كيف تفاعل دروز لبنان مع أحداث "السويداء" بسوريا؟.. ارتياح درزى بالتزامن مع خروج العائلات المحتجزة بالسويداء.. تأكيد رفض التدخل الإسرائيلى.. المشايخ يدعون لدرء الفتن.. وشيخ عقل "الدروز" يدعو لضبط الخطاب الإعلامي

ـ شيخ عقل "دروز" لبنان يناشد الدولة السورية ببدء حوار جاد مع الدروز حول المشاركة فى مؤسسات الدولة
تصدرت أحداث السويداء الدامية بسوريا بسوريا المشهد فى لبنان أيضاً، حيث قوبل إعلان بدء خروج العائلات المحتجزة فى السويداء ، بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في السويداء بين العشائر السورية والفصائل الدرزية، بارتياح بين أبناء الطائفة الدرزية فى لبنان، والذين تملكهم الغضب فى الأيام القليلة الماضية بالتزامن مع العنف الذى تعرض له أبناء الطائفة الدرزية فى سوريا وارتفعت أصوات في الشارع الدرزي بضرورة حمل السلاح والدفاع عن دروز السويداء، ذلك الغضب الذى حاول مشايخ الدروز احتواءه بالتعاون مع السلطات اللبنانية ووأد فتيل الفتنة الطائفية بين السنة والدروز .
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا قد أعلن إخلاء مدينة السويداء من كافة مقاتلي أبناء العشائر البدوية، ووقف الاشتباكات في أحياء المدينة.
ومن جانبه، قال قائد الأمن الداخلي بالسويداء فى سوريا أنه تم إبرام اتفاق لإخراج المدنيين الراغبين فى المغادرة إلى حين تأمينهم وضمان عودتهم، مؤكدا التزامهم بتأمين خروج الراغبين في المغادرة وسنوفر إمكانية الدخول للراغبين" في ذلك ، وفق وكالة الأنباء السورية "سانا".
محاولات وأد الفتن..
بذلت مرجعيات الطائفة، سواء الدينية أو السياسية، وخصوصا شيخ العقل سامي أبو المنى ووليد جنبلاط، جهودا كبيرة لتفادي أي انعكاسات على الداخل اللبناني نتيجة الاقتتال الدرزي السني في السويداء.
وحدث تنسيق بين السلطات اللبنانية ومثلى طائفة الدروز للعمل على التهدئة ، فى هذا الإطار التقى شيخ عقل الطائفة الدرزية سامي أبو المنى قائد الجيش ورئيس الأركان، وتحدث معهما عن إجراءات الجيش لمنع أي اضطراب أمني في لبنان، بعدما كان شبان قد قطعوا طريق بيروت دمشق قبل أيام احتجاجا على ما يجري في السويداء، كما التقى شيخ عقل الطائفة بعشائر عربية في سياق الجهود لتجنيب لبنان أي تداعيات لما يحدث في السويداء، تبعا للعلاقة الوطيدة التي تربط دروز لبنان بدروز سوريا. ودعا شيخ العقل أيضا الدول ذات التأثير في سوريا إلى وقف الاقتتال فورا وفك الحصار عن السويداء.
وعمل المشايخ فى طائفة الدروز على وأد الفتنة فى مهدها، وفى هذا السياق أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان أبي المنى، أن الانتصار الحقيقي هو للسلام والتهدئة وليس للحرب؛ داعياً إلى تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء ووقف دعوات النفير والهجمات على القرى الدرزية.
وطالب الدولة السورية بتحمل مسؤولياتها في حماية الطريق بين دمشق والسويداء وتأمين المصابين والمستشفيات وتسريع عملية تبادل الأسرى؛ مشدداً على أن الانتصار الحقيقي هو للسلام والتهدئة وليس للحرب.
كما دعا إلى ضبط الخطاب الإعلامي ورفض أي خطاب تكفيري أو تحريضي، مع ضرورة بدء حوار جاد مع الدولة السورية حول مستقبل مشاركة الدروز في مؤسساتها، كما نشدد على وحدة الصف الدرزي والسوري ونشيد بتاريخ السويداء الوطني".
وختم أبي المنى قائلا: "نرفض الاعتداء على العمال السوريين أو استهداف المدنيين ونؤكد أهمية الحفاظ على الكرامة والأمن المشترك".
ومن جانبه ، قال مرجع روحي درزي إن الطائفة برمتها في لبنان شعرت بمدى التعاطف والتضامن معها ومع أهالي السويداء من كل المكونات السياسية والمذهبية والطائفية اللبنانية، وأن هذا الموقف والشعور ثبت اللحمة الوطنية والتضامن بين جميع مكونات لبنان، مما حيده عن أي إرتدادات لما يحصل في سوريا".
واعتبر المصدر أن الآراء المختلفة داخل الطائفة تجاه ما يحصل في السويداء هو عامل صحي كون الهدف واحد هو وقف إطلاق النار.
المصدر أشاد بحكمة كل من تعاطى بالملف في لبنان، مؤكدا أن الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها السياسية تعاطت بوطنية في هذا الملف.
من هم الدروز؟
ظهر الدروز على السطح بعد الاشتباكات التي وقعت في السويداء، فمن هم الدروز وما تاريخ نشأتهم ؟
نشأت العقيدة الدرزية في القرن الحادى عشر الميلادى ، وانبثق المذهب الدرزي من المذهب الشيعي الإسماعيلي الفاطمي، حيث كانت القاهرة الفاطمية بيئة مواتية لأولئك الذين أرادوا مزج الفلسفة الإغريقية بالإسلام.
وتأثرت تلك العقيدة بمجموعة متنوعة من التقاليد، بما في ذلك المسيحية، والغنوصية، والأفلاطونية المحدثة، والزرادشتية، والمانوية، والفيثاغورسية، يركزون على التوحيد، كما يعتقدون بتناسخ الأرواح. ويعيش الدروز بشكل رئيسي في سوريا ولبنان وإسرائيل، مع وجود مجتمعات أصغر في الأردن.

Trending Plus