"دمه برد بعد 12 سنة".. أسرة محمد المهدى طفل المحلة تتلقى عزائه بعد القصاص.. صور

في لحظة غدرٍ لا تعرف الرحمة، امتدت يد الإجرام لتنهي حياة طفل لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، بقرية كفر حجازي مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، كان يسعى وراء لقمة عيشه بعرق جبينه، يخرج للعمل عليه عصر كل يوم، ليساعد فى نفقات أسرته البسيطة، على تحمل قسوة الحياة.
تلك الواقعة البشعة التي كانت ومازالت تعصر قلب والديه رغم مرور 12 عاما على فقدانه، إلا أن نار الفراق بدأت تهدأ بعد أن تم القصاص العادل من القتله وتنفيذ حكم الإعدام عليهم بعد مرور 12 عاما على تداول القضية أمام القضاء، وحصل الجناة على الجزاء الذي يستحقونه، وهو الإعدام شنقا، لتقرر الأسرة الإعلان عن تلقى واجب العزاء فى فقيدهم.
حدثت تلك الواقعة في غضون عام 2013، عندما خرج الطفل محمد سامي المهدي مستقلا توك توك ملك صديق والده، بحثا عن الرزق والمساعدة فى نفقات الأسرة، خرج بعد وداع والدته، واخبرها بأنه سيخرج للعمل وسيعود فى المساء ليتناول العشاء معها ومع والده عند عودته من العمل.
لم يكن يعرف هذا الطفل أن هناك 2 من شياطين الإنس يتربصان به ليزهقها روحه البريئة بكل خسة وندالة، لسرقة التوك توك لشراء المخدرات، فما أن ظفرا به طلبا منه توصيلهما لأحد الأماكن، وبعد أن وصلا إلى مكان بعيد عن أعين الناس، انهالا على جسده الضعيف بالضرب بأسلحة بيضاء، وسددا له 36 طعنة وتركاه غارقا فى دمائه، وسرقا التوك توك، وفرا هاربين.
من جانبها، قالت أسرة الطفل محمد سامي لـ"اليوم السابع": "إنه رغم صغر سنه، فكان على قدر المسئولية، وكان يسعي دائما للمساعدة في توفير احتياجات الأسرة ومساندة والده الذي يعمل سائق ميكروباص".
وأوضحت الأسرة، أنه يخرج يومياً للعمل على توك توك صديق والده، وفي يوم اختفائه خرج بالتوك توك بعد العصر مثلما يفعل كل يوم، وفي ذلك اليوم المشئوم وأثناء عمله استوقفه اثنين من شياطين الإنس وطلبوا منه توصيلهما لعزبة راغب مركز المحلة، ووافق الطفل مقابل الحصول على أجرته ويعود بما كسبه على مدار اليوم ليعطيه لوالدته، إلا أنه تأخر كثيراً ولم يعد للمنزل في موعده المحدد.
وأشارت الأسرة، إلى أنه كان يعتاد العودة للمنزل في العاشرة مساءاً، ولكنه لم يأتي وظلت الأسرة تبحث عنه حتي الصباح وتم تحرير محضر باختفائه بمركز شرطة المحلة، مبينه أنهم تلقوا إشارة من مركز الشرطة بالعثور على جثة لطفل بها طعنات ملقاة في أرض زراعية بنفس مواصفات الطفل.
وأكدت الأسرة، أن روح ابنهم البريئة أزهقت على يد مجرمين لا يعرفان الرحمة، قتلاه بدم بارد بـ 36 طعنة لم تشفع لهما توسلاته، مضيفة " ياريتهم تركوه وأخذوا التوك توك وفروا هاربين"، مؤكدين أنهم رفضوا تلقي العزاء فيه إلا بعد القبض على المتهمين والقصاص منهم بالإعدام شنقاً.
وأوضحت أسرة الطفل، أن رجال المباحث نجحوا في فك لغز الحادث وتم ضبط أحد المتهمين وفر المتهم الثاني هارباً للأردن وأحيلت أوراق المتهمين لفضيلة مفتي الجمهورية، وتم الحكم عليهما بالإعدام، وتم ضبط المتهم الثاني بعد 5 سنوات من هروبه بمعرفة الإنتربول الدولي، مبينة أن المتهمين قاما بعمل إعادة إجراءات في القضية، إلا أن محاولاتهما لم تجدي شيءا، وحكمت المحكمة عليهما بالإعدام شنقاً، وتم تنفيذ الحكم بعد مرور 12 عاماً من ارتكاب الجريمة.
وأكدت الأسرة، أن تلك السنوات مرت ثقالا والجرح ينزف في كل صباح، حتى جاء شهر يونيو من العام الجاري، ليُنفذ حكم الإعدام على القتلة، ويُطوى بذلك فصل مرير من الألم، وتتنفس العدالة – أخيرًا – في قلب الأم التي فقدت ضناها، لكنها لم تفقد الإيمان بأن "الحق عمره ما بيروح".

واجب العزاء

واجب العزاء

الطفل القتيل

Trending Plus