خطر على الأطفال.. تحذيرات من تريند "توم توم ساهور" و"باليرينا كابتشينو"

أطلق عدد من أولياء الأمور وخبراء التربية تحذيرات واسعة النطاق من محتوى جديد انتشر مؤخرًا على منصّات "تيك توك" و"يوتيوب"، يُعرف باسم "توم توم ساهور" و"باليرينا كابتشينو"، والذي يستهدف الأطفال بشكل مباشر، ويثير مخاوف متزايدة بشأن تأثيره النفسي والسلوكي.
المحتوى، الذي يبدو في ظاهره ترفيهيًا ولطيفًا، يتضمّن شخصيات غريبة مثل "توم توم ساهور"، وهي دمية خشبية تتحرك بطريقة آلية وتصدر صوتًا غريبًا يشبه "تونغ تونغ تونغ ساهور"، إلى جانب "باليرينا كابتشينو"، وهي راقصة باليه ذات رأس على شكل فنجان قهوة، تتحرك بطريقة سريعة وسريالية على موسيقى مشوشة.
وأشارت بلاغات عدد من الأمهات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تغيّرات سلوكية ملحوظة لدى أطفالهن بعد مشاهدة هذه الفيديوهات، من بينها نوبات غضب، اضطرابات في النوم، وتكرار كلمات غير مفهومة أو ذات طابع غريب. كما أبدى بعض الأطفال خوفًا من النوم بمفردهم نتيجة تخيّل شخصيات "توم توم" أو "باليرينا" في الظلام.
الخبراء أطلقوا على هذا النوع من المحتوى مسمّى "Brain Rot"، أي "تلف الدماغ"، نظرًا لتأثيره الضار على تركيز الأطفال، وتشويشه لقدرتهم على التمييز بين الواقع والخيال، واندماجهم في عالم غير مفهوم. ويتعمد هذا المحتوى استخدام ألوان مشوشة، إيقاعات غير منتظمة، وانتقالات سريعة، تؤثر على العقل الباطن للطفل وتجعله مدمنًا للمشاهدة دون إدراك للرسائل التي تُمرَّر إليه.
والأخطر من ذلك أن بعض هذه الفيديوهات تتضمّن رسائل ضمنية تحتوي على مشاهد عنف أو إيحاءات غير لائقة، تظهر وسط الفيديوهات بشكل كرتوني أو عبر "ريلز" قصير، يمر في ثوانٍ لكنه يترك أثرًا طويل الأمد في ذهن الطفل.
ويؤكد المتخصصون أن ما يحدث ليس عشوائيًا، بل يُعدّ محاولة ذكية لاستغلال قابلية الأطفال للاندماج مع المحتوى البصري، ما يشكل خطرًا على نموهم النفسي والمعرفي.
ويناشد الخبراء أولياء الأمور بضرورة مراقبة المحتوى الذي يتعرض له أطفالهم، والحرص على الحوار معهم لفهم ما يجذبهم في مثل هذه الفيديوهات، إلى جانب توفير بدائل تعليمية وترفيهية أكثر أمانًا.
ففي ظل انفتاح العالم الرقمي، تبقى مسؤولية الحماية الأولى على عاتق الأسرة، قبل أن يتولى الإنترنت تشكيل وعي الجيل القادم بمفرده.

Trending Plus