أمين «حماة الوطن» اللواء طارق نصير فى حوار لـ«اليوم السابع»: القائمة الوطنية عامل قوة للحياة السياسية..ارتضينا بنصيبنا دعما للتوافق السياسي.. لا تنسيق فى الفردى.. ومصر مستهدفة والمواطن عنصر مهم فى معادلة البناء

>>القائمة الوطنية مش تورتة.. وتوزيع متوازن ومرضي للمقاعد داخل القائمة الوطنية

استطاع حزب «حماة الوطن»، أن يصبح رقما صعبا لا يمكن الاستهانة به فى المعادلة السياسية المصرية، ليحجز لنفسه اليوم مكانًا بين أهم ثلاثة أحزاب رئيسية داخل القائمة الوطنية من أجل مصر لانتخابات مجلس الشيوخ.

«اليوم السابع» التقى باللواء طارق نصير، الأمين العام لحزب حماة الوطن وعضو مجلس الشيوخ، لطرح تفاصيل الساعات الأخيرة لتشكيل القائمة الوطنية، كاشفًا كيف تم اختيار المرشحين، وخطة الحزب فى المرحلة القادمة، ومدى الجاهزية للمنافسة القوية على المقاعد الفردية.. وإلى نص الحوار..

الحزب يشارك بـ19 مقعدًا على القائمة وينافس على كل الفردى.. هل تعكس هذه القفزة تغييرًا فى موازين القوى السياسية لصالح حماة الوطن؟

بالتأكيد، فحزب حماة الوطن أصبح فى المرتبة الثانية على مستوى الأحزاب السياسية بتلك الانتخابات وتوجهنا عن قناعة للمنافسة الكاملة على الفردى، بعد عمل استراتيجى ومجهود استمر أكثر من 4 سنوات.

لم نصل لهذا التواجد صدفة، بل نتيجة تخطيط وتطوير مستمر للحزب حتى يصل الحزب للريادة، سواء فى الرؤية أو فى بناء الكوادر والتأهيل السياسى للوصول بالوعى السياسى إلى كل أعضاء الحزب، ما جعله يظهر بشكل مميز فى انتخابات الرئاسة وتم اختياره كحزب أساسى داعم للحملة الانتخابية للرئيس عبد الفتاح السيسى.

أمين «حماة الوطن» اللواء طارق نصير فى حوار لـ اليوم السابع (1)

لكن الحزب كان تمثيله أقل بكثير فى انتخابات 2020؟

هذا صحيح، حصلنا على 10 أو 11 مقعدًا فقط بمجلس الشيوخ، وكان ذلك غير مرض لنا، لذا بدأنا العمل بجدية فى عدة محاور لبناء تواجد حقيقى على الأرض، واليوم لدينا أكثر من 2000 مقر على مستوى الجمهورية، مقارنة بـ43 مقرًا فقط فى 2020 وهذا ما يجعله حزب له الريادة ومن الممكن أن يكون فى انتخابات 30-35 الحزب الأول بالمجهود وليس بالتضليل أو بـ«الشو».

كيف حدث ذلك؟ وما هو النهج الذى اتبعه الحزب ليصل إلى تلك القفزة؟

وجدنا أن المواطن المصرى فى حاجة ماسة للخدمات، قبل أى مسار سياسى، بدأنا العمل الخدمى ليكون المدخل لتعريف المواطنين بالحزب، فنحن لا نقدم «كرتونة شاى وسكر»، بل خدمات مجتمعية حيث نعمل على ملفات كبرى كتمكين المرأة، توظيف وتشغيل الشباب، دعم الغارمات، القوافل الطبية ونتواجد فى حالة وقوع كوارث، وحالات الزواج المتعثرة.

لكن البعض قد يرى أن هذا الشكل من التقرب للمواطن ليس دور الأحزاب؟

المشكلة أننا دولة نامية ونسبة الفقر كبيرة وهناك حالة من العوز..إزاى هنقول للمواطن تثقيف سياسى وهو فى الوضع ده ولو قادرين نوفرله طلبه ده شىء مشروع.. وده مش استغلال للعوز ولا إحنا بنشترى أصوات.. والمساعدة المجتمعية واجب على الأحزاب مش أصيل لكنه ضرورة وبدون غرض.. مفيش حاجة اسمها اشتغل سياسة وبس، ده بيحصل فى الدول غير النامية والتى تملك إمكانيات ذلك.. ووجود رجال أعمال بالحزب ساهم فى تعزيز إمكانياته.

أمين «حماة الوطن» اللواء طارق نصير فى حوار لـ اليوم السابع (2)

هل يسعى حماة الوطن للأغلبية البرلمانية؟

هذا الأمر يعتمد على الفردى ونتمنى بالطبع أن نكون فى الريادة والبرلمان القادم يمكن أن تكون فيه أكثرية وليس أغلبية فهناك 3 أحزاب كبار تخوض المعركة ما يجعل هناك صعوبة للأغلبية فى تلك الدورة لكن نطمح أن نكون الحزب الأول فى دورة 2030-2035، لكننا حاليًا نركز على الكفاءة والتواجد المؤثر، خصوصًا فى المقاعد الفردية، وكل حزب سيمارس أيديولوجيته الخاصة به.

كيف تم توزيع المقاعد داخل القائمة؟

إذا نظرنا لذلك التوزيع وطبيعة المشهد السياسى سنجدها عادلة ومتوازنة تتسق مع التواجد الفعلى وحجم المجهود على الأرض، فهو إلى حد ما مرض لكل الأحزاب الموجودة سواء موالاة أو معارضة.

حماة الوطن حصل على ما يستحقه ويمكن أقل مما يستحق قياسا بمجهوده ولكن ارتضينا بهذا الرقم حتى لا تكون هناك حالة من عدم الارتياح بين الأحزاب، وبالأخص الصغيرة ولضمان تمثيلهم، لكن «لازم ننظر إحنا كنا فين ودلوقتى فين هى مش خناقة ولا خطف»  فلم يكن هناك صراع، بل تفاهم وتقدير موضوعى للتغطية والانتشار، والمقرات، وعدد الأعضاء.

كيف تصف حزب حماة الوطن الآن؟

حماة الوطن أصبح من أحزاب الريادة...حزب قادم بقوة، ويملك خطة واستراتيجية ورؤية سياسية واضحة تجعله قريبًا من أن يكون الحزب الأول فى مصر وسيكون العمل على مستوى راق للغاية ومنظم، وذلك التحول حصاد مجهود سنوات مش فى يوم وليلة، وليس مفاجأة، من تابعنا منذ 2020 يدرك أننا كنا فى صعود مستمر، والمواطن بدأ يلمس تأثيرنا.

هل يمكن القول إن هناك تحولات أعمق فى خريطة الأحزاب السياسية؟

لا يمكننى أن أعلق على أداء أحزاب أخرى ونحن نقدر الجميع ونحرص على التوافق دائما، فقط أؤكد أن التغير فى الساحة جاء بناءً على من اجتهد وعمل، سواء كان حزبًا مواليًا أو معارضًا.
وعلى سبيل المثال فإنه رغم قلة عدد مقاعد الحزب داخل البرلمان الحالى لم ننتظر حتى تتوفر لنا فرصة أكبر، بل بدأنا العمل من اليوم الأول منذ 2020، واشتغلنا على أنفسنا.. ما جعل المشهد داخله حزب مستقبل وطن وأمامه حماة الوطن يعنى جوة المجلس أنت قليل فى المقاعد ولكن لك ثقلك وأصررنا على الصعود.. وده مش وليد ظروف انتخابية، ده نتيجة عمل مستمر داخل المجلس ووسط الناس.

هل يوجد تنسيق بينكم وبين مستقبل وطن فى المقاعد الفردية؟

لا يوجد أى تنسيق فى الفردى، وقد أعلنا ذلك مرارًا...مفيش حاجة اسمها تنسيق فى الفردى فالتنافس مفتوح للجميع، وأؤكد أن كل حزب له فكره وخطط عمله والتشابه فى الفكر لا يعنى أننا أقرب لحزب واحد.

كيف تضمنون ألا يكون صعودكم الحالى مؤقتًا؟

عندنا خطة واضحة إن الصعود مش لحظة وتنتهى، إحنا بنشتغل من دلوقتى على انتخابات 2030.. ومن أول يوم فى الدورة الجديدة هنبدأ الاستعداد وسيكون له صوت مسموع فى البرلمان القادم لصالح المواطن وتأثير ملحوظ...وهنشتغل وفق منهجية علمية، وبمساعدة خبراء متخصصين سواء من أعضاء المجلس أو من داخل الحزب.

الأجندة التشريعية المتستهدفة تشتبك مع الحكومة أم لا؟ وهل أنتم أقرب لها باعتباركم حزب موالاة؟

علاقتنا بالحكومة علاقة توازن، فالأجندة أقرب لمصلحة المواطن فقط.. لو الحكومة طرحت قانونا غير مناسب، سنراجع وننتقد ونعيد التقييم، لأننا نواب عن الشعب مش الحكومة.
ومن ضمن أجندتنا أن هناك قوانين مر عليها أكثر من 70 سنة بدون تعديل، ولا تتماشى مع ظروف العصر وهدفنا تطوير هذه القوانين بما يخدم المواطن ويحقق العدالة الاجتماعية والاقتصادية.

ما هى أسباب الاكتفاء بذلك العدد فقط من الأحزاب داخل القائمة.. هل يرتبط ذلك بالنصيب المخصص لكل حزب؟

لا، القائمة الوطنية تم تدشينها دون توزيع مقاعد من البداية فالأساس والمبدأ كان فكرة التجمع فى قائمة.. ولا توجد تقسيمة مسبقة بدليل أن حزبنا كان يستحق أكثر ولكن ارتضى لتغليب المصلحة العامة وتقديرا لأحزاب المعارضة المشاركة فى القائمة.. كان التوزيع تقديرا لمجهودات كل حزب وما يضمه من كفاءات، وهناك حالة من الرضا بنسبة كبيرة.

هل شكل القائمة الوطنية الحالية بما تضمه من أحزاب سيظل كما هو فى انتخابات مجلس النواب؟

من الوارد اختلاف القائمة بتشكيلها فى انتخابات النواب أو استمرارها كما هى وأؤكد أن هناك حالة من الرضا العام بين المشاركين وتوافق واسع فيما تم اتخاذه من قرارات.

كيف يتم التنسيق بين الأحزاب داخل القائمة الوطنية حاليًا؟

تم الاتفاق على تشكيل مقر مشترك للأحزاب لمتابعة العملية الانتخابية بالكامل، من تقديم الأوراق وحتى إعلان النتائج، وتم أيضًا تشكيل لجنة قانونية موحدة للتعامل مع تقديم أوراق المرشحين ومراجعتها ومتابعة أية مشكلات قانونية بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للانتخابات، فضلًا عن لجنة إعلامية تُعِد لشكل الدعاية وآلية الإنفاق الإعلامى وتوحيد الرسائل خلال الحملة.

كيف ترون مكاسب القائمة الوطنية للأحزاب الصغيرة؟

القائمة مكسب كبير للأحزاب الصغيرة، حيث إن ما يقرب من نصفها يستوعب أحزابًا صغيرة، لكن بها قامات وشخصيات مؤثرة وقد يحققون نتائج جيدة أيضًا فى مقاعد الفردى وأكرر لا يوجد توافق فى الفردي.

ما أولويات «حماة الوطن» داخل مجلس الشيوخ؟ وهل لديكم أجندة تشريعية محددة؟

نعمل حاليًا على إعداد أجندة تشريعية شاملة وسيتم الإعلان عنها قريبًا، لدينا فريق مختص يُعد مجموعة من مشروعات القوانين التى سنقدمها فى دور الانعقاد الأول، بما يعكس أولويات الحزب واحتياجات الشارع المصرى.

هل تغير خطاب «حماة الوطن» فى السنوات الأخيرة؟ وكيف انعكس ذلك على اختيار المرشحين؟

بكل تأكيد تغير خطاب الحزب، وتطور بشكل كبير، أصبح أكثر إيجابية وتفاعلًا مع الواقع، وهو ما انعكس بشكل مباشر على اختياراتنا لمرشحينا.. ستلاحظون ذلك من خلال نوعية المرشحين سواء على القائمة أو الفردى، جميعهم من القامات المشهود لها بالنزاهة والاحترام، بعيدون عن أية شبهات، وعلى مستوى عالٍ من الكفاءة، الحزب بات أكثر وعيًا بدوره الوطنى ومسؤوليته.

ما حجم الأنشطة الجماهيرية التى ينظمها الحزب حاليًا فى إطار الحملة؟

نحن نستعد لتنظيم ما لا يقل عن 90 إلى 100 مؤتمر جماهيرى على مستوى المحافظات خلال الأيام العشرة المقبلة، ونعد مفاجأة للمواطنين لن نفصح عنها الآن ولكنها فى إطار الخدمة المجتمعية التى يعمل عليها الحزب دائما.

ما رسالتكم للمواطنين داخل مصر وخارجها بخصوص المشاركة فى الانتخابات؟

أدعو جميع المصريين، سواء داخل البلاد أو المقيمين بالخارج، إلى النزول والمشاركة الإيجابية فى انتخابات مجلس الشيوخ فى مطلع أغسطس.
هذا حق وواجب دستورى، ومن لم يشارك يكون قد قصّر فى حق الوطن، فعليك أن تنتخب و لا يوجد أى ضغط أو توجيه معين لمرشح معين، فهناك تنوع كبير فى المرشحين، وعلى المواطن أن يختار من يمثله سواء فى القائمة أو الفردى، لازم تنزل وتشارك فالمواطن أهم شىء فى معادلة الدولة المصرية بما له من أهمية وتأثير والتى ستعود على الدولة بخير كثير، وتذكر أن مصر مستهدفة بشدة ومن ضمن الأهداف إسقاط أى عرس انتخابى.

كيف ستتعاملون مع ملف تصويت المصريين بالخارج فى ظل التخوفات من تأثره بالتحديات الإقليمية الراهنة؟

دور الإعلام والأحزاب مهم جدًا فى التوعية بضرورة المشاركة، والحزب لديه تواجد فعّال فى أغلب الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة، من خلال أمانات المصريين بالخارج، ودورها فى التوعية وتوفير وسائل نقل بالتنسيق مع السفارات، وهو ما أثبت نجاحه فى انتخابات الرئاسة الماضية.

ما الرسائل التى ستعكسها مشاركة مصريى الخارج؟

نراهن على وعى الجاليات المصرية فى الخارج وأثق أنهم يدركون حساسية المرحلة ويحرصون على دعم الدولة، فمشاركتهم فى الانتخابات تحمل بعدًا وطنيًا ورسالة قوية بدعم الدولة فى ظل ضغوط أمنية إقليمية غير مسبوقة، واستهداف خارجى يجعل مصر تواجه أخطر تهديد ويهدف لزعزعة الثقة فى القيادة ومؤسسات الدولة.

مشاركتهم تؤكد تماسك الجبهة الداخلية ورفض أى محاولات لإسقاط العرس الانتخابى، وهى واجب وطنى فى لحظة فارقة تتطلب التكاتف خلف الدولة وقيادتها.