جيفرى إبستين.. الرجل الذى يؤرق ترامب من قبره.. جمعتمها صداقة امتدت 15 عاما شملت ظهور مشترك فى حفلات واستقلال طيارة خاصة.. وانتهت بسبب خلاف على عقار.. وصفه دونالد بالرجل الرائع قبل أن يقول عنه "لست من معجبيه"

على الرغم من مرور نحو ست سنوات على "انتحار" جيفرى إبستين فى سجنه الذى كان يمكث به فى انتظار محاكمته عن اتهامات الإتجار الجنسى بالفتيات القاصرات، إلا أن موته أشعل الجدل أكثر حول شبكة عملائه من الشخصيات البارزة، وما ورد عن أن صديقه القديم، الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، ربما يكون من بين أفرادها.
يمكن القول إن إبستين، الذى جمعته صداقة بترامب استمرت قرابة 15 عاماً، وفق تقارير الصحف الأمريكية، هو الرجل الذى يؤرق من قبره ساكن البيت الأبيض، ونجح فى إحداث الصدع الأول بينه وبين قاعدته الشعبية ، بعد أن أثار إعلان وزارة العدل الأمريكية عدم وجود ما يسمى بقائمة عملاء إبستين، أو ملفات أخرى تتعلق بالممول الراحل سىئ السمعة، بعد وعود سابقة بالكشف عنها.
يوماً بعد يوم، يجد ترامب نفسه محاصراً بالقضية التي لم يسدل موت صاحبها الستار عليها بل جعلها فى قلب الأضواء. وفى كل الأزمات السابقة، والمحاكمات القانونية وغيرها، كان ترامب مسلحاً بدعم أنصاره. لكن الأمر هذه المرة يبدو مختلفاً، حيث يقف الرئيس فى مواجهة أنصاره الساخطين من قرار وزارة العدل، والمطالبين بالكشف عن المزيد.
واستغلت الصحف الأمريكية الأمر لملاحقة الرئيس أكثر فى هذه القضية، فنشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرها الصادم الذى قالت فيه إن ترامب، الذى سعى جاهداً لأن ينأى بنفسه عن إبستين بعد تفجير قضيته، قد أرسل لصديقه السابق رسالة تهنئة بعيد ميلاده الخمسين عام 2003، مصحوبة برسم من دونالد لامرأة عارية ورسالة غامضة عن "السر" الذى يتشاركه الرجلان.
ورغم أن ترامب صب غضبه على وول ستريت وصاحبها روبرت مردوخ بسبب هذ التقرير ونفى ما رود فيه، وأقام دعوى قضائية يتهم الصحيفة بالتشهير، إلا أن هذا لم يوقف اهتمام الصحف والإعلام الأمريكى بالعلاقة التي جمعته بجيفرى إبستين.
صداقة 15 عامًا
صحيفة نيويورك تايمز قالت ترامب وإبستين ظلا صديقين فى العلن يظهران مع بعضهما البعض على مدار ما يقرب من 15 عاماً. شمل هذا ظهور فى حفلات عشاء فاخرة مع أسماء بارزة فى قصر إبستين، وحفلات صاخبة مع المشجعات والعارضات فى نادى ترامب الخاص ومقر إقامته فى مارالاجو بفلوريدا. وبين الحين والآخر، كانت هناك رحلات ذهاب وإياب من فلوريدا إلى نيويورك على متن إحدى الطائرات الخاصة بإبستين.
وقالت نيويورك تايمز إن إحدى الشابات، التى قالت لاحقاً إن إبستين تحرش بها واعتدى عليها، قد تم تجنيدها فى عالمه بينما كانت تعمل فى منتجع صحى فى مارالاجو. فيما زعمت أخرى أن إبستين أخبر ترامب بأن فتاة نظر إليها الأخير خلال لقاء قصير فى مكتب صديقه، بأنها ليست له.
وعن بداية علاقة ترامب وإبستين، تقول نيويورك تايمز إنهما التقيا حوالى عام 1990، عندما اشترى إبستين عقارًا على بُعد ميلين شمال مارالاجو، وشرع فى ترسيخ مكانته فى المشهد الاجتماعى الراقى فى بالم بيتش بفلوريدا. وكان ترامب، الذى اشترى مارالاجو قبل خمس سنوات، قد رسخ حضوره الجريء فى هذه المنطقة الساحلية كرجل زير نساء مولع بالفخامة. كان لدى الرجلين الكثير من القواسم المشتركة. كلاهما من سكان ضواحى نيويورك، وقد حققا نجاحًا فى مانهاتن. كلاهما كانا نشيطين فى الترويج لأنفسهما. وكلاهما كانا يتمتعان بسمعة طيبة كرجلين متألقين.
لكن هذه العلاقة التى جمعت بينهما انتهت فى أواخر عام 2004، بعد خلاف على أحد العقارات، والذى انتهى بشراء ترامب له مقابل 41.35 مليون دولار.
وتحدثت شبكة سى إن إن أيضا عن علاقة الرجلين، وقالت إن ترامب نأى بنفسه عن إبستين بعد القبض عليه واتهامه بالاتجار الجنسى بالقاصرات فى عام 2019. وقال ترامب: "حسناً أعرفه مثلما يعرفه الجميع فى بالم بيتش. أعنى أن الناس فى بالم بيتش يعرفونه... حدث خلاف بيننا منذ زمن بعيد ولم أتحدث غليه منذ 15 عاما، ولم أكن من المعجبين به.
لكن فى عام 1992، وبحسب نيويورك تايمز، استضاف مارالاجو مسابقة لفتاة التقويم، شاركت فيها نحو عشرين امرأة. لكن الضيوف الحاضرين فى المسابقة لم يكونوا سوى ترامب وإبستين. وفى عام 2002، قال ترامب لمجلة نيويورك إن إبستين رجل رائع، والتواجد معه ممتع للغاية. ويقال حتى أنه يحب النساء الجميلات مثلما أفعل. والكثيرات منهن من الجانب الأصغر سنا. لاشك فى هذا، جيفرى يستمتع بحياته الاجتماعية".
ترامب وملفات إبستين
أثارت مساعى ترامب لإسدال الستار على ملفات إبستين شكوكًا حول ما إذا كان اسمه قد ورد فى هذه القوائم. والمعروف أن اسم دونالد ورد على قائمة ركاب طائرة إبستين.
لكن إيلون ماسك حليف ترامب السابق، وبعد أن تطور الخلاف بينهما فى يونيو الماضى إلى الهجمات الشخصية، كتب منشوراً قال فيه إن اسم ترامب ورد فى ملفات إبستين، وأن هذا هو السبب الرئيسى فى عدم الكشف عنها. لكنه حذف المنشور لاحقاً.

Trending Plus