محمود عبد الراضي يكتب: مصر لا تزال عصيّة على محاولات العبث بأمنها.. خلية حسم الإرهابية تهاوت تحت ضربات العيون الساهرة.. احترافية في الرصد والتعامل وحماية الوطن.. وجماعة الإخوان ترقص رقصة الموت الأخيرة

نجحت وزارة الداخلية في توجيه ضربة أمنية نوعية جديدة، استهدفت خلية إرهابية تابعة لحركة حسم، وكشفت عن حالة من الجاهزية الكاملة واليقظة التامة للأجهزة الأمنية المصرية، في مواجهة مخططات الجماعة الإرهابية التي لا تزال تحاول بشتى السبل زعزعة الاستقرار الداخلي.

هذه العملية جاءت لتؤكد مجددًا على أن أجهزة الدولة، وعلى رأسها وزارة الداخلية، تملك من الخبرة والاحترافية والتقنيات الحديثة ما يجعلها قادرة على كشف أي تحرك معادٍ في مهده، وضربه قبل أن يتحول إلى تهديد حقيقي.

في الوقت الذي تحاول فيه جماعة الإخوان إعادة إحياء ذراعها المسلحة من خلال حركة حسم، تبدو هذه المحاولات في حقيقتها بمثابة رقصة الموت الأخيرة لتنظيم فقد قدرته على التأثير الميداني، وانهارت شعبيته في الداخل، ولم يعد أمامه سوى اللعب على وتر العمليات التخريبية لإثبات الوجود، إلا أن هذه الرهانات باءت بالفشل مرة تلو الأخرى، نتيجة العمل المخابراتي الدقيق والضربات الاستباقية المحسوبة من قبل الأجهزة المعنية.

العملية الأخيرة لم تكن فقط قتل لعنصرين إرهابيين، بل كانت بمثابة رسالة حاسمة بأن مصر لا تزال عصيّة على محاولات العبث بأمنها، وأن المؤسسة الأمنية، التي باتت أكثر تطورًا في أدواتها وتحركاتها، لم تعد تترك فرصة لأي خلية أن تستقر أو تتحرك دون أن تُرصد وتُحاصر.

وقد شكلت وزارة الداخلية على مدار السنوات الماضية مظلة أمنية حقيقية تحمي الداخل من خطر التنظيمات المتطرفة، ونجحت في بناء حالة من الوعي لدى المواطن المصري، الذي أصبح أكثر اطلاعًا على التهديدات، وأكثر ثقة في قدرة الدولة على مواجهتها.

ما يستحق التوقف عنده هو الدعم الشعبي الكبير الذي تحظى به المؤسسات الأمنية، والذي يظهر جليًا في تفاعل المواطنين مع البيانات الرسمية، وتقديرهم لحجم التضحيات المبذولة، سواء من جانب القيادات أو من الضباط الذين يعملون في صمت.

وقد ترسخت في الوعي الجمعي فكرة "العيون الساهرة" التي تحمي هذا الوطن ليل نهار، وتقدم أرواحها دون تردد فداءً لأمن الناس وسلامة الأرض.

نجاح هذه العملية الأمنية لا ينفصل عن السياق الأشمل لحرب الدولة على الإرهاب، وهي حرب طويلة الأمد، تتطلب صبرًا ومثابرة، إلى جانب التنسيق المستمر بين الأجهزة الأمنية المختلفة.

كما أن إعلان وزارة الداخلية عن تفاصيل مثل هذه العمليات يعكس شفافية مطلوبة، ويعزز مناصرة الرأي العام الداخلي للجهود المبذولة في الميدان.

ومن الواجب توجيه التحية والتقدير لأبطال قطاع الأمن الوطني الذين كشفوا هذا المخطط، وتعاملوا معه بحرفية عالية.

والتحية موصولة لكل فرد في المنظومة الأمنية أسهم في إحباط هذه المحاولة الجديدة لإحياء نشاط حركة حسم، والتي ثبت فشلها مجددًا في مواجهة دولة قوية، ومجتمع يقف متماسكًا في وجه الإرهاب.

كذلك لا يمكن تجاهل التضحية الإنسانية الغالية، حيث استشهد أحد المواطنين العزل أثناء تبادل إطلاق النار، وأصيب ضابط أثناء محاولته إنقاذه، في مشهد يجسد أقصى درجات الفداء والشجاعة.

وبينما يواصل البعض محاولات بائسة لتحريك خلايا نائمة أو تنفيذ عمليات خاطفة، تؤكد الدولة المصرية في كل مرة أن الأمن ليس ملفًا مؤقتًا، بل هو أولوية دائمة يتم التعامل معها بأقصى درجات الحسم.

وكانت معلومات موثوقة كشفت عن سعي حركة حسم الإرهابية، التابعة لجماعة الإخوان الهاربة في تركيا، لإحياء نشاطها عبر تسلل أحد عناصرها، الذي تلقى تدريبات عسكرية متطورة بإحدى الدول الحدودية، إلى داخل البلاد بصورة غير شرعية. وتزامن ذلك مع نشر فيديو ترويجي على مواقع التواصل الاجتماعي، يوثق تدريبات لعناصر تابعة لها في منطقة صحراوية بإحدى الدول المجاورة، ويتوعد بتنفيذ عمليات عدائية ضد منشآت أمنية واقتصادية.

تم رصد العنصر الإرهابي، أحمد محمد عبد الرازق غنيم، وهو محكوم عليه بالإعدام والسجن المؤبد في قضايا إرهاب، وكان يختبئ داخل شقة بمنطقة بولاق الدكرور تمهيدًا لتنفيذ عمليات تخريبية، بمشاركة الإرهابي إيهاب عبد اللطيف عبد القادر، المطلوب ضبطه في قضية إرهابية. وبعد استصدار إذن النيابة، داهمت القوات الوكر، حيث بادر الإرهابيان بإطلاق النار عشوائيًا على القوات والمواطنين، مما أسفر عن مقتلهما، واستشهاد مواطن مدني تصادف مروره، وإصابة أحد الضباط. وجرى إخطار نيابة أمن الدولة التي تولت التحقيقات.

وتجدد وزارة الداخلية التزامها الكامل بالتصدي لكل من تسول له نفسه تهديد أمن البلاد، مؤكدة أن الحرب على الإرهاب مستمرة، وأن يد العدالة ستطال كل من يسعى للنيل من أمن مصر واستقرارها.