تراجع العملات المشفرة بقيادة "بيتكوين" بعد صعود قوى مدفوع بالتنظيمات الأمريكية

شهدت العملات الرقمية تراجعا جماعيا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، بعد موجة ارتفاعات حادة قادها إعلان تنظيمات أمريكية جديدة واهتمام سياسي متزايد بالقطاع، وذلك في وقت تتزايد فيه حالة الحذر بشأن تأثير التعريفات التجارية الأمريكية وتوجهات السياسة النقدية.

وذكرت بيانات منصة "كوين ماركت كاب" أن سعر بيتكوين انخفض بنسبة 0.80% إلى 118,510.3 دولار، متراجعا من أعلى مستوياته التاريخية التي سجلها في الجلسات الماضية، كما هبطت العملة المشفرة الثانية عالميا، الإيثر (ETH)، بنسبة 2.8% إلى 3,680.18 دولار، بعد أن لامست في وقت سابق أقوى مستوياتها منذ ديسمبر.. وتراجعت عملة ريبل XRP بنسبة 2.5% إلى 3.4726 دولار، بينما خسر كاردانو نحو 1%.. في المقابل، ارتفعت سولانا (Solana) بنسبة 4.6%، مسجلة أداء إيجابيا وسط تراجعات السوق.
وفي تطور لافت، أعلنت شركة Trump Media & Technology Group، المملوكة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنها جمعت احتياطيا من البيتكوين بقيمة 2 مليار دولار، ضمن خطة لإنشاء خزينة استثمارية للعملة الرقمية، وذلك بعد جمعها نحو 2.3 مليار دولار من مستثمرين، وقد أدى هذا الإعلان إلى صعود أسهم الشركة بنسبة وصلت إلى 9%.
ويعكس هذا التحرك اهتمام ترامب المتزايد بالعملات الرقمية، حيث أطلقت عائلته عدة مشاريع مرتبطة بالقطاع خلال العام الجاري، أبرزها مجموعة World Liberty Financial Group، بالإضافة إلى عملة $TRUMP الميمية، ما عزز ثروته الشخصية المرتبطة بتلك الأصول.
وكان ترامب قد وقع أوائل العام الجاري أوامر تنفيذية لإنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين، في خطوة أثارت ردود فعل متباينة من الأسواق.
كما وقع مؤخرا قانون GENIUS، الذي يضع إطارا تنظيميا للعملات المستقرة، الأمر الذي لقى ترحيبا واسعا من المستثمرين، واعتبر محركا رئيسيا للارتفاعات الأخيرة في السوق.
لكن، في المقابل، أثار هذا التداخل بين صلاحيات ترامب التشريعية ومصالحه المباشرة في القطاع مخاوف من تضارب محتمل في المصالح، حيث تؤثر قراراته بشكل مباشر على قيمة أصوله الرقمية.
ويراقب المستثمرون باهتمام تطورات السوق، لاسيما مع اقتراب موعد دخول تعريفات جمركية أمريكية جديدة حيز التنفيذ مطلع أغسطس المقبل، إلى جانب ترقب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل، والذي قد يحمل مؤشرات حاسمة بشأن أسعار الفائدة واتجاهات السيولة في الأسواق.