سقوط خلية حسم.. المعلومات ويقظة الأمن دليل هزيمة الإرهاب

بيان وزارة الداخلية عن سقوط اثنين من كوادر حركة حسم التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابى، فجرا، قبل الإعداد والتخطيط لمعاودة إحياء نشاطها، وارتكاب عمليات إرهابية بدفع من قيادات تقيم فى الخارج وتحظى بحماية أجهزة استخبارات ودول إقليمية أو عابرة، ضمن ما نعتبره عولمة للإرهاب، ومع كل الجهد الذى تبذله مصر فى مواجهة الإرهاب على مدى سنوات، فإن أهم ما يحدث هو أن أجهزة المعلومات والأمن الوطنى تعمل طوال الوقت للمتابعة والرصد، وربط وتحليل المعلومات، ومتابعة تسلل إرهابى هارب مدرب من الحدود، بصورة غير شرعية، لتنفيذ عملية إرهابية تسعى التنظيمات لاستخدامها إعلاميا ودعائيا لتصوير الأمر فى مصر على أنه غير مستقر، وبالطبع فإن الاستقرار الذى تحظى به مصر فى محيط مشتعل أمر لا يتناسب مع ما تروجه منصات ولجان الإخوان، وبالتالى فإن أى عملية يمكن توظيفها بشكل يضاعف من الدعاية.
والواقع أن تنظيم الإخوان نفسه وبعض التابعين وأنصار الفوضى يسعون للترويج لكون الإخوان لم يعودوا موجودين وأنهم مجرد حجة، وبعد تسرب فيديوهات وبيانات عن تدريبات لعناصر إرهابية فى دولة إقليمية تعيش فوضى ما بعد السقوط، والتوعد بتنفيذ عمليات إرهابية بالبلاد، هذه التسريبات شكك فيها البعض، وسعى آخرون لإعادة ترديد فكرة كون الأمر مبالغة وحجة، بينما تجارب الإرهاب من حولنا وحتى الآن تكشف عن تنظيمات وخلايا يقظة ونائمة تستعد لتنفيذ عمليات ذات أهداف دعائية.
وبالتالى فإن إسقاط الخلية عمل استباقى، من قبل الأمن الوطنى، انتهى بالرصد والمتابعة وتحديد المكان الذى وصل إليه واستقر الإرهابى أحمد محمد عبدالرازق أحمد غنيم، المحكوم عليه بالإعدام فى القضية رقم 479 لسنة 2018 جنايات مركز أبو كبير، والذى تسلل بشكل غير شرعى عبر الصحراء، ومعه فى الوكر بفيصل عنصر الحركة إيهاب عبداللطيف محمد عبدالقادر، المطلوب ضبطه وإحضاره فى القضية رقم 1126 لسنة 2025، وتم استئذان نيابة أمن الدولة العليا لمداهمة وكر الإرهابيين، اللذين بادرا بإطلاق الأعيرة النارية بصورة عشوائية فى اتجاه القوات والمنطقة المحيطة بالعقار، ما دفعها للتعامل معهما، وقد أسفر تبادل إطلاق النار عن مصرعهما، واستشهاد المهندس مصطفى أنور أحمد عفيفى، الذى تصادف مروره بمحل الواقعة، متأثرا بإصابته نتيجة إطلاق النار العشوائى من قبل العناصر الإرهابية، وكذلك إصابة ضابط من أفراد القوة أثناء محاولة إنقاذ المواطن، وتم إخطار نيابة أمن الدولة العليا، التى تولت مباشرة التحقيقات.
والواقع أن سقوط الخلية يضاعف من شعور تنظيم حسم والتنظيم الأكبر للإرهاب الإخوان، باليأس، بعد أن راهنوا على ضعف القبضة المعلوماتية، والأمنية، لكنهم فوجئوا برد الفعل والتعامل الاحترافى من قبل الأجهزة، التى اتبعت الطرق المحترفة، والسبل القانونية والحصول على إذن النيابة، وبالرغم من أن الإرهابيين كانا فى مكان مزدحم، لكن قوات تنفيذ القانون راعت السكان، والمكان، ونجحت فى المواجهة، ويبدو أن الإرهابيين فوجئا فردا بإطلاق النار، واستشهد المهندس مصطفى أنور أحمد عفيفى، بطلق نارى أثناء ذهابه لصلاة الفجر، وأصيب ضابط حاول إنقاذه.
وفى تحرك سريع وفورى وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بضم أسرة المهندس مصطفى أنور أحمد عفيفى، الذى استشهد متأثرا بإصابته جراء إطلاق نار عشوائى من عناصر إرهابية تابعة لحركة «حسم»، إلى قائمة مستحقى التكريم وفقا للضوابط المعمول بها فى صندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودى ومصابى العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم.. وبالطبع فإن قرار الرئيس يضمن للشهيد وأسرته حقوق وتعويضات الشهداء، وهو قرار إنسانى يؤكد الدعم المستمر من الدولة والرئيس لأسر الشهداء والمصابين، لأن مواجهة الإرهاب هى فى الأساس وعى وإدراك، وكان وعى الشعب المصرى أحد عناصر الحفاظ على الاستقرار وهزيمة الإرهاب الذى فكك دولا من حولنا، بينما تحطم على صخرة وعى الشعب المصرى، وتضحيات الشرطة والمواطنين.

مقال أكرم القصاص

Trending Plus