سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 يوليو 1969.. أبطال «منظمة سيناء العربية» يدمرون أول مستعمرة إسرائيلية فى سيناء بعد أسبوعين من افتتاحها ويكشفون عن تنفيذهم 12 عملية بطولية أخرى خلال نفس الفترة

بعد يوم واحد فقط من فشل هجوم القوات الإسرائيلية على موقع «الجزيرة الخضراء» فى خليج السويس، والذى شهد تلقين الجيش المصرى للإسرائيليين درسا قاسيا، وضربة مؤلمة كان نتيجتها قتل 30 جنديا وضابطا إسرائيليا، وتحطيم محاولة اقتحام الجزيرة على شاطئها، كانت هناك بطولة أخرى يكتب سطورها أبطال «منظمة سيناء العربية» وهى تدمير أول مستعمرة أنشأتها إسرائيل فى سيناء يوم 22 يوليو، مثل هذا اليوم، 1969، وذلك بعد أسبوعين من افتتاحها، حسبما تذكر «الأهرام» فى عددها يوم 23 يوليو 1969.
كانت «منظمة سيناء العربية» أحد أفرع المقاومة المسلحة ضد إسرائيل بعد هزيمة يونيو 1967، وأنشأتها المخابرات الحربية برئاسة اللواء محمد أحمد صادق، ويذكر الكاتب الصحفى محمد الشافعى فى كتابه «حكاية المجموعة 39 قتال»، أن المخابرات الحربية برئاسة اللواء محمد أحمد صادق هى التى أنشأت هذه المنظمة، وكانت تضم تشكيلا من وحدة خاصة بالجيش بقيادة النقيب أحمد رجائى عطية، ومدنيين فدائيين تدربوا على يد ضباط المخابرات الحربية، ونفذت عمليات بطولية خالدة ضد الاحتلال الإسرائيلى فى سيناء، ومنها أحداث يوم 22 يوليو 1969، ففى فجره وكما تؤكد الأهرام: «هاجم رجال منظمة سيناء العربية منشآت أول مستعمرة أنشأتها إسرائيل فى سيناء، وأشعلوا النار فيها وقتلوا وأصابوا عددا كبيرا من جنودها».
كان هذا الهجوم استمرارا لبطولات الجيش المصرى أثناء حرب الاستنزاف، وتذكر «الأهرام» أنه بدأ بقصف مركز بالصواريخ وقذائف البازوكا على المستعمرة العسكرية، التى تقع على ساحل البحر المتوسط، بعد 70 كيلومترا غربى العريش وشرقى منطقة القنطرة بنحو 100 كيلومتر، وتؤكد الأهرام، أنه إزاء عنف الهجوم والنتائج التى أسفر عنه، تكتمت إسرائيل أخباره، ولكنها اضطرت لإعلانه بعد الظهر، واضطرت لإصدار بيان يعلن إصابة سبعة جنود فى معسكر المستعمرة «ناحال يام»، مع أن عدد القتلى والجرحى أضعاف هذا الرقم، ولكن متحدثا عسكريا إسرائيليا اعترف بوقوع «أضرار بالمعسكر، وبأن قذائف بازوكا كانت تنفجر بأجهزة إلكترونية أثناء الهجوم عليه».
وتكشف الأهرام، أن حاييم بارليف، رئيس أركان الجيش الإسرائيلى، افتتح هذه المستعمرة منذ أسبوعين، وخطب فى المجموعة التى اختيرت للقيام فيها داعيا إلى الاهتمام بزراعة الخضر لتصديرها منها، وتضيف «الأهرام» أن متحدثا باسم «منظمة سيناء العربية» أعلن نبأ الهجوم الذى أشعل النار فى معسكر «ناحال يام»، ودمر معظم إنشاءاته، وأصيب فيه العدو بخسائر كبيرة، وذلك ضمن بيان يعلن عن 12 عملية بطولية أخرى للمنظمة منذ 7 يونيو 1969.
يذكر المتحدث تفصيلات الـ12 عملية، وكانت: فى 7 يونيو 1969 تدمير عربة دورية للعدو جنوب البحيرات المرة لمرورها على لغم زرع بواسطة أفراد المنظمة، وقتل وأصيب جميع ركاب العربة، فى يوم 12 يونيو انفجر لغم تحت عربات نقل الجند للعدو فى منطقة الخروبة شرق مدينة العريش وقتل ستة جنود وأصيب الباقون بجروح بالغة، ونسف أنابيب مياه تمد قوات العدو فى الضفة الشرقية للقناة جنوب القنطرة فجر 15 يونيو مما حرم العدو من مصادر المياه لثلاثة أيام، وفى صباح 25 يونيو انفجر لغم فى عربة مجنزرة للعدو فى المنطقة «30 كيلومتر» جنوب رأس سدر بجنوب سيناء، وانفجرت العربة تماما وقتل وجرح ركابها، واعترفت قوات العدو بإصابة جندين نتيجة لهذا الحادث.
فى مساء 25 يونيو 1969 تدمير عربة دورية إسرائيلية جنوب القنطرة شرق بانفجار لغم، وقتل وجرح من فيها، واعترف العدو بالحادث فى نفس اليوم وادعى إصابة ثلاثة من جنوده، وفى صباح 1 يوليو 1969 دمرت عربية دورية للعدو فى جنوب سيناء أثناء قيامها بأعمال الدورية، ونتج عن ذلك إصابة جميع أفراد الدورية ولم يعرف بالتحديد عددهم، وفى نفس اليوم تم عمل كمين بالألغام، وانفجرت مجموعة منها فى ناقلتين تحملان مجموعة من أفراد العدو، وقتل وجرح كل من فيها، وسارع العدو إلى ادعاء وقوع حادث طريق بين سيارتين، واعترف بمقتل وإصابة 14 عشر جنديا نتيجة للحادث.
فى 19 يوليو 1969 دمرت عربة مجنزرة للعدو لمرورها على لغم جنوب القنطرة، وقتل وجرح سبعة جنود، وفى فجر 20 يوليو تدمير عربيتين عسكريتين بمن فيهما فى شرق متلا، وفى فجر نفس اليوم نسف خط أنابيب المياه الذى يمد قوات العدو فى المنطقة بالإسماعيلية والقنطرة، كما نسفت الخطوط الأمامية الرئيسية للعدو فى نفس المنطقة، وفى رفح زرع فدائيو المنظمة ألغاما على الطرق الموصلة من فلسطين إلى سيناء، وانفجر لغم فى عربة عسكرية للعدو ليلة 20 يوليو، ودمرت العربة وقتل وجرح من فيها، وفى صباح 22 يوليو دمرت عربة إسرائيلية مجنزرة عندما اصطدمت بلغم جنوب شرقى رفح، وقتل وأصيب ركابها، وقام العدو بمحاصرة المنطقة فى محاولة للقبض على الفدائيين.
نفذ أبطال «منظمة سيناء العربية» هذه العمليات وعادوا سالمين طبقا لتأكيد المتحدث باسمها.

Trending Plus