بقايا وليمة ضخمة في اليونان تكشف عن عادات غذائية تعود إلى 7500 عام

اكتشف علماء الآثار، حفرة ضخمة تعود إلى العصر الحجري الحديث في شمال اليونان تحتوي على أكثر من 130 ألف نوع من المحاريات، وعظام أكثر من 600 حيوان، ومجموعة متنوعة من أدوات وأواني إعداد الطعام، مما يوفر رؤى قيمة حول عادات الأكل لدى الناس في المنطقة منذ حوالي 7500 عام، وفقا لما نشره موقع صحيفة" greekreporter".
وحُددت على أنها مستوطنة ماكريجيالوس الساحلية من العصر الحجري الحديث في بييريا، يبلغ قطر الخندق حوالي 30 مترًا ، ويتراوح عمقه بين متر ومتر ونصف ، بالإضافة إلى المحار وعظام الحيوانات، اكتشف علماء الآثار أحجار رحى، وأفرانًا طينية، وأواني تقديم.
زُيّنت الأواني بإتقان بأشكال مجسمة وحيوانية، صُنعت المقتنيات الشخصية، مثل المجوهرات، من نوع معين من الأصداف كان يُعتبر ثمينًا في ذلك الوقت.
ويقدّر علماء الآثار وعلماء الآثار الجيولوجية أن سكان ماكريجيالوس كانوا يتاجرون بالمجوهرات مع مجتمعات أخرى في جميع أنحاء أوروبا.
يعود تاريخ الحفرة إلى ما بين 5450 و5250 قبل الميلاد، ولا يزال استخدامها لغزًا، على الرغم من أننا قد نتخيل تجمعًا كبيرًا لحفلة، مع عشرات أو حتى مئات المشاركين، وتنتهي بقاياهم فيها."
أشار الدكتورة رينا فيروبوليدو، عالمة الآثار وعالمة آثار الحيوانات، إلى أن الباحثين لا يستطيعون سوى طرح فرضيات، منها أن عشرات أو حتى مئات الأشخاص اجتمعوا في وليمة احتفالية، حيث طبخوا وتناولوا الطعام معًا قبل التخلص من البقايا في الحفرة، ربما كانت المناسبة حفل زفاف أو حصاد، ويدعم وجود أدوات تقديم مزخرفة بإتقان هذه النظرية.
أضافت فيروبوليدو، أنه لا يمكن استبعاد حدث طقسي واحد، وربما كانت المجوهرات المصنوعة من الصدف مخصصة لتقديمها كقربان.
لا تزال جوانب كثيرة من عادات الأكل لدى سكان العصر الحجري الحديث في بيريا القديمة باليونان، والتي امتدت من حوالي 6500 إلى 354 قبل الميلاد، مجهولة، وكما توضح فيروبوليدو، يُعزى ذلك إلى حد كبير إلى سرعة تلف الطعام.
وأضافت: "على عكس الاكتشافات الأثرية التقليدية، مثل الفخار أو الأدوات الحجرية، نادرًا ما يُحفظ الطعام في التربة، إلا في ظروف خاصة".
وتابعت: "الأطعمة التي لا تترك مخلفات ظاهرة، مثل الأعشاب والخضراوات والجذور والأبصال، لا تُحفظ عمومًا، إلا في حالات نادرة في البيئات المائية أو شديدة الجفاف، وفي أغلب الأحيان، ما يتبقى هو بقايا ما لم يُؤكل، مثل عظام وأصداف الحيوانات والأسماك".
وثّق الباحثون أن سكان العصر الحجري الحديث في بيريا استغلوا المناطق الساحلية والبحيرات بشكل منهجي كمصدر للغذاء.
وأظهروا تفضيلًا لقنافذ البحر، ويرجع ذلك على الأرجح إلى وفرة بحيرات المنطقة العديدة بها، مع أنهم كانوا يستهلكون أيضًا مجموعة واسعة من المأكولات البحرية الأخرى.

Trending Plus