خبير علاقات دولية: مصر تتحرك بحكمة لحماية أمنها المائي ودعم الفلسطينيين

قال الدكتور أحمد سيد أحمد، الخبير في العلاقات الدولية، إن الموقف المصري من قضية سد النهضة الإثيوبي واضح وثابت، ويقوم على ضرورة التعاون والحوار والتوصل إلى اتفاق قانوني وملزم بشأن تشغيل السد وملئه، مشددًا على أن مياه النيل بالنسبة لمصر هي قضية وجود لا تقبل المساومة.

وأوضح خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن مصر تعترف بحق إثيوبيا في التنمية، لكنها في الوقت ذاته تتمسك بحقوقها التاريخية في مياه النيل، استنادًا إلى قواعد القانون الدولي التي تؤكد على عدم الإضرار والإخطار المسبق والاعتراف بالحقوق المكتسبة.

وأشار إلى أن هذا الموقف المصري يحظى بدعم دولي، خصوصًا من الولايات المتحدة، مستشهدًا بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أقر فيها بحقوق مصر المائية، معتبرًا أن هذا الدعم يمثل عنصرًا مهمًا في الضغط على الجانب الإثيوبي للتوصل إلى اتفاق عادل، خاصة في ظل فترات الجفاف وتأثيرها على حصة مصر من المياه.

وفي سياق آخر، تناول الدكتور أحمد سيد أحمد الجهود المصرية في التفاهم مع الجانب الأمريكي بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن مصر تعمل على تسهيل إدخال هذه المساعدات دون شروط، وتحت مظلة المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والهلال الأحمر والأونروا، بما يضمن عدم الاعتماد على ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي وصفها بأنها فخ لاستهداف المدنيين الفلسطينيين.

وأكد أن التفاهم المصري الأمريكي يمثل قوة ضغط مهمة على الجانب الإسرائيلي، مشددًا على أن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد القادر على كبح جماح حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل ووقف ما وصفه بجرائم الإبادة في القطاع.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني يواجه مجاعة حقيقية وفق تقارير الأمم المتحدة، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف أكثر حزمًا ووضوحًا، بعيدًا عن الازدواجية، لضمان وقف الجرائم وفتح المعابر بشكل فوري.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن مصر ستظل صمام الأمان للقضية الفلسطينية والداعم الرئيسي لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، والعمل على إنهاء المعاناة الإنسانية ووقف نزيف الدم في غزة.