسة شبرا الثانوية"، ونشر في تلك المجلة عام 1934 أول قصة كتبها وكان عنوانها "فوق الأنواء"، ولإعجابه بها أعاد نشرها عام 1946، في مجموعته القصصية "أطياف".
مساهمات يوسف السباعي في الحياة الثقافية
وفي عام 1953 عُين رئيسًا لتحرير مجلة الرسالة الجديدة، وظل يعمل بها إلى أن توقفت عام 1958. · كما ساهم في تحرير العديد من المجلات مثل مجلة مسامرات الجيب، والأدباء العرب، والقصة.
وفي عام 1965 تولى منصب رئيس تحرير مجلة آخر ساعة، وفي عام 1971 عُين رئيس مجلس إدارة دار الهلال، في عام 1973 اُختير وزيرًا للثقافة، ثم رئيسًا لمؤسسة الأهرام عام 1976 وانتُخب نقيبًا للصحفيين عام 1977".
ماذا قالوا عن يوسف السباعي؟
أطلق نجيب محفوظ على يوسف السباعي لقب "جبرتى العصر" لأنه سجل بكتاباته الأدبية أحداث الثورة منذ قيامها حتى بشائر النصر فى حرب أكتوبر المجيدة عبر أعماله: رد قلبي، جفت الدموع، ليل له آخر، أقوى من الزمن، العمر لحظة، فقال عنه في كتاب صدر ببيروت بعنوان "الفكر والفن في أدب يوسف السباعي" وهو مجموعة مقالات نقدية بأقلام أجيال مختلفة على رأسهم طه حسين وقد أشرف الكاتب غالي شكرى على تقديم هذا الكتاب وإعداده أن أدب يوسف السباعي في مجمله ظاهرة اجتماعية فمن هنا تنبع الأهمية القصوى في إصدار هذه النماذج بين دفتي كتاب حول أدب يوسف السباعي.
أما توفيق الحكيم فوصف أسلوب "السباعى"، بأنه سهل عذب باسم ساخر وحدد محور كتاباته بقوله أنه يتناول بالرمز والسخرية بعض عيوب المجتمع المصرى.
وقال مرسي سعد الدين في مقدمة كتاب "يوسف السباعي فارس الرومانسية" إن السباعي لم يكن مجرد كاتب رومانسي بل كانت له رؤية سياسية واجتماعية في رصده لأحداث مصر، وقالت لوتس عبد الكريم: إن دور السباعي في الثقافة المصرية لا يقل عن دوره ككاتب وأشارت إلى وصف الناقد المصرى الراحل الدكتور محمد مندور للسباعى بأنه لا يقبع في برج عاجي بل ينزل إلى السوق ويضرب في الأزقة والدروب.
وفاة يوسف السباعي
في 18 فبراير 1978، استيقظت العاصمة القبرصية نيقوسيا على حادث هزّ الأوساط الثقافية والسياسية المصرية، عندما اغتيل يوسف السباعي، وزير الثقافة المصري، داخل فندق هيلتون أثناء حضوره مؤتمر التضامن الأفروآسيوي.
ثلاث رصاصات أطلقت عليه بلا مقدمات، ليسقط فورًا وسط دهشة الحاضرين، بينما لاذ القتلة بالفرار، تاركين وراءهم علامات استفهام لا تزال بلا إجابة حتى اليوم.

Trending Plus