غزة تنزف والعالم يحتج.. إسرائيل تواجه عاصفة انتقادات دولية غير مسبوقة.. 26 دولة تفضح جرائم الاحتلال فى القطاع.. نداءات لوقف المجازر والمجاعة والإبادة.. ورؤساء أمريكا اللاتينية يتصدرون حملة لمحاسبة تل أبيب

تصاعدت حدة الغضب والانتقادات الدولية لإسرائيل على خلفية العمليات العسكرية في قطاع غزة، والتي وصفتها عدة دول ومنظمات بأنها تشكّل إبادة جماعية بحق السكان المدنيين. وفي تطور لافت، انضمت دول من أمريكا اللاتينية إلى موجة التنديد، متخذة خطوات دبلوماسية واقتصادية غير مسبوقة، وداعية لمحاسبة المسؤولين دوليًا.

وارتفع الغضب الدولي تجاه ما يحدث في قطاع غزة، بعد استشهاد المئات من المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية، في سلسلة من الحوادث التي وصفتها 26  دولة بأنها "فظيعة وغير مقبولة".
وأصدر هذا التحالف الدولي، الذي يضم دولاً من أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ، بيانًا مشتركًا أدان فيه قتل أكثر من 800 مدني، معظمهم بالرصاص أثناء تجمعهم في نقاط توزيع المساعدات التي أقامها الجيش الإسرائيلي داخل غزة، والذى أكد أن "معاناة المدنيين بلغت مستويات غير مسبوقة"، داعيًا إسرائيل إلى وقف الحرب فورًا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بلا قيود.

دول موقعة على البيان

وشملت قائمة الدول الموقعة: أستراليا، النمسا، بلجيكا، كندا، قبرص، الدنمارك، إستونيا، سلوفينيا، إسبانيا، فنلندا، فرنسا، اليونان، آيسلندا، إيرلندا، إيطاليا، اليابان، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورج، مالطا، نيوزيلندا، النرويج، هولندا، بولندا، البرتغال، المملكة المتحدة، السويد، سويسرا، إلى جانب مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة وإدارة الأزمات، حدجة لحبيب.

رد فعل إسرائيلي وقيود إعلامية

في المقابل، رفضت الحكومة الإسرائيلية البيان واعتبرته "منفصلًا عن الواقع" ويرسل "رسائل خاطئة" لحركة حماس،  وأشارت إلى أن إطلاق النار تم كرد فعل على "تهديد مباشر"، في حين نفت الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة.
كما تمنع إسرائيل دخول الصحفيين الدوليين إلى القطاع، ما يعقّد عملية التحقق المستقل من الانتهاكات الميدانية.
 

أزمة إنسانية: قنص الجوعى ومنع المساعدات

أكدت الدول أن نموذج توزيع المساعدات الحالي "خطير ومهين"، ويتسبب في زعزعة الاستقرار، حيث وصفت قتل المدنيين الباحثين عن الطعام والماء بـ"العمل اللاإنساني". ووفق برنامج الغذاء العالمي، فقد لقي 67 شخصًا مصرعهم في أحد الحوادث مؤخرًا أثناء اقترابهم من قافلة أممية عبرت من نقاط تفتيش إسرائيلية.
وأشارت التقارير إلى وقوع قتلى آخرين في رفح وخان يونس لأسباب مشابهة، ما يؤكد أن هذه الحوادث باتت شبه يومية منذ مايو الماضي.

تحذيرات أممية من المجاعة

قالت الأمم المتحدة إن "حالة سوء التغذية تتصاعد" في غزة، حيث يحتاج أكثر من 90 ألف طفل وامرأة إلى تدخل فوري. وأكد برنامج الغذاء العالمي أن "شخصًا من كل ثلاثة في غزة يقضي أيامًا بلا طعام". وأضافت سيدة من غزة في تصريح لإذاعة بي بي سي العربية: "أطفالنا يموتون من الجوع. لا نملك إلا الماء والملح لنعيش".

بابا الفاتيكان يصف ما يحدث بالهمجية

وبحسب بيان أصدره الفاتيكان، أجرى البابا لاون 14 اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني؛ لمناقشة "التطورات الأخيرة في الصراع في قطاع غزة والعنف في الضفة الغربية".

وأفاد بيان الفاتيكان، بأنه "خلال الاتصال الهاتفي، جدد البابا مناشدته من أجل الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي، مشددا بشكل خاص على واجب حماية المدنيين والأماكن المقدسة، وحظر الاستخدام العشوائي للقوة والنقل القسري للسكان".
وأضاف البيان، أنه "نظرا للوضع الإنساني المأساوي، أكد البابا الحاجة الملحة لتقديم المساعدة إلى الأكثر تضررا من عواقب الصراع، والسماح بدخول مساعدات إنسانية الكافية.
وكان البابا ندد، بما وصفه بـ "الهمجية" فى وجد دعوته لوقف الحرب الوحشية فى القطاع ، كما دعى المجتمع الدولى إلى احترام القانون الإنسانى الدولى وحماةي المدنيين، وفقا لصحيفة الجورنال الإيطالية.
وقال البابا لاون 14 "أكرر ندائى لوقف فورى للقتال والتوصل لحل سلمى ، وعلى المجتمع الدولى أن يلتزم بحماية المدنيين ووقف العقوبات الجماعية والتهجير القسرى".

أمريكا اللاتينية تتحرك

وفي تطور لافت، عقدت كولومبيا قمة استثنائية في بوجوتا منتصف يوليو، شاركت فيها أكثر من 30 دولة من الجنوب العالمي، بينها جنوب أفريقيا، بوليفيا، وكوبا، والتى جاءت بدعوة من الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، الذي وصف ما يحدث في غزة بأنه "جريمة إبادة لا يمكن للعالم تجاهلها"، وأعلن عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وفرض حظر على صادرات الفحم احتجاجًا على العدوان.
واتخذت القمة سلسلة من التوصيات والإجراءات، أبرزها، تجميد العقود العامة المرتبطة بإسرائيل، ودعم المحكمة الجنائية الدولية في ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب، و تشجيع دول الجنوب على تبني سياسات اقتصادية عقابية تجاه إسرائيل.
كما وصف الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا العمليات في غزة بأنها "مجزرة منظمة"، قائلاً إن ما يحدث "ليس حربًا بل إبادة جماعية".
أما الرئيس التشيلي جابرييل بوريك، فقد وصف الوضع بأنه "تطهير عرقي"، وأعلن سحب السفير ووقف التعاون الدفاعي مع تل أبيب.
كما عبّر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن إدانته الشديدة لما وصفه بـ"صمت المؤسسات الدولية"، مشيرًا إلى أنها "تحمي الجناة وتتجاهل الضحايا".
وعلى الرغم من تحفظ الحكومة المكسيكية، إلا أن الرئيسة كلوديا شينباوم دعت إلى احترام القانون الدولي ورفض التهجير القسري، وأكدت دعم بلادها لمبدأ حل الدولتين كحل دائم.