دينا الحسينى تكتب: الداخلية تقطع ذراع «الإخوان» المشبوهة وتحبط عودة الجماعة على جثث المصريين.. اليقظة الأمنية أجهضت إحياء نشاط حركة «حسم» في رسالة واضحة: مصر ليست ساحة للإرهاب وقادرة على نسف المخططات السوداء

في توقيت تُراهن فيه جماعة الإخوان على الزمن والنسيان، عاد مشروعها المسلح إلى الواجهة، لكن هذه المرة لم يجد أرضًا خصبة، ولا فراغًا أمنيًا، بل اصطدم بيقظة دولة لا تنام، وأمن وطني لا يغفل.
وزارة الداخلية، عبر قطاع الأمن الوطني، نجحت في توجيه ضربة استباقية جديدة، أجهضت بها محاولة جديدة لإعادة إحياء تنظيم «حسم»، الذراع الإرهابية لجماعة الإخوان، والتي خططت لارتكاب عمليات عدائية تستهدف منشآت أمنية واقتصادية، في محاولة للعودة إلى المشهد من بوابة الدم والفوضى.
خلية الموت في بولاق
التحريات أكدت أن أحد العناصر الهاربة، والذي تلقى تدريبات عسكرية متطورة في إحدى الدول الحدودية، تم الدفع به إلى الداخل بطريقة غير شرعية، استعدادًا لتنفيذ المخطط. وقد تزامن ذلك مع قيام الحركة بنشر مقطع فيديو يتضمن تدريبات مسلحة في منطقة صحراوية بدولة مجاورة، في رسالة تهديدية واضحة باستئناف عملياتها الإرهابية داخل البلاد.
لكن القطاع الأمني كان حاضرًا، وتمكن من رصد تحركات الإرهابي أحمد محمد عبد الرازق غنيم، المحكوم عليه بالإعدام والمؤبد في قضايا اغتيالات واستهداف رجال شرطة، والذي اتخذ من إحدى الشقق في بولاق الدكرور وكرًا للاختباء، استعدادًا للتحرك، بمشاركة عنصر آخر يدعى إيهاب عبد اللطيف، مطلوب ضبطه في قضية استهداف شخصيات عامة.
وبعد تقنين الإجراءات، تمت مداهمة الوكر، فبادر العنصران بإطلاق أعيرة نارية كثيفة بشكل عشوائي، مما أسفر عن استشهاد مواطن تصادف مروره بمكان الواقعة، وإصابة أحد الضباط أثناء محاولته إنقاذه. وتمكنت القوات من تصفية العنصرين الإرهابيين في تبادل لإطلاق النار.
أسماء إرهابية ثقيلة خلف المخطط
لم يكن هذا التحرك فرديًا أو تلقائيًا، بل كان جزءًا من مشروع منظم تشرف عليه قيادات بارزة في “حسم”، أبرزهم:
• يحيى موسى: المؤسس الفعلي للحركة، والمحكوم عليه بالإعدام في قضية اغتيال النائب العام.
• علاء السماحي: أحد العقول المدبرة لمحاولة استهداف الطائرة الرئاسية.
• محمد عبد الحفيظ، محمد رفيق، علي عبد الونيس: عناصر قيادية بارزة، متورطة في عمليات اغتيال، وتفجيرات، وتزوير لصالح الجماعة.
سجل دموي وأجندة لا تنتهي
منذ تأسيسها بعد سقوط حكم الإخوان في 2013، نفذت “حسم” سلسلة من العمليات الإرهابية، أبرزها:
• محاولة اغتيال المفتي السابق الدكتور علي جمعة.
• استهداف موكب النائب العام المساعد.
• تفجيرات في القاهرة، الفيوم، المعادي، والمنصورة.
• اغتيال ضباط شرطة في الجيزة.
• استهداف مأموريات أمنية ومنشآت شرطية.
وقد أُدرج التنظيم على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة وبريطانيا، باعتباره الذراع المسلح لجماعة الإخوان.
يقظة لا تعرف التراخي
ما حدث ليس مجرد عملية أمنية ناجحة، بل رسالة ردع حقيقية مفادها أن الأمن المصري لا ينتظر الضربة ليرد، بل يتحرك قبل التنفيذ، في ظل معركة طويلة تخوضها الدولة ضد مشروع إخواني يراهن على الوقت، والدم، والخراب.
فـ«حسم» لم تكن يومًا كيانًا مستقلًا، بل التعبير المسلح عن عقل الجماعة حين تفقد السيطرة. وما يُحاك في الخارج بأموال مشبوهة، وتخطيط إقليمي، يُنفذ بأيادٍ مجرّبة فشلت مرارًا.
استشهاد مواطن بريء في هذه العملية يذكرنا بأن هذا الإرهاب لا يفرق بين مدني وعسكري، ولا بين طفل أو ضابط، فالجميع مستهدف. المعركة لا تزال مستمرة، لكنها محسومة لأمة يقظة، وشعب يرفض أن يُعاد تشكيل وطنه على جثث أبنائه.

Trending Plus