سوريا.. إلى أين؟

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

تطورات متلاحقة تشهدها سوريا خاصة بعد القصف الذي استهدف قلب دمشق، والذى يكشف عن لحظة انكشاف عميقة في زمنٍ تتغيّر فيه خرائط النفوذ وتُختبر فيه التوازنات الإقليمية، وبالتالى لا يمكن فهم ما يجري في سوريا اليوم من دون العودة إلى جغرافيا سوريا، وكيف كونت الرقعة التاريخية والجغرافية وحدة اقتصادية واجتماعية طوال قرون، تربط الداخل بالبادية، فضلا عن أن دمشق لا تزال العقدة التي لا يمكن تجاوزها، فهى بوابة المتوسط نحو العمق العربي، ونقطة العبور بين آسيا السياسية والمتوسط الاستراتيجي.

لذلك، فإن التحوّلات التي تشهدها سوريا كشفت عن خطوط تماس بين مشروعات لإعادة تشكيل الإقليم، كلاهم يضع سوريا في قلب المعادلة، وإن اختلفت الأدوات والخطاب، وبالتالي يجب الانتباه إلى هذه المشروعات خاصة المشروع الصهيوني، لأن إسرائيل تُقدَّم نفسها كشريك استراتيجي دائم، داخل بنية جديدة للإقليم، خاصة أن شرق سوريا، من درعا إلى السويداء والقنيطرة، مرورًا بالبادية حتى شرق الفرات، أصبح في نظر إسرائيل عمقًا حرجًا، لا بدّ من تفريغه من أي نفوذ أو وكلاء موالين لها.

بل الأخطر أن الجغرافيا السورية بالنسبة لتل أبيب لم تعد مجرّد مساحة متنازع عليها، بل شرط وجودي لضمان التوازن الجديد، ومن هنا، فإن أي اقتراب تركي، يعني تهديدًا مباشرًا لمنظومة التوازن التي تتصور شرق سوريا خارج نطاقه، ما يعنى أن تطوّر الأحداث في سوريا نحو مواجهة مفتوحة قد يُخرج الأطراف الإقليمية من الظلال إلى الضوء، فبدل التنافس الصامت على سوريا، سيُعلن كل طرف عن هدفه الحقيقى، وهذا يعنى تفجير الجغرافيا السورية من جديد، وانزلاق المنطقة كلها إلى صراعات تتجاوز حدودها، والأخطر أن جنوب سوريا قد يتحول إلى جنوب لبنان جديد، وشرقها إلى ساحة تصفية حسابات بين القوى الكبرى.

وأخيرا، نستطيع القول، إن مستقبل سوريا بعد قصف تل أبيب ليس كما قبله، خاصة أن الضربة الإسرائيلية التي هزّت قلب دمشق لم تكن ردًا ولا تحذيرًا، بل إعلان نهاية مرحلة الأهداف الخفية، وبداية لعبة مكشوفة تُرسم فيها الخطوط بالنار، ليكون الرهان، الحقيقى،هل يمكن أن يتخلص السوريون من هواجسهم الطائفية؟ أم السماح بدخول سوريا مرحلة تحكمها المصالح، وتُدار فيها الجغرافيا كغنيمة، والطوائف كادوات تشعل الصراع؟.. هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة للعام 2025/2026.. قبول 2757 طالبا بعد اختبارات دقيقة بأحدث التقنيات.. 48 ألف متقدم والنتيجة تعتمد على الشفافية.. اختيار عناصر نسائية وخريجى الحقوق


نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟


قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

تفاصيل عرض المليون دولار من برشلونة لضم حمزة عبد الكريم وموقف الأهلي

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

دموع وتصفيق وأرقام قياسية فى ليلة عودة محمد صلاح التاريخية.. فيديو وصور

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

متى تنتهى انتخابات مجلس النواب 2025 بشكل نهائى؟.. اعرف آخر موعد

حكام مصر الستة يتوجهون إلى المغرب للمشاركة فى أمم أفريقيا

التنمية المحلية: تخفيض رسوم ترخيص المحال العامة لمدة 6 أشهر بنسبة تصل لـ50%

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى