6 أشهر فى الولاية الثانية.. كيف غير ترامب أمريكا فى فترة وجيزة؟..ملاحقة المهاجرين وقانون خفض الضرائب أبرز معالم إدارته.. الاقتصاد يرتبك بسياسة الرسوم الجمركية..وملفات إبستين تسبب صدعا بين الرئيس وقاعدته الشعبية

6 أشهر مرت على عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وبدء فترة رئاسية ثانية بعد أن حقق "أكبر عودة سياسية" فى التاريخ الأمريكي بفوزه فى انتخابات 2024.
ورغم أن 6 أشهر فترة ليست كبيرة للحكم فيها على الرئيس، إلا أن الصخب والجدل الذى أحدثه ترامب خلال 6 أشهر، والقرارات التي اتخذها فى الخارج والداخل جعلت الأشهر الست مليئة بالتطورات والتقلبات السياسية الاقتصادية.
وبهذه المناسبة، تفاخر ترامب بما حققه خلال الفترة الماضية، وقال إن الولايات المتحدة أصبحت البلد الأكثر احتراماً فى العالم.
وفى منشور له على منصة تروث سوشيال، زعم ترامب، أن فترته الثانية يتم الإشادة بها باعتبارها "واحدة من أكثر الفترات أهمية لأى رئيس". وقال: "بمعنى آخر أنجزنا الكثير من الأمور الجيدة والعظيمة، بما فى ذلك إنهاء العديد من الحروب بدول لا علاقة لها بنا سواء من خلال التجارة، أومن خلال الصداقة فى حالات محددة".
وتابع ترامب قائلاً: " ستة أشهر ليس فترة طويلة لتحيى تماماً دولة كبرى. فقبل عام، كان بلدنا ميتاً دون أمل تقريبا للعودة للحياة. والآن، فإن الولايات المتحدة هي البلد الأكثر سخونة والأكثر احتراما من أى مكان فى العالم.. ذكرى سعيدة".
وقال موقع أكسيوس إن ترامب واجه فى فترته الرئاسية الثانية سلسلة من التحديات فى الداخل والخارج، وإن كان قد حقق بعض النجاح بتمرير مشروع القانون الكبير الجميل، وحكم المحكمة العليا لصالحه فى العديد من القضايا الهامة.
وخلال الأشهر الماضية، تفاوضت إدارة ترامب على ثلاث اتفاقيات وقف إطلاق نار بين ست دول، إلا أن محاولات التوصل إلى اتفاق بين أوكرانيا وروسيا وأيضا بين إسرائيل وحماس لم تنجح بعد.
وخلال حملته الانتخابية العام الماضى، قال ترامب مراراً إنه سينهى الحرب ين روسيا وأوكرانيا خلال 24 ساعة لو عاد إلى البيت الأبيض.
وفى منشور آخر على تروث سوشيال، تفاخر ترامب ينسب شعبيته، وزعم أن معدلات تأييده بين الجمهوريين قد بلغت 95% فى استطلاعات عديدة. لكن لم يتضح أي استطلاعات كان يشير إليها الرئيس، بحسب ما قال أكسيوس.
فوفقا لاستطلاع جالوب، بلغت نسبة الرضا عن ترامب فى يونيو 40% بين الناخبين من كلا الحزبين، لتنخفض عن 47% فى يناير عندما تولى منصبه.
وفى نفس الاستطلاع، وافق 86% من الجمهوريين على عمل ترامب كرئيس فى يونيو، بينما كانت نسبة الموافقة بين المستقلين 36%، و1% بين الديمقراطيين.
بينما أظهر استطلاع أجرته CBS News ونيوجوف أرقاما متشابهة، فكان إجمالى نسبة الموافقة على أداء الرئيس 42%، ارتفعت إلى 89% بين الجمهوريين، و32% بين المستقلين، و5% بين الديمقراطيين.
صحيفة USA Today وصفت ولاية ترامب الثانية بأنها غارقة فى سياسات وتوجهات مثيرة للجدل". كما ذكرت أن الأمريكيين "يعيشون حالة من التقلبات الاقتصادية والاجتماعية المتقلبة".
فخلال الأشهر الست الماضية، وقع ترامب 171 أمرًا تنفيذيًا، متجاوزًا بذلك الـ 162 أمرًا تنفيذيًا التي وقعها الرئيس السابق جو بايدن خلال سنواته الأربع فى الرئاسة.
وكانت الحملة القوية التي شنها ترامب على المهاجرين أبرز معالم الشهور الأولى لإدارته، فمنذ اليوم الأول له، وحتى قبل العودة إلى البيت الأبيض، تعهد ترامب بأكبر حملة ترحيل جماعى للمهاجرين فى التاريخ، وهو ما بدأ تنفيذه على الفور، وبلغ ذروته فى مداهمات وكالة الجمارك والهجرة للعاملين المهاجرين فى لوس أنجلوس، التي يوجد بها جالية كبيرة من اللاتينين، وتسبب ذلك فى احتجاجات كبيرة على مدار عدة أيام.
على الصعيد التشريعى، استطاع ترامب أن يدفع بمشروع القانون الكبير الجميل فى الكونجرس، والذى يتضمن إعفاءات ضريبية هائلة وخفض للإنفاق ضمن حزمة أكبر، وتغلب على معارضة الديمقراطيين وحتى بعض الجمهوريين ليكون أول إنجاز تشريعى له فى ولايته الثانية حتى الآن.
لكن كان هذا القانون سببا فى الخلاف بين ترامب وأهم وأقوى حلفائه السياسيين، إيلون ماسك. فبعد أشهر من التحالف خلال الحملة الانتخابية دعم فيها ماسك المرشح الجمهورى بملايين الدولارات، ثم قاد وكالة كفاءة الحكومة لتقليص الإنفاق، جاء هذا القانون ليحول التحالف إلى تراشق واتهامات متبادلة، وقال ماسك، المعترض على خفض الإنفاق، إنه سيسبب ارتفاع الدين إلى مستويات غير مسبوقة.
الرسوم الجمركية
كانت سياسة ترامب باستخدام سلاح الرسوم الجمركية لإجبار دول العالم على إعادة ضبط قواعد التجارة، مما تسبب فى تقلبات شديدة فى الأسواق، وارتباك مبدئى للاقتصاد الأمريكي.
وقبل أكثر من 100 يوم، ترامب عن رسومه الجمركية الشاملة التي تسببت في ترنح الأسواق وأطلقت العنان لتوقعات حدوث ركود عميق في الاقتصاد العالمي والآن، بينما يروج ترامب لتلك السياسة، يواصل الاقتصاد ازدهاره فيما تستجيب بورصة وول ستريت لكل رسوم جديدة بتجاهلها.
وقالت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية إن إطلاق جولة جديدة من التهديدات بفرض رسوم أضافت المزيد من عوامل انعدام اليقين، بيد أن استمرارها على مدى أشهر طويلة، أتاح للخبراء الاقتصاديين الفرصة لتقييم ما الذي يمكن أن تجنيه تلك الرسوم.
وانقسم محللون تحدثوا للشبكة الأمريكية بين مؤيدين للرسوم معترفين بفضلها في جني إيرادات ضريبية أكثر من المتوقع، كما أنها ساعدت على توفير تعهدات من الشركات بالاستثمار في إنتاج جديد داخل الولايات المتحدة.
لكن، في المقابل، حذر بعض المحللين من أن تعهدات الشركات تلك تحمل في طياتها أفقا طويل المدى ومجالا للمناورة من جانب الشركات بالتراجع عن الإنفاق مع تقلب سياسات الرسوم الجمركية.
ملفات أبستين
إلا أن ترامب شهد خلافاً غير معهود مع قاعدة مؤيديه، وذلك بسبب موقف إدارته من ملفات جيفرى ابستين، الممول الذى اتهم بالإتجار الجنسى بالقاصرات قبل انتحاره عام 2019.
فبعد تعهدات بالكشف عن الوثائق المتعلقة بالقضية، أعلنت وزارة العدل الامريكية أنه لا يوجد مزيد من الوثائق ستيتم الكشف عنها، مما أثار غضب هؤلاء المؤيدين.
كشفت استطلاعات جديدة للرأى أن نحو ثلثى الناخبين الأمريكيين غير راضين عن تعامل إدارة ترامب مع ملفات إبستين، وأن الأغلبية الشاسعة من الأمريكيين يعتقدون بضرورة الكشف عن كل الملفات فى هذه القضية.
وقال موقع إكسيوس أن الرئيس ترامب أوضح أنه يريد أن تتجاوز الناس قضية إبستين، بعد أن خلصت إدارته إلى عدم وجود أدلة تشير إلى أن الممول سىئ السمعة قد تم اغتياله داخل السجن أو أنه احتفظ بقائمة عملاء فى تجارته بالفتيات القاصرات جنسياً.
إلا أن استطلاع لجامعة كوينيبياك نشرت نتائجه يوم الأربعاء، وجد أن 63% من الناخبين لا يوافقون على تعامل الإدارة مع القضية، مقابل رضا 17% فقط.

Trending Plus