حسم وميدان ومفاصل وشخاليل.. الإرهاب الاصطناعى للإخوان وتوابعهم

جرت العادة مع تنظيم الإخوان وتوابعه، أنهم يختارون توقيتات وظروفا تؤكد ضلوعهم فى التآمر، ويقدمون أنفسهم على أنهم فى خدمة من يدفع لهم، ومن يحركهم حتى لو كان المطلوب أن يخربوا بلدهم أو الأرض التى ولدوا عليها وعاشوا فيها، وكل لحظة يقدمون الدليل إلى الآخر على خيانتهم بشكل لا يقبل القسمة على اثنين، وآخرها سقوط اثنين من عناصر التنظيم فى خلية فيصل، بعد تسللهم استعدادا لتنفيذ عملية إرهابية، وقد تم التكتم على إسقاط الإرهابيين، ولم يعلم المخطط المدعو يحيى، وظل يتحرك ويصدر البيانات حتى فوجئ بالإعلان عن سقوط الخلية، وكالعادة أصيب يحيى وتوابعه ومنصاته بالصدمة والهيستريا، خاصة أن إعلان سقوط الخلية تم تزامنا مع ظهور موضة جديدة أو مجلس جديد إرهابى يعمل بمزاعم سياسية، وظهر الترابط بين حركة أطلقت على نفسها «ميدان» والخلية الإرهابية وفى توقيت دقيق وسط تحولات إقليمية وحرب مستمرة على غزة، وبعد أن كانت منصات الإخوان الممولة خلال الفترة الماضية تتبنى وجهة نظر الاحتلال الإسرائيلى فى مهاجمة مصر لأنها ترفض تهجير أهل غزة إلى خارج أرضهم، أو قبول الضغط عليهم ومنحهم مجالا فى أراضى مصر، وتبنى تنظيم الإخوان ومنصاته نفس الهجوم على مصر، فظهرت حركة ميدان متوازية مع سقوط الخلية الإرهابية.
على مدى سنوات تبنى التنظيم كل الطرق واستعمل كل الأدوات للتحريض على الإرهاب والتحالف مع الإرهابيين ودعمهم بالدعاية، ونفذت تنظيمات الإخوان من خلال توابعها، حسم وغيرها، عشرات من عمليات التخريب والاغتيالات وصولا إلى تفجير معهد الأورام، وقتل المصريين فى المعهد والشارع، وبعد أن هزم المصريون الإرهاب بصمود القوات المسلحة والشرطة ووعى المصريين اعتاد التنظيم ممارسة نفس الطرق بجانب إنتاج أنواع من التنظيمات الإرهابية التى تزعم ممارسة العمل السياسى، حيث قاموا بذلك لصالح أجهزة استخبارات وممولين.
ومن حسن الحظ أننا بالفعل أمام تنظيم يحمل فى طياته وجيناته عناصر الغباء الذى يغنيه عن كل ذكاء، ويمكن اكتشاف القدرات الفائقة لتنظيم الإخوان من خلال رؤية التكرار فى طريقة عمل التنظيم والأداء المتواتر مع كل حدث وأمام كل فشل لمحاولة إرهابية.
لكن التنظيم يمكنه تغيير الجلد وإعادة المحاولات لدفع أجهزة الاستخبارات والدول لاستمرار التمويل للعمليات الفاشلة وإيهام هذه الأطراف بأن التنظيم يفكر.
ثم إن جماعة الإخوان أصبحت تقدم نفسها لمن يدفع بغض النظر عن الجهة أو الدولة، فالتنظيم استفاد كثيرا من داعش فى أن يقوم بعمليات إرهاب نوعية من أجل استمرار تدفق التمويلات، وبسهولة ينقلون العطاء من جهاز لآخر ومن نظام للثانى مع بعض التغييرات فى شكل اللافتات، وليس تنظيم الإخوان وحده الذى يتربح ويتاجر فى ثورات مزعومة لكن يمكن اكتشاف أطراف وسماسرة يديرون منصات وحسابات ولجان للاتجار فى الشائعات وخوض حروب بالوكالة سواء كانت لصالح الاحتلال الإسرائيلى أو أى جهاز إقليمى لدولة أو نظام.
وخلال 11 عاما قدم التنظيم العديد من العروض وأنتج عددا من التنظيمات الهيكلية والمجالس الثورية والمطالع النازلة والتربيعات المثلثة، وهى تنظيمات هدفها استحلاب الممولين وإيهامهم بأن لدى التنظيم أنصارا يمكنهم تنفيذ عمليات إرهابية بهدف صنع دعاية، أو إنتاج تنظيمات تحمل أسماء رنانة مثل المجلس الثورى «الشمامى» الذى تم إعلان قيامه قبل سنوات باشتراك المرتزقة وعدد من محترفى تفريخ تنظيمات ورقية، بهدف الحصول على تمويلات من فوائض غسل أموال أو تجارة سلاح ومخدرات، وقد تم تدشين ما سمى بالمجلس الثورى «الشمامى»، والذى عقد عدة جلسات ومؤتمرات وبروتوكولات، ثم انتهى أو دخل فى بيات تمويلى لتظهر على جوانبه حراشف وقنوات ومنصات ومجالس ومقاعد ومفارز ومقاول، وهى أنواع من «الإخوانبرمائيات» تغير فى المكياج والتسريحة وتحتفظ بكل العلامات الدالة عليهم، حيث يمكن تمييزهم من بين مليون تنظيم من اللون والرائحة والأداء هم وتابعيهم ممن اعتادوا تغيير الاسم مع الاحتفاظ بالملابس والعلامات الدالة.
المهم أنه فى أعقاب سقوط اثنين من كوادر حسم الإرهابية، أحد أجنحة التنظيم الإرهابى، خرجت لجان ومنصات تواصل الهجوم على مصر، لكن وللمفارقة فقد تضاعفت تصريحات وبوستات القيادى الإرهابى الحاسمى يحيى، يتحدث فيها عن الثورة والتغيير والتفتيح والتغميق، ثم بكل توافق وتزامن ظهر على سطح الإنترنت تنظيم جديد أطلق على نفسه اسم ميدان، كالعادة باسم الإصلاح، أصدر بيانا من مخازن عقول وإسطبلات التنظيم عن الواقع المربع وتم حشو أعمق ألفاظ البيانات الإخوانية عن الثلة والتعاضد المتوازى لـ«ميدان» الذى لا يختلف عن حسم أو المجلس الثورى المرزوقى الارتزاقى المتوازى، مع عروض للتعاون والتحالف والتكالب والتوازى مع عدم الاشتراك فى أرباح التمويل الذى يقتصر على التنظيم، وتوابعه، ثم وللمفارقة ظهر موقع يحمل اسم ميدان تزامنا مع سقوط الخلية الإرهابية، التى تمثل الجناح السلمى الانفجارى لميدان وأشباهه.
ورغم وضوح العلاقة والخيوط بين خلية حسم وخلية ميدان وتسريب تدريبات الإرهاب، فإن التنظيم الإرهابى الإخوانى يواصل الحديث عن ديمقراطية وإصلاح، بالطبع بالقنابل والتفجيرات التى قضى عليها المصريون ومع هذا يجدون نفس الاستعراضات من دون أى تغيير أو تعديل.
وطبعا التنظيم بالرغم من فشله ومعه تنظيمات متنوعة يصر على إعادة تقديم فقرات الرقص الإرهابى، من خلال دعاوى مضحكة مثل ما يسمى رقصة المفاصل أو قفزة الغضاريف والأعمدة الفقرية، مع إنتاج ميدان أو رقصات التخبيط على الحلل، أو إطفاء النور والنوم على الظهر وعجين الفلاحة ونوم العازب، وهى دعاوى وأسماء تثير ضحك المصريين وسخريتهم لكنها تحظى بدعاية وشرح من توابع الجماعة من ذوى الشعر المستعار والأسماء المزيفة، فى منصات ويوتيوبات وقنوات أنفقت ولا تزال ملايين ومئات الملايين لإطلاق شائعات أو إرضاء صاحب المال أو المغفل الذى يمول هذه المضحكات، ولا يمل عمقاء التنظيم من إنتاج هذه الحركات منقطعة الجماهير لتقديمها إلى الممول الذى لا يختلف عن المتمول، ضمن لعبة أكبر من التنظيم وأكثر تسلية يعرفها المصريون وكشفوها بوعيهم مثلما كشفوا تآمر التنظيم أثناء وبعد وقبل الوجود فى السلطة.


Trending Plus