بعد مقتل عناصر بخلية حسم.. والد الشهيد ماجد عبد الرازق لـ"اليوم السابع": الخبر أثلج قلوبنا والداخلية أعادت حقه.. الدولة لم تنسَ ابني وشكرا للرئيس السيسي.. ابني في ضمير الوطن.. وماجد لم يُقتل بل خُلد

خيّم شعور بالفرحة الممزوجة بالحزن على أسرة الشهيد النقيب ماجد عبد الرازق، بعد الإعلان عن مقتل اثنين من العناصر الإرهابية المتورطة في عملية اغتياله، خلال مداهمة أمنية ناجحة نفذتها وزارة الداخلية، في إطار استمرار جهودها لمواجهة تنظيم حسم الإرهابي، الجناح المسلح لجماعة الإخوان.
القلوب التي ما زالت تنزف حزنًا منذ 2019، شعرت أن دم الشهيد لم يذهب هدرًا، وأن القصاص العادل، ولو تأخر، قد تحقق.
وفي أول تعليق من الأسرة، قال أحمد عبد الرازق، والد الشهيد، إن نبأ مقتل المتورطين في اغتيال نجله جاء كأنفاس راحة بعد سنوات من الألم، وأن العائلة تلقت الخبر بفرحة عارمة، مؤكداً أن ثقته في الدولة وأجهزتها الأمنية لم تتزعزع لحظة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": كنا نعرف أن حق ابني لن يُترك، وأن ماجد لن يُنسى، لأن مصر لا تنسى أبناءها الأوفياء، والدولة وعدت وصدقت، والداخلية لم تخذلنا".
وأشار والد الشهيد إلى أن وزارة الداخلية قدمت وتقدم أبطالاً كل يوم فداء لهذا الوطن، مؤكداً أن دماء الشهداء هي الوقود الحقيقي لاستمرار الوطن في مواجهة قوى الشر.
وتابع: "ابني شرفنا حيًا وميتًا، ماجد مازال يعيش في ضمير مصر، وفي وجدان كل مصري حر، وما فعله سيظل يُروى لكل الأجيال".
كما وجّه التحية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيدًا باهتمامه الدائم بأسر الشهداء، قائلاً: "الرئيس لا ينسى أبناءه، وكل مرة نشعر أن دم الشهيد أغلى من كل شيء، لأن رئيسنا يعرف معنى التضحية ويُقدّر من يدفع حياته من أجل الوطن".
واعتبر أن ما جرى يعيد الطمأنينة إلى قلوب الأسرة، ويرسخ يقينهم بأن مصر لا تترك دماء أبنائها تذهب دون رد.
ولم ينسَ والد الشهيد توجيه رسالة إلى عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، قائلاً إن محاولاتهم للنيل من الوطن مصيرها الفشل، لأن هناك أبطالاً يقفون لهم بالمرصاد.
وأضاف: "جماعة الإخوان جماعة مفلسة، لا تملك غير القتل والدمار، ولن تجني من جرائمها إلا الهلاك والعار، لأن مصر أقوى منهم، وقواتنا الأمنية لهم بالمرصاد".
ويعد النقيب ماجد عبد الرازق واحداً من أبرز أبطال الشرطة المصرية، الذين سطّروا أسماءهم في سجل الشرف بدمائهم الطاهرة.
في الساعات الأولى من صباح يوم 7 أبريل 2019، كان الشهيد يقوم بجولة أمنية لتفقد الحالة الأمنية في شارع طه حسين بمنطقة النزهة، حينما لاحظ توقف سيارة من نوع هيونداي ماتريكس سوداء اللون في وضع مخالف للطريق، وبشكل أثار الشكوك.
بخبرة رجل المباحث ويقظته الأمنية، طلب الشهيد من سائق الدورية التوجه لفحص السيارة، إلا أن الإرهابيين بادروا بإطلاق النيران بكثافة، لتستقر رصاصات الغدر في جسد البطل، الذي سقط شهيداً قبل أن يستكمل مهمته.
وأصيب عدد من أفراد القوة الأمنية، في مشهد مأساوي يعكس بشاعة الجريمة وخطورة العناصر المتطرفة.
تبين لاحقاً أن الإرهابيين التابعين لحركة حسم كانوا يخططون لتنفيذ عملية نوعية تستهدف الطائرة الرئاسية، حيث استأجروا شقة قرب مطار القاهرة لرصد حركة الطائرات، وكانوا في طريقهم لتنفيذ جزء من المخطط، قبل أن يُحبط الشهيد عبد الرازق تحركاتهم بشجاعته واستباقه.
وكشفت تحقيقات الأمن الوطني عن أن العناصر المتورطة في اغتيال النقيب عبد الرازق كانت على ارتباط مباشر بقيادات تنظيم حسم الهاربة إلى الخارج، والتي أعدت مخططًا متكاملاً لإحياء نشاط التنظيم داخل مصر. وتلقى هؤلاء الإرهابيون تدريبات عسكرية متقدمة في دول مجاورة، وكانوا يستعدون لاستهداف منشآت أمنية واقتصادية وشخصيات عامة، ضمن موجة جديدة من الإرهاب.
ومن أبرز الأسماء المتورطة التي صدرت بحقها أحكام بالإعدام أو السجن المؤبد، يحيى السيد موسى، وعلاء السماحي، وأحمد عبد الرازق غنيم، إلى جانب آخرين تم رصد تحركاتهم ومحاولة تسللهم إلى داخل البلاد بطرق غير شرعية. وتمكنت وزارة الداخلية من ملاحقة الخلية، إلى أن وصلت إلى خيط مهم قادها إلى مكان اختباء اثنين من العناصر بمنطقة بولاق الدكرور.
بموجب إذن من نيابة أمن الدولة العليا، تمت مداهمة وكر الإرهابيين، واللذين بادرا بإطلاق نار عشوائي تجاه القوات والمارة، مما أسفر عن مصرعهما، واستشهاد أحد المواطنين، بالإضافة إلى إصابة ضابط شرطة أثناء محاولته إنقاذ المدني. العملية الأمنية كانت بمثابة انتصار جديد يُحسب لوزارة الداخلية، التي أثبتت أنها لا تنسى ثأر أبنائها.
سيظل النقيب ماجد عبد الرازق نموذجًا خالدًا في ذاكرة الوطن، ورمزًا للبطولة التي لا تعرف المساومة. هو أحد من حملوا أرواحهم على أكفهم، وواجهوا الإرهاب دون تردد، تاركًا خلفه قصة فخر تتناقلها الأجيال، وعائلة تحتسبه عند الله شهيدًا، وتباهي به وطنًا لا ينسى أبناءه.

Trending Plus